الحكومة تقرر إجراء العملية رغم علمها ان المريض متوفى

mainThumb

22-08-2012 09:26 PM

 نعم أيتها الحكومة وأصحاب القرار والقائمين على الانتخابات النيابية أن إجراء الانتخابات هذا العام هو انتحار ونحر للوطن بكاملة والسبب الأول وهي تعلمه الحكومة يقينا الظرف الاقليمي والمحيط بالأردن، وهل الحكومة بل والدولة الاردنية بكاملها قادرة على استيعاب الفارين من سوريا اذا ما بقي الوضع ما هو عليه والإعداد اصبحت بمئات الآلاف أليس هذا بحاجة إلى أكثر من حكومة لكي تستوعب تلك الاعداد الهائلة وتوفير ابسط متطلبات البقاء لهم على قيد الحياة والجميع يعرف ويلمس قدرات وإمكانيات الدولة الأردنية؟ علما ان اغلب المحافظات تعاني من نقص المياه وانقطاع الكهرباء المفروض علينا بالدبسة رغم دفع الفواتير وهذا من نعمة الخصخصة على البلد، وزيادة على ذلك تدهور القطاع الصحي بشكل لم يسبق له مثيل، ونقص الأدوية، وأصبحت المعادلة للمواطن الذي يملك المال يستطيع ان يتعالج على حسابه، والذي لا يملك المال عليه ان يبقى يعاني، وفوق كل ذلك اليس الفارين من الحرب الظالمة في سوريا هم بحاجة الى معالجة؟ وفوق كل هذا من يعرف نهاية الحرب المدمرة في سوريا الى اين تسير وكيف نهايتها؟ وهل الاردن بعيد عن نتائجها  ام سوف يتاثر بها وينعكس الوضع على الداخل الاردني؟ رغم كل ذلك لا تزال الحكومة وأصحاب القرار مصممون على إجراء الانتخابات النيابية وهم بذلك يريدون أن يكون العزاء والفرح داخل البيت الواحد وبنفس التوقيت وهذا مستحيل. أما من ناحية مقاطعة الانتخابات فقد أصبح الأمر يسري على فئات كثيرة وكبيرة من فئات الشعب وبعيدا عن احزاب المعارضة والسبب لعدم قناعة الناس بقانون الصوت الواحد وشعور الناس باليأس والإحباط سواء من النواب او الحكومات المتعاقبة بعدم الجدية والرغبة بإجراء الاصلاح وأن كل ما يدور الحديث عنه وحوله هو عبارة عن شراء للوقت من قبل الحكومة والنواب معا والشعور العام لدى الناس الظرف والزمان غير مناسبين ولا مهيئين لإجراء الانتخابات ولسان حال الناس يقولون طالما انه قانون الصوت الواحد والنواب الحاليين هم نتيجة الصوت الواحد فما هو الجديد والداعي لإجراء الانتخابات وبالتالي اصبحت العملية برمتها مضيعة للوقت علما ان بعض المواطنين سجلوا واخذوا بطاقات الانتخاب وهؤلاء اغلبهم لمصلحة شخصية ولمصلحة اشخاص بعينهم ممن ينتظرون بل وموعودون ان يصبحوا نوابا بغض النظر عما يدور حولنا وبغض النظر عن المصلحة الوطنية. وبالتالي الوطن هو الخسران الوحيد نتيجة الانقسامات والركض وراء مصالح شخصية بنوع من الأنانية، وأصبح المعيار من هو الشاطر الذي يستطيع أن يحصل على شيء من الوطن وليس العطاء له. لذلك أقول للحكومة أنتم أصحاب الولاية العامة وأصحاب القرار ويهمكم مصلحة الوطن أرض وشعب. لذلك عليكم إعادة النظر بإجراء الانتخابات هذا العام وعدم الدخول بمشاكل الوطن بغنى عنها وتوفير أموال وجهد الحكومة لما هو أهم في هذه المرحلة الحرجة. فالمخاطر التي تحيط بنا اكبر من الانتخابات وما يرافقها وليبقى مجلس النواب الحالي على ما هو عليه بالرغم انه جرع الشعب الاردني بأكملة السم نتيجة سكوته وصمته وتبرئته للفاسدين ولكن في سبيل أمن وسلامة الوطن يجب أن تؤجل الانتخابات الآن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد