بيان زمزم المبادرة الوطنية للبناء

mainThumb

04-12-2012 01:15 PM

تطور لافت شهدته الساحة الاسلامية ( الاخوانية) باقدام مجموعة من الاخوان على رأسهم د .ارحيل غرايبة ود. نبيل الكوفحي وهما شخصيتان بارزتان في جبهة العمل الاسلامي وتبوءا مراكز قيادية  باعلانهما عن انشاء تيار وطني اسلامي يسعى للتركيز على البناء الداخلي الاردني والانشغال بالهم الوطني ويدعو للانخراط بالعمل السياسي بالمشاركة في الوزارة والعملية الانتخابية واصرارهما على ان ذلك ليس انشقاقا عن تنظيم الاخوان او تمردا عنه  وانما تمثلا لفكر الاخوان الذي هو ملك الامة والوطن . والمتتبع لهذه التصريحات يلحظ الامور التالية :

اولا : عدم الاعلان عن حقيقة المبادرة القائمة على تاسيس تنظيم جديد ومحاولة التدرج بالوصول الى تلك الحقيقة او ترك المنضمين للكيان الجديد التوصل الى هذه النتيجة بانفسهم,  فلقاء زمزم السبت 4-1-2012 قد شكل لجنة لصياغة نظام اساسي للمبادرة واعتبار اللقاء اجتماعا تأسيسيا للمبادرة  وهذا بالضرورة يعني ولادة تنظيم جديد بنظام اساسي مستقل وهيكلية واعضاء ورؤيا واهداف محددة واضحة وقيادة ذات مرجعية وعلى الرغم من التكرار والاصرار ان المبادرة ليست انشقاقا او تمردا الا انه لا يستقيم في العمل الجماعي المنظم ان يكون الفرد عضوا في تنظيمين وعاملا لبرنامجين ومواليا لقيادتين لكنه الانفصال الكامل والانشقاق الواضح .

ثانيا : المبادرة تركز على برنامج عمل وطني داخلي بطريقة غريبة موجهة اصابع الاتهام الى جماعة الاخوان بالاهتمام بالشان الخارجي وبالاخص الفلسطيني اكثر من الهم الوطني  الاردني الداخلي  , وهذا عنوان للاثارة والجاذبية اكثر منه حقيقة واقعة وانه سلوك يجاري ويخدم الخطاب الرسمي اما من باب المغازلة الناعمة او من باب الخدمة وتنفيس االازمة وتخفيف حدتها التي يعاني منها النظام .

 وان القائمين على المبادرة يعلمون يقينا ان قضية فلسطين في لب البرنامج الاخواني  وتحرير الاراضي العربية المحتلة من اهداف جماعة الاخوان وان الشعب الاردني هم المواطنون الذين كانوا يسكنون شرق الاردن وعرب الاردن  عند الاعلان عن وحدة الضفتين وان الدستور الاردني لعام 1952 وضع للشعب في الضفتين واعتبرهم مواطنون اردنيون متساوون في الحقوق والواجبات وما هذا الطرح الا تقليد لنمط من الخطاب الذي يصنف الاردنيين الى درجتين تتساويا بالواجبات وتختلفا بالحقوق خاصة السياسية , وان استمرار شرخ المجتمع لا يخدم الا سياسة اضعافه  واستمرار نفوذ المعتدين على ثرواته ومقدراته وتفردهم بحكمه وقيادته وانتزاع حق الشعب في حكم نفسه.

ثالثا : توقيت اعلان المبادرة وخاصة بعدما باتت الحركة الاسلامية والحراك الاصلاحي قاب قوسين او ادنى من تحقيق استجابات هامة للمطالب الشعبية وبات النظام بحاجة ماسة الى مشاركة الاخوان المسلمين والحراك في الحياة السياسية  ومستعدا لتقديم تنازلات  بعدما تلاحم الحراك الاصلاحي والشارع الاردني مع برنامج الاخوان الاصلاحي  وتمكن من تطوير اليات لتوحيد الحراكات الاصلاحية ببرامجها وهياكلها , فهذا  الاعلان سيربك قيادة الاخوان ويشغلها داخليا ويستنزف جهدها وطاقتها  وسيعطي انطباعا للشارع ان الشخصيات الاخوانية تتهافت على المناصب وتلهث وراء السلطة , فضلا انه سيعطي النظام فرصة اجراء انتخابات الصوت الواحد  ويعيد انتاج مجلس نواب ضعيف لا يختلف عن سابقه  وتستمر البلاد بالغرق في ازماتها الاقتصادية الخانقة   .

رابعا : واللافت للنظر بشكل واضح ان المنظرين للمبادرة لم يخرجوا عن خطاب الاخوان  وعن التمسك بفكر الاخوان وعن التفاخر بمؤسسات الاخوان الاجتماعية والثقافية والصحية ونجاحها  فلا فكر مخالف ولا برنامج مشكك فيه  للتنظيم  فماذا يبقى  للاعتراض عليه الا القيادة, انه التلميح او التلويح بان القائمين على المبادرة لا يرضيه العمل في الجماعة الا من مقعد القيادة  متناسين  ان الطريق للقيادة الناجحة هو الجندية المنضبطة الملتزمة.

خامسا : يتم الحديث ان من دوافع طرح المبادرة وصول الربيع الاردني لطريق مغلق , وهذا ليس صحيحا بل ان النظام هو من وصل الى طريق مغلق وحاصر نفسه ويبحث عن مخرج , والربيع الاردني وحراكه يتقدمان بثبات نحو انقاذ الوطن واعادة بنائه وان البناء يتطلب وقتا فضلا عن ان ايماننا الراسخ بضرورة العمل وعدم انتظار النتائج التي هي بيد الله وحده  وان التعامل مع الواقع الاردني بالاعتراف به مع مفاسده والتوقف عن طريق الاصلاح والانخراط البراغماتي به انما هو النكوص وفقدان ثقة الشارع وحركته الشعبية في الوقت الذي سيخسر منتهج هذا الطريق الرهان على النظام  الذي سيتركه ويتخلى عنه  فور تجاوز الازمة  والتقاط الانفاس  .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد