كأن الشعوب استفاقت من غفوتها او كأن روح الحبيب في صفاه استنجدتها، او كأن الارض لقحت من غير بذرتها او السحاب أمطرت بعد جفوتها، ترى الملائكة في علاه سابحة من شدة الخطب استبانت هول حيرتها، تستشيط روح الاولياء غاضبة ان اصيبت الأقوام في فخر سيرتها.
ان صدقت الروايات بأن تمويل الفيلم سيء الذكر كان يهوديا فان المؤمن الحق لا يجد في حادثة الفلم امرا جديد ولا يجد في عدائية اليهود حدث نتفاجأ به .. ولا في الاعلام الصهيوني ما نشعر بحداثته او خروجه على المألوف... الم نردد في كل صلاة غير المغضوب عليهم ؟ الم يفتروا على الله من قبل وقالوا عزير ابن الله واتهموا الخالق بالبخل وقالت اليهود يد الله مغلولة وقالوا ان الله فقير ونحن اغنياء، وأدعوا زورا وبهتانا بأنهم ابناء الله وأحباؤه وعبدوا العجل بدل الخالق واتبعوا السامري ونسوا موسى وحرفوا الكلم عن مواضعه. أليس هم من تامر على المسيح ابن مريم وهم من قال على مريم بهتانا عظيما ؟ وهم من حاول دس السم للرسول العربي ؟ اليس هم قتلة الانبياء والاولياء والرسل و يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس؟؟؟ الم يلعنهم الله على لسان داوود و عيسى بن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون؟
اذا كان هذا تاريخهم وهذا ما قال الله بهم، فهل الى ودهم من سيبل ؟ وهل لنا ان نثق بعهودهم ووعودهم وقد نقضوا عهد الله؟ وهل نستطيع ان نلغي من التاريخ صفحات سرمدية من العداء للمسلمين وللبشرية؟ ام هل صدقنا ان حرارة كامب ديفيد سوف تطهر ارواح اليهود؟ او ان قبلات وادي عربة سوف تحول قلوبهم الى مسلمين؟؟؟ وهل اللقاءات السرية والعلنية بقادرة على ان تنسينا او تنسيهم خيبر وقريضة والقينقاع؟ وهل نخب اريحا يكفر عن ذكريات دير ياسين ويالو والشيخ وحواسه وناصر الدين وكفر قاسم وصبرا ؟ وهل رمال غزه تغني عن برتقال يافا ودالية الكرمل؟ وهل محادثات الخنوع سوف تنسي دماء يوسف حميده وكمال عدوان ويوسف ريحان واحمد ياسين ودلال المغربي واحمد ملوح واحمد ابو الريش.. وغيرهم ؟
علينا ان لا ننسى باننا والكيان الصهيوني في عداء دائم حتى يوم القيامة وعليه فان الحر ب مفتوحة الجبهات والوسائل وعلينا ان نتلقى ما فعلوه وما سيفعلونه على انه سلسلة من حلقات هذه الحرب وان علينا ان نستعد لهذه الحرب ونعد العدة. اليس من الصدق ان نعترف بأننا ساهمنا بإنتاج هذا الفيلم؟ ولقد كنا الوقود الذي انتج هذا التمادي على نبينا؟ نعم من خلال ضعفنا المحزن وهواننا حتى على انفسنا وانحنائنا المستمر نقبل ايادي الصهاينة ودوائرهم المتغلغلة في شرايين الانظمة العربية الجاثمة فوق الكرسي.
ان الجرأة على ديننا ونبينا وبلادنا لم يكن بالأمر الجديد ولكن هذا العام استفاقت الشعوب وتساقط الحكام حماة الصهيونية كحمل غير شرعي.
بدل هذا الغضب العربي الرسمي لما لا نغضب للحج اليومي الى تل ابيب؟ ولماذا لا نغضب للقرارات الرئاسية التي تمهر بنجمة داوود؟؟ ولماذا لا يغضبنا استباحت الشرف العربي في فلسطين ولبنان؟؟ ولماذا ما زلنا نستجدي لقاء نتنياهو ونقرأ التراتيل على روح رابين؟؟؟؟ ننتج الاف الافلام سنويا فهل انتج فيلم على مستوى عالمي يفضح زيف اليهود وجرائمهم؟ الم ندعم حركات التزلف في نيكاراغوا وافريقيا وعجزنا ان نبني مدرسة لتعليم اهل بورما ونيبال؟ الم نفتتح الاف القنوات الخاصة بالفجور ولم نستطيع ايصال الدعوة الى مئات الملايين في العالم ممن يبحثوا عن أي دين يستمسكوا به؟ كم من الاعمال التي منعت من البث على قنوتنا لأننا نخشى غضب السامية؟؟ الا نعترف بأن اعلامنا يمجد الحكام اكثر مما يمجد نبينا؟؟؟ كم من الاغاني تنتج يوميا وعجزنا ان نغني مثل سامي يوسف؟؟ الا نعترف بأن مناهج ابناءنا تخلوا من ذكر الصهيونية؟ بينما مناهجهم تمجد الاحتلال والقتل؟ الا نعترف بأننا تنازلنا عن حيفا ويافا ؟ ثم ابتلعت الضفة على مرأى من السلطة.. وتنازلنا عن الارض لنطالب بالتفاوض لأجل التفاوض؟؟؟؟ الم نتخلى عن ارث الاجداد والقواشين العثمانية بينما اسرائيل ما زالت تنشأ ابنائها ان ارضها من الفرات الى النيل؟؟؟ الم يحرق المسجد الاقصى وهو على وشك الانهيار فماذا نحن فاعلون؟؟
كل هذا الضعف وهذا التقصير يجعلنا ان نقف مع الذات وقفة صادقة من اجل نصرة ديننا من خلال الخطط والبرامج علينا بالأعلام الموجه نحو نصرة الدين وفضح جرائم الصهيونية وكفانا مئة عام من تمجيد القائد وليسمح للإعلام ان يقول كلمة حق لا يجرأ القائد ان يقولها، علينا فتح الاف القنوات لبث روح الاسلام الحقيقية الى شعوب العالم بلغات مختلفة، علينا بدعم الجاليات الاسلامية في الغرب، علينا تثبيت الفقراء المسلمين في دول شرق اسيا وافريقيا .. على المترف ان يتخلى عن ارصدة سويسرا وعن جزء من ذهبه قبل ان يحمى عليها في نار جهنم علينا، وعلى الحاكم ان يتخلى عن الهرولة باتجاه اعداء الله وان يتقي الله في دينه وليتذكر يوما ينادى عليهم وقفوهم ان مسؤولون....وعلى الامة ان لا يكون دورها رد فعل للحدث لان ذلك يعني انها لن نصنع الحدث مستقبلا.