ايمن مقدادي .. زيتونة الوطن

ايمن مقدادي  .. زيتونة الوطن

01-11-2012 11:24 AM

 من هناك من حيث تُصلي الشمس فجرها قرب(( حاتم )), من وجه جدة وضعت خبزها الطري امام احفادها رغم حرارة الطابون ,  من حاتم الطيبين مع صباح كان فيه اهالي القرية يجمعون فيه (سلالمهم و براميلهم ومفارشهم ) للذهابِ الى حيث كروم الزيتون , وصل الخبر الذي  صعق الجميع , لفقدهم واحدا من اعز ابناء القرية الملازم أول ايمن ابراهيم عبد القادر مقدادي ولكن الذي جبر كسرهم هو معرفتهم بأن ايمن  قضى شهيدا ومنح روحه  لله والوطن ليخلد في ابدية الرحمة . 

 
كنت اعرفه تماما كما يعرفه الجميع له وجه مشرق متهلل وابتسامة محببة , واقسم  انه لا يمكن ان يكرهه احد الا اذا كان مصاب بمرض الكراهية , ايمن ايها الحاتمي الذي استقبلت الرصاصة من اليد الجبانة  بصدرك الشجاع تلك اليد التي كانت تضع الظل على وجهها  لأنها تعرف تماما  كم هو بشع , وجه لا يعرف النور لأنه شرب الظلمة في داخله,  اما انت ايها البطل وقفت وكشفت عن وجهك اللامع  الذي تفتحت مساماته من عرق التدريب في حمى  الوطن وقلت لوطنك(( خذ ما تشاء من روحي ولكن دعني يا وطني أراك بهيا  لاتصل اليك يد الأوغاد)) . 
 
لم استغرب ما فعلته لوطنك فجدنا المقداد كان أوَّل من عدا به فرسه في سبيل الله وهو الذي قال لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر (( يا رسول الله ، امض لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنـا قاعدون ، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا الى بَرْك الغِمـاد لجالدنا معك من دونـه حتى تبلغه)) . 
 
أيمن ...لقد زرعتك الاردن يا ابن عمي زيتونة حاتمية في قرية حاتم  و سقتك من ماء الفخر والرجولة وشملتك بحنانها وها انت في موسم القطاف تقول للأردن:  خذي يا بلادي ما شئت من زيت دمي لعلي أتمثل نورا يضئ على من يأتي من بعدي . 
 
 
اخيرا اقول لك يا ايمن لقد اثمرت زيتونة الوطن والى روحك السلام والى اهلك وذويك الصبر من الله الذي وسعت رحمته كل شئ.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد