احتجاجات ميدان الشهيد وصفي التل

mainThumb

17-11-2012 07:27 PM

 ماحدث ويحدث على ميدان الشهيد وصفي التل في اربد المدينة يعتبر مؤشر خطير وبداية حقيقية  للانفلات وتازم الامور التي باتت تتجه تدريجيا نحو التصعيد ولا احد يعرف الان متى ستنطفئ النار التي اشتعلت بفعل وقود الحكومة.

 
الحكومة هي من جلبت الدب لكرمها فهي من اشعلت النيران بمحروقاتها في وقت مازال فيه الفاسدين طلقاء ويتاجرون بالوطن ويئن فيه الفقراء والبؤساء والمظلومين تحت وطاة الفقر والشتاء على الابواب والارتفاعات ستطال كل مناحي الحياة والقادم اسوا ما لم يعلق احد الجرس فالاحتقانات الحاصلة ضمن محيط ميدان وصفي التل تنذر بكارثة قادمة على الارجح.
 
ميدان الشهيد تحول في اربد الى محج للمتظاهرين نظرا لرمزية المكان الذي يحمل اسم شهيد مايزال الى اليوم حاضرا في اذهان كل الاردنيين الذين اعتادوا منذ وفاته على مر السنين الماضية باستذكاره ليل نهار ويلجؤون الى روحه الطاهرة في كل محنة يواجهونا ليستلهموا منه الشجاعة والقوة والعزيمة والعزة والكبرياء والكرامة والحرية.
 
 
بالعودة الى ارض ميدان الشهيد وصفي التل فقد زرت الميدان  وامضيت ليلة الخميس الماضية كاملة وسطه فما يشهده الميدان من احتجاجات على مدار الساعة يقود الى نتيجة مفادها ان الوطن الان جريح وينزف وقد تسيل الدماء في كل مكان و هو امر يدلل على خلل كبير وازمة حقيقية تجري في الشارع على مراى من الجميع فتلك المظاهرات لم تات من فراغ وهي قد تكون مقدمة لشرخ كبير ولمتاهة ليس منها مخرج ما لم يتوافق الجميع على برامج واهداف وخطط واضحة المعالم ومنظمة في نفس الوقت.
 
الشعارات والهتافات التي يطلقها المتظاهرون وسط الميدان سواء من جهة المعارضة او الموالاة ابتعدت كل البعد عن الهدف الرئيسي وهو معارضة قرار رفع الاسعار فالميدان وان شهد توافد بعض رموز المعارضة التي تحدثت عن معارضة القرار فان الامر تحول عقب ذلك الى مراهقة سياسية بامتياز فالبعض ذهب للحديث والمطالبة باسقاط امور كثيرة في المقابل ومناكفة بالمعارضة ذهب الطرف الاخر بترديد هتافات تؤيد قرار رفع الاسعار فضاعت القضية بين حانا ومانا.
 
 بعض الاطراف ذهبت بعيدا واستغلت قناة فضائية معادية كانت تبث على الهواء مباشرة فتوافد متفرجون ومراهقون لا تزيد اعمارهم عن 15 عام وبداوا بترديد شعارات الاسقاط الا ان هذه الفئة لا تتبع لا لحزب ولا لحراك ولا لتجمع وما كانت تمارسه اقرب ما يكون الى "الولدنة" ـ كما يقال بالعامية ـ  فكانوا يرددون الشعارات دون ادارك ووعي لمخاطر ما يقال.
 
ما جرى لحظتها أي ليلة الخميس الماضي على ميدان الشهيد وصفي التل كان يتم على مراى من الاجهزة الامنية التي قررت فض اعتصام المعارضة بالقوة لتجاوزه الخطوط الحمراء وهو ما تم بالفعل .
 
العقلية التي تدار بها الامور على الارض مضحكة واقرب ما تكون الى مهزلة سياسية فلم يتعظ احد من واقعة الجمل التي هي محل سخرية الى اليوم فما جرى في الميدان ليلة الخميس الماضي اشبه بواقعة الجمل فبعد فض اعتصام المعارضة جيء بمسيرة موالية للنظام واحتلت الميدان وباتت تردد هتافات ضد تخريب ممتلكات الوطن ومنجزاته لكن الهتافات الغريبة التي قيلت تسئ الى فكر المواطن وكأن المواطن جاء من المريخ فالبعض ردد عاليا اننا مع رفع الاسعار وذلك امر جانب الصواب وعلى القيادات الامنية التي كانت تتفرج ان تعي خطورة هذا الامر على صعيد الاستخفاف والاستهتار بعقول الاردنيين الاحراء والشرفاء .
 
لم تقف الامور عند هذا الحد على الميدان فهي كانت اقرب الى قصة مسرحية وخيالية فالميدان بات يشهد عمليات كر وفر للاستيلاء عليه والسيطرة عليه والعودة لتوسطه لترديد الهتافات فالمعارضة وبعد احتلاله من الموالاة يقومون بارسال مندوب استطلاعي لرصد الميدان لدراسة مدى امكانية العودة للميدان ومع اتخاذ قرار أي  بالعودة له تبدا مناوشات بين الطرفين ـ الموالاة والمعارضة ـ  والقاء الحجارة والشتم والتكسير ومالم يدركه احد ان القضية محل الخلاف اتي رفع الاسعار  ضاعت بلا رجعة بعد ان تحول الاعتصام الى عراك.
 
 
خلاصة القول ان الاحتجاجات وما يجري على ميدان الشهيد وصفي التل وضمن محيطه بعد ان تحول الى مكان للتعبير عن الاعتصام بحاجة اليوم واكثر من أي وقت مضى للعودة الى فكر الشهيد وصفي التل كحل دائم وشامل يرضي كافة الاطراف ففكر الشهيد كان حب الوطن حبا وصل الى حد العشق، فكان حب الوطن عنده هو حب الارض وترابها ومائها واشجارها وخيراتها، وحب ابناء الوطن وكان يترجم كل ذلك بانتمائه لوطنه فالشهيد عاش لوطنه ومجتمعه واحبه الجميع فأين نحن من وصفي يا ترى.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد