نفاق

mainThumb

26-11-2012 11:32 AM

  أكتب في هذه المرّة ، لا عن الفساد ، ولن أسلّط لساني على مسؤول ، بل سأكتب إلى المواطن الّذي أعتقد أنّه وصل إلى درجة من الوعي والإدراك ، يعي ما يفعل ويقول ، أقبح النّفاق لا أن تكون منافقاً مع غيرك ، بل مع نفسك ، فترى الصواب ، وكأنّك لا تراه ، وتسمع الحقّ ، وتتعمّد أن تتظاهر بعدم سماعه ، أخي المواطن ، هل تمتلك الجرأة لأن تقيّم نفسك .. فبأي إتجاه تسير ؟!.

 

    فكما نرى ، عندما يشتمّ المواطن ، رائحة فساد تفوح من أحد المسؤولين ، فلا المواطن بحراكاته ، ولا الإعلام والصحف ، ولا حتّى الفيس بوك ، فإنّهم لن يرحموا المسؤول ، ويبدأو بجلده بألسنتهم ، وبإغتياله مئات المرّات ، وأقصد "إغتيال الشخصيّة " قبل التّأكد من جرمه ، لكن دعونا نعيش قصّة من الواقع ، ونرى هل نسير نحن أيضاً نحو الفساد ..." أبو سند " ، كبير العائلة ، العاقل ، الفهمان ، وبقولوا إنّه بيعرف الله منيح .
 
     أبو سند ، يقيم مأدبة غداء ، لأحد المسؤوليين ، ولأفراد عشيرته ...الزينة معبيّة القرية ... والكل على أُهبة الإستعداد ، عند سماع صوت سند ، الّذي يقف على أعلى شجرة بالقريّة ، يراقب قدوم موكب المسؤول ، وعندما لاح الموكب من بعيد صاح سند بأعلى صوته : " يا أهل القرية وصل المسؤول ..!!!" ، وبدأ قرع الطّبول وبدأت زفّة المسؤول .. والعيارات النّاريّة .. والهُتافات الترحيبيّة بالمسؤول ، وبعد حفلة مباوسة بين المسؤول ، وأبو سند ، حسب خطّة 2/2 ، يعني بوستين على الخدّ اليمين ، ومثلهم على الشمال ، دخل المسؤول لبيت أبو سند ، ولم يبقَ لون من ألوان المجاملة إلّا واستخدمها أبو سند ، ثمّ تقدّم الجميع لتناول الطّعام ، وأوّل ما يُثير الإستياء ، هو مراقبة الناس لبعضها البعض أثناء تناول الطّعام ، فبالنسبة للمواطن فبعد أوّل لقمة تنزل في بطنه ، تبدأ أعين الجميع بالعدّ عليه ، لكن المسؤول فلو شمط المنسف كلّه ، فحرام ما أكل شي ، ومن راقب الناس مات همّاً ، وبعد تناول الطّعام ، بدأ أبو سند بفتح حديثه مع المسؤول ، عن القرية ، وعن ولاده إلّي ما بده يشتغلوا إلّا ورا مكاتب ثمّ بدأ يضع بين يدي المسؤول مجموعة طلبات لأبناءه ولأقربائه .. ولنسائبه ، وعندما عرف المسؤول أنّه كالمعتاد ، سيقع في فخّ الواسطة والمحسوبيّة ، التي يفرضها عليه إلحاح المواطن ، رد المسؤول بإختصار: محاولاً إنهاء جلسته..
 
" خليها على الله يا بو سند ، هاظ حال كل ولاد البلد ...!!! ولادك شغلّهم عندك بالمزرعة ... الخير ماشالله عندكو كثير ..!! " وبعد مغادرة المسؤول المنزل ، قال أبو سند : " الله لا كان جاب الغلا وعامل فيها شريف مكّة هالملعون ، وما بتعامل بالواسطة ، خسارة فيه الغدا ، إكسر جرّة فخّار وراه يا سند"سؤال أُجهه إليكم إخوتي المواطنيين هل من العدالة أن نجلد أنفسنا ونكون في ركب من طُبع على جبينهم منافق إرحموا أنفسكم واذكروا يوم الموقف العظيم يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد