دعوة إلى اجتماع طارئ

mainThumb

16-11-2012 02:08 PM

لست الكاتب الوحيد الذي حذر، من حدوث سيناريو انفلات الشارع، وحدوث ما لا تُحمد عقباه، فهناك العشرات من الذين حذروا الحكومة، من عملية استفزاز جيوب الفقر في الأردن، ولكن بالرغم من كل تلك التحذيرات: 
 
لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
 
لا أحد يستطيع أن ينكر، بأن قرار رفع الأسعار، كان جريئاً إلى حد التهور، كما أنه ليس باستطاعة أحد أن ينكر أيضا، بأن قرارات الحكومة، كانت عشوائية إلى حد التخبط، بدءاً من الإبقاء على التوقيت الصيفي، وانتهاءً بقرار الرفع الأخير.
 
 لست الآن بصدد الحديث عن البدائل، التي كان يمكن للحكومة أن تطرحها، بدلا من قرارها الأخير، الذي حول البلد إلى (قنبلة موقوتة) تقاذفتها أيدي العابثين، وهي تهدد في كل وقت وحين، بإشعال فتيلها؛ لتفجير الوطن وجره إلى غياهب المجهول. ولكنني الآن بصدد توجيه دعوة حقيقية، إلى لصوص الخزينة أن يقوموا باجتماع طارئ؛ لرفد الخزينة بأقل القليل، ولا أطالبهم بفعل ذلك تحت عنوان " إعادة الأموال المنهوبة " بل تحت عنوان : التبرع والنخوة والإحساس، والأهم من ذلك كله تحت عنوان الخوف على ملياراتهم وعائلاتهم وأنفسهم من أن تكنسها " ثورة الجياع " إلى مزبلة التاريخ ... ولذا عليهم أن يتداركوا الأمر قبل فوات الآوان.
 وفي الوقت الذي نوجه فيه، الدعوة إلى أولئك اللصوص، فإننا نوجه دعوة أخرى إلى جميع الحراكات الوطنية الصادقة، لإصدار بيانات استنكار وبراءة حقيقية من أولئك الذين يضربون الوطن، باسم الوطن، ويذبحون الوطن باسم الوطن، ويعيثون خرابا وفسادا، باسم الثورة على الفساد، ويقتلون (حُماة الوطن) باسم حماية الوطن، نقول لكم: يا أصحاب الحراكات، ويا نشطاء الوطن الشرفاء، نحن معكم قلباً وقالباً، ولكن ما يمر به الوطن من ظروف صعبة، يتطلب منا جميعاً، تحمل مسؤولياتنا التاريخية، والوطنية، والدينية، والأخلاقية... 
 
ابتعدوا عن النزول إلى الشارع، بهذا الوقت بالذات، وكونوا كما عودتمونا، أصحاب عقول راجحة، وأيادٍ نظيفة... أثبتوا للجميع بأنكم لستم من الذين يصطادون بالمياه العكرة، ولا من الذين يستغلون الظروف لتنفيذ مآربهم ومطالبهم... اليوم أنتم على المحك، وجميع الأردنيين على المحك، فإما أن نكون أو لا نكون... 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد