عجلً (موجة الإصلاح ) له خوار

عجلً (موجة الإصلاح ) له خوار

25-09-2012 11:36 AM

 ما نسمعه أو نقرأه أو نشاهده عبر وسائل الإعلام المختلفة وخصوصا الالكترونية، وعلى ألسنة بعض المسئولين فيما يسمى بالحراكات في هذه الفترة الزمنية على الأقل، يتجافى مع منطق المؤسسات ومشروعيتها، فإذا بخطابهم السياسي تفوح منه رائحة الآسن ونتانة الفتن وعسس الاهتراء. 

 
كأن القوم قد خلطوا، وقد أفجعهم التنائي عن السلطة، فلم يعودوا يريدون دولة ولا دستوراً ولا قوانين، وأقحمتهم العصبيات في الشبهات فالتبست عليهم الحقائق، وركبتهم الضغائن والأحقاد وهاموا على وجوههم يخبطون خبط عشواء، ويتدافعون نحو العثرة تلو العثرة، بعدما تنكبوا الثوابت الوطنية وتاهت بهم السبل عن جادة الصواب، فآثروا التفرد وتوسّلوا المكر والخداع ولفّقوا الأكاذيب وامتهنوا التضليل وركبوا عجلاً (موجة الإصلاح ) له خوار وراهنوا على الدعم من المتصهينين الجدد ومن يدور في فلك سياساتهم العدوانية، واليوم صار خطابهم المعارض سباباً وشتائم وامتهان كرامات، واتّسم أداؤهم بكيدية تبغي التعطيل والتخريب وبنزعة سادية تتلذّذ بحرمان الأردنيين إنجازات إصلاحية يضيقون ذرعاً بها إن حققها غيرهم.
 
وصل التمادي حد تجاوز الخطوط الحمر في طعن مؤسسة العرش والتطاول على المقامات والرموز الدينية والوطنية، والتحريض ضد الجيش والأجهزة الأمنية الضامنة لأمن البلاد، وما سلم من نزقِ خطابهم ملك ،ولا صاحب دولة لم يقترف الفساد،ولا قائد جيش ،ولا مدير امن ولا زميل، ولا زعيم، ولا حزب ولا تيار، ، وما اتّسع صدرهم على مدى سنوات لمحمل واحد من حسن الظن بشريك أو أخ أو صديق.
 
أيّ مستقبل وخيم يعد به هؤلاء؟ وأية صدقيه تبقى لهم؟ وأية دولة يدّعون بناءها.
 
إن فجور خطابهم السياسي ساقهم اليوم إلى تعمد هدم جسر التواصل الباقي بين الأردنيين عبر استهداف مؤسسة العرش، التي لطالما تحملت عبء فتح قنوات الحوار حرصاً منها على استقرار الوطن ومصالحه الكبرى. ولئن أوهمت أحداث المنطقة والرهانات الخاطئة أقزام الفتنة بإمكان التطاول على كبار رجالات الوحدة الوطنية، فإن غداً لناظره قريب، حيث يذهب الزبد جفاء ويمكث في الأرض ما ينفع الناس.
 
إننا من موقع خبرتنا بمؤسسة العرش ، ومن منطلق فهمنا الدقيق لتوجهاتها الوطنية وحنكتها المشهودة، نؤكد أن دورها الريادي في حماية وصون وحدة البلاد ستخيّب آمال المراهنين على تحقق الأهداف الشريرة المدعومة من بعض مراكز النفوذ الغربية والصهيونية المشبوهة.
 
إذا كان رأس الدولة يمثل على الدوام دعامة أساسية للوفاق الوطني وأحد أهم أركانه، فإن الخطاب السياسي التائه (لراكبي موجة الإصلاح) يرتكب خطيئة كبرى تقطع الطريق على أي مسعى وفاقي محتمل. إذا كان داء العظمة وهوس السلطة قد أخرجا «الإصلاحيين الجدد» عن طورهم ، فأية عاقبة ينتظرها بعدُ هذا النفر ، إذا ما أصرّوا على التزامهم في خطابهم وشعاراتهم وأدائهم السياسي ؟
 
ما أخفى المرء من شيء إلا وظهر في فلتات لسانه وصحائف وجهه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد