وتنتهي الكلمات

mainThumb

19-09-2012 03:07 PM

 ها هي الأجراس تُدقّ لتعلن وقت الرحيل ..! الرحيل الّذي لا عودة بعده ..! كلٌ همّ بجمع أمتعته ، دون أن يكون لديه الفضول ليعرف  ما الّذي سيكشفه القدر ..؟ دون أن يسأل ماذا حصل..؟ أو لماذا حصل..؟ إلى أين ستتجه السفينة ..؟ لا أحد يدري ..! فكلٌ راح يسابق الزمن كي يركب تلك  السفينة الّتي تودي إلى ما لا سبيل إليه ، كلٌ  يسعى إلى الهروب دون حتّى أن ينظر إلى الوراء .

  
   تنطلق السّفينة وتسير ؛ لتخوض المجهول  الّذي يسعى الجميع ليخوض عبابه هرباً من مواجهة المصير ، ها هي السّفينة تواجه في أوّل مسيرها عاصفة هوجاء ، فتتصارع السّفينة مع أمواج البحر، ثمّ يعاود البحر سكونه أين تسير..؟! إلى أين  ..؟! إلى متى ..؟! وهل أوشكت النّهاية أن تدّق الأبواب ..؟ أم ستطول الحياة لترينا المجهول فترمي لنا بشباك الآمان حيناً .. وتصفعنا بنوائبها أحياناً .. تتدحرج السّفينة إلى أسفل ذلك الشلّال ، حتماً ستكون النّهاية لكنّه القدر ثانياً أراد لتلك السّفينة النّجاة  ، ثمّ بعد حين إلى ذلك الظّلام الموغل في إصراره  بأن يجعل من أهل الأرض فريسة للمجهول يستمر الصراع إلى آخر الطّريق ..النّهاية ..لو أنّهم رجعوا ، لا فقد دُقّت الأجراس  ونعقت الغربان لذلك المشؤوم ، معلنة بذلك فوات الآوان وانقطاع سكّة النّجاة ، بعد أن دارت بهم الدنيا ، ليصار بهم إلى تلك الزّاويّة  فتضع  القيود في أيديهم ، ويلف بحبل الموت حول أعناقهم  ، فتجعلهم يصارعون الموت الّذي هربوا منه ، لو أنّهم واجهوا مصيرهم من البداية ربّما كُتب لهم أمل السير في سفينة النّجاة ،والذّهاب لبر الآمان بدلاً من التّخبّط في ظلمة الضّياع ..!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد