مسيرات تدمير لا تغيير

mainThumb

04-10-2012 11:29 PM

 إنّ ما يقوم به إخواننا ( جماعة الإخوان)و(غيرهم)  من مسيرات وتظاهرات ، وحشدهم وتحريضهم  لبقية القطاعات في المجتمع الأردني، بهدف الإصلاح والتطوير ، وكأن البلد على حافة هاوية ، هذا العمل والحشد والتحريض لا يجدي نفعاً، ولا يجني إلا التخريب والدمار والفتنة (والفتنة أشدّ من القتل)،ولا يؤدي إلى الإصلاح كما يزعمون .      

                                                  

إنّ التغيير والإصلاح يأتي بالحوار والنقاش لا بالهتافات والصياح والتحريض والتدمير ، وتعطيل مصالح  الناس ،  وتخريب ممتلكاتهم  ، وهي تتيح الفرص للمندسين والمأجورين  والمخربين ليعملوا ما يريدون دون رادع أو ضمير .
 
   المسيرات الفوضوية والتخريبية  سبب في دمار الدولة ، وهي دعوة يرفضها الدين ويرفضها العقلاء .إنّ التطوير والتغيير سنة الحياة ، وهما ضروريان لكل مجتمع يسعى إلى التنمية وتحسين الحياة ، ولا يأتيان إلا بالحوار والنقاش والأخذ والعطاء ، وإنّهما ( التطوير والتغيير) لا يأتيان بالسرعة والعجلة ، بل يحتاجان وقتاً وتفكيراً وتفحصاً، وهما يحتاجان إلى عقلاء ومفكرين وسياسيين ليقوموا بوضع قواعدهما وأسسهما ،ولا يأتيان بالصياح والمظاهرات والمسيرات.                    
 
                          
لقد رسم سيّد البلاد ـ حفظه الله ورعاه ـ صورة التغيير والتطوير من خلال رؤية  ثاقبة  قامت على :
ـ تشكيل أحزاب وطنية منتمية ، ليست مأجورة ومدسوسة وذات محسوبية.
 
ـ تشكيل حكومات وأحزاب وطنية ، همّها الوطن وأهل الوطن ، هذه الحكومات والأحزاب تتسم  بالمعارضة الوطنية ، لا الغوغائية والمصلحية ، معارضة من أجل الوطن .
 
وقد سبق هذه الرؤية تعديلات دستورية جوهرية ، وقانون انتخاب متفق عليه ، وهيئة مستقلة للانتخابات .
وبعد ، فلماذا المسيرات والمظاهرات ما دام الإصلاح  قد بدأ  ، وهو مستمر ، وسيحتاج إلى وقت ؟                                                  
 
أيّها الإخوان ، أيها الأردنيون : اتقوا الله في بلدكم ووطنكم ، عشنا طوال هذه السنين ـ رغم قلة الموارد ـ عشنا كرماء ، عزيزين ، آمنين ، لا فوضى ، ولا تخريب ، نعالج قضايانا ومشاكلنا بالحوار وبالحكمة والموعظة الحسنة ، وقد كان جماعة الأخوان خير عون وسند لهذا البلد الطيب . ونحمد الله أن قيادتنا الهاشمية كانت وما زالت ، وستبقى ـ إن شاء الله ـ رائدة في التغيير والتطوير ، وإنّ المتتبع لتاريخنا يجد أنّ التغيير والتطوير والتحسين كان أسلوباً ونهجاً لهذه القيادة .
 
        حمى الله الأردن وقيادته وشعبه ، وجنّبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .     


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد