غرباء

mainThumb

29-09-2012 01:24 PM

 كانوا يتقافزون كالفراشات حولي ، يتراكضون هنا وهناك ،أرى الكون مشرق متلألئ بهم ، كانوا إذا تعبوا احتضنتهم في ظلّي ، لم أكن أتثاقل من أرجوحتهم الّتي يشدّون رباطها بأغصاني ، فتعلو بهم نحو السماء تارّةً ، وتتراجع إلى الأرض تارّة أخرى ، منهم من كان يتسلّقني، ويلهو بي ، ومنهم من كان يحفر ذكرياته على جذعي .

    
     آآآآه ..! أين تراهم يسيرون الآن ..؟! تُرى ما هي أحوالهم ..؟1 بأيّ أرض يتخبّطون ..؟! أهنئ لهم عيش ...؟! أحقّقوا ما تركوني لأجله...؟! تركوني..تركوني  شامخة ، أصارع الطغيان الجائر وحدي ،  إحتضنتهم صغاراً وأطعمتهم من ثماري ، ظننت أنّهم سيدافعون عنّي كباراً لكنّهم خذلوني وتركوا غصّة ، أتظاهر بنسيانها ، تركوني أمام الرياح العاصفة وحدي هنا ...! على هذه الأرض ..؟! باعوني واشتروا الأمان في أحضان غيري ...؟! .
    
     باكيةً لا مما أصارعه  من طغيان جائر  ..؟! بل باكية من  صنع أبنائي بي ، تركوني وظنّوا أنّهم سيحقّقون أمجاداً زائفة على أرض غيري ، بحثوا عن الأمن.. العزّة .. على أرض الغرباء ..؟ والله ما دروا أنّهم لن يجدوا طعماً للراحة ..للأمان بعيداً عن أحضاني ، لكنّي ومع مرور الزمن لا زلتُ باقيةً ، لا أُظهر ضعفاً لأحد ..! سأقاوم شامخةً ، لو كنت وحيدةً ،  يحدوني الأمل ، بأبناء لي فرّقتهم ضروب الدّهر ، لكنّهم لا بدّ سيعودوا يوماً ..لا بدّ ... سيعــ ... يوماً .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد