الدولة العلوية المرتقبة

الدولة العلوية المرتقبة

09-08-2012 04:04 PM

 حذر الملك عبد الله الثاني قبل يومين في مقابله مع صحفي غربي من احتمالية اقامة الأسد لدولة علويّه في حالة استمرار الثوره هناك , وهو أمر يجب أن يثير كافة الأشارات الحمراء في عقلونا تجاة الآثار السلبيه التي قد تخلفها الثورات العربيه !! 

 
فهذه الثورات قامت بالأصل ضد الاضطهاد والظلم وعدم المساواة والفساد وتدني مستوى دخل الفرد في الوطن العربي وارتفاع الأسعار ولم يكن في بال أي أحد كان أن هذه الثورات والتي قامت لهدف سامي قد ينتج عنها آثار سلبية كبيرة أهمها التقسيم والتفتيت  , عندما يحذر الملك من أمر من هذا القبيل فعلينا جميعا أن نأخذ الأمر على محمل الجد فثقافة الملك الواسعة وحنكته السياسية وعلاقاتة المميزة مع كافة عواصم العالم تجعله الأقرب الى التنبؤ بالشكل الصحيح من خطر قادم وهو خطر التقسيم لسوريا وربما أن ذلك التقسيم يمتد ليشمل دول أخرى مجاورة !! ... 
 
المتابع لأخبار الملك منذ شهور وخاصه الأسبوع الماضي يستطيع أن يستخلص أن نظام الأسد راحل لا محالة ولكنه لن يرحل عن سوريا كلها فعلى ما يبدو أن خيار اقامة دوله علوية هو أمر يطبخ له في النظام السوري كحل بديل لحماية الطائفة العلويّة والتي تعتبر الأسد رمز لها !! 
 
كمواطن أردني مرتاح جدا لتعامل الدولة الأردنية الحذر والمحنك تجاه الأزمة السوريّة وهذا التعامل الحذر  يبدو أنه سينجح في تحقيق الأهداف المرجوة لجميع الأطراف الايجابية في المنطقة... فالأردن استقبل اللاجئين واستقبل المنشقين بصفة لاجئين لدواعي انسانية وهو يوفر الدعم لهم في مخيماتهم في الرمثا لا بل يحشد لهم الدعم الدولي ...وفي نفس الوقت ما زالت السفارة الأردنية في دمشق تعمل كالعادة لخدمة الأردنيين هناك كما صرح وزير الخارجية ناصر جودة ... لم يرضخ الأردن الى اغراءات الدول النفطية والغنية والتي حاولت أن تستغل الوضع الاقتصادي الصعب في بلدنا لجر الأردن الى احتكاك مباشر مع الأسد وأعوانه , ورغم أننا نعيش في وضع اقتصادي صعب الا أن النظام الأردني حريص جدا على سلامة الأردن وسلامة مواطنيه والتي قد تتعرض الى خطر في حالة احتكاك مباشر مع الاسد  لا سيما أن هنالك أنباء تتحدث عن امتلاك الاسد لأسلحة كيماويه!!  
 
مهم جدا لتلك الدول الغنية أن تعرف أن "المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين" ولا ننسى أنها وعدتنا في السابق بأنها ستضخ لنا النفط والغاز مجانا مقابل تهاون الأردن مع اسقاط الشهيد صدام حسين رحمه الله وفي ذلك الوقت الأردن وقف بشكل محايد في حرب عالمية عربية شنت ضد نظام صدام ولكن لم نرى أي من تلك الوعود والتعهدات !! 
 
وهذا يعني أن النظام الأردني فهم الدرس بشكل ممتاز وهو الآن يتعامل وفق سياسة ذاتية حذرة مع الملف السوري ولا يسمح ابدا لأي اغراءات او ضغوط أن تغيّر من تعامله مع هذا الملف المقلق  .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد