مــن واقــع الحــال .. وليس من نســج الخيــال

mainThumb

23-09-2012 08:35 PM

 كــان يسـير ليلا لحاجتــه الصحيــة لرياضــة المشـي ، وهو يعانـي من السـكـري منذ ســنوات ، ولا يــدري أن القــدر مخبــأ له تلك الليلــة مفاجــأة لم تكـن في الحسـبان ، ولم يعـرف بها الا بعـد شـهر على الأقـل عندما إسـتفاق من الغيبوبــة التي صاحبتــه في المستشتفى .

 

سـيارة تصـطـدم بــه تلك الليلـة ، وترفعـه عدة أمتـار قبل أن يسـقط على الأرض ، يحملــه السـائق فـورا الى أقـرب مستشفى ، لتبـدأ عملية إنقـاذه من قسـوة الضربــة التي ســببت لــه عــدة كسـور في الأرجــل وفي الحوض ، وغيبـوبــة ، لم يكـن يـدري ما حولــه ، وكنــت أتـألم كلما زرتــه ووجدتــه على تلــك الحــال .
 
أخــذت عائلــة الشخص الذي صـدمــه ، ومن تلك اللحظــة في زيــارة المصـاب باسـتمرار لتطمــأن على حالــه ، وتقدم الواجــب الذي تمليــه عليهـم عاداتنــا وتقاليـدنــا الحميــدة ، حيــث ســبب ذلك في تقـويـة العلاقـات وخلقــت بين العائلتيــن صــداقــة لا عــداوة بحمـد الله .
 
عــاد لبيتــه بعــد عــدة شـهور وقـد تعافــى من الكسـور بنســبة كبيــرة ، وأخــذت الذاكــرة عنــده تعــود إلى حالتها السـابقــة ، وعائلــة المتسـبب في ذلك يزورونــه ويطمــأنون عليــه باسـتمـرار.
كم كانـــت اللحظــة جميلــة البارحــة وأنا من ضمــن المدعـوين من طــرف المصاب الذي هو صاحبي وجــاري ، ونحــن في الخيمــة التي نصبــت لإسـتقبال الجاهــة الكريمــة من أهــل السـائق وأصحابه وأقاربــه ، الذين جـاؤوا من أجــل حضــور الصلحـة بين الطرفيــن .
 
كانت الكلمــات التي ألقيــت من الطرفيــن مؤثــرة ومعبــرة والتي تخللهــا من الشـعـر والنكــت ، وتذكيـر ببعض المواقف المضحـكــة ، ما جعـل تلك الجلســة حميمــة وجميلــة تود أن يطول الوقــت فيهــا . ويخــرج الجميــع بعــد ذلــك وهم يدعــون أن يديــم الله على الأردن الأمــن والسـلام والمحبــة ، وأن يطيل الله في عمــر قائدنــا أبا الحســين ويحـفظ الله الأســرة الهاسـمية عمومــا من كـل شــر ومكـــروه .
 
كم كانت تلـك الجلسـة معبــرة عن أصـالة الشـعب الأردنـي ، وأن قلوبهــم لا تحمـل الحقــد والبغضــاء ، بل التسـامح والطيبــة التي جبلوا عليهــا منــذ الأزل .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد