فرسان التغيير من الكبار ايضا

فرسان التغيير من الكبار ايضا

07-12-2012 10:09 PM

 ليس فرسان التغيير من هم في مقتبل العمر فقط، وليس التغيير حكراً على فئة الشباب ، ولكن من صقلته التجارب والسنين وحنكته الأيام والليالي كدولة الدكتور عبدالله النسور،وهو القادر على قيادة مرحلة التغيير الراهنة.

  
لقد كان لقاء دولته في جامعة آل البيت بالأمس لقاء نافعاً لو لم يكن قصيراً، ولو أعطي أعضاء هيئة التدريس فرصة لحوار دولته ، وهم الذين ينتظرون منذ زمن مثل هذا اللقاء؛ فهم قادة المجتمع المدني الحقيقيون ، حيث يشكلون بفكرهم عقول الطلبة ،ويعملون على إقناعهم بالقرارات الأخيرة بتوجيه من الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة ؛ لحياطتهم وتوعيتهم بخطورة المرحلة التي تمر بها البلاد ، ولعدم الانجرار وراء الشائعات؛ لكي يبقوا في صف الوطن  ولا ينتقلون إلى صف أعدائه . وكانوا .
 ولو سمح لي بالحديث لقلت متكلماً باسمي : يا دولة الرئيس :
 
 كنتُ فيما مضى كلما جاء رئيس جديد للوزراء، أنتظر وقتا قبل الحكم عليه ، وبعد دراسة قراراته ، ومعاينة أفعاله وفريقه الوزاري ، أردد قول الشاعر :
 
عتبت على سلمٍ ، فلما فقدته .... وجرَّبت أقواما ، بكيت على سلمِ
 
ولكن احتار دليلي فيك ، فلم يكن البكاء كافياً في مثل حالتك وما اتخذته من قرارات كان لها وقع الصواعق على الناس البسطاء، فقلت في نفسي  ما  الذي دفع هذا الرجل على ذلك ، وقد عرفناه وطنياً صادقاً ، ما رأيناه يوماً منحازاً إلاَّ لوطنه ولا متحرفاً إلاَّ للدفاع عن فقرائه، فهل بدَّل هذا الرجل مبادئه من أجل الكرسي، وأعرف من هو في سنه لايستطيع التغيير ـ كما يقول علماء النفس ـ ويؤكد ذلك قول الشاعر :  
 
والشيخ لا يترك أخلاقه .... حتى يواري ثرى رمسه
 
حتى سمعتك أمس ، فقد أيقنت أن ما اتخذته من قرارات في رفع الدعم عن المستوردات النفطية هي في مصلحة الوطن أيضاً ؛ للمحافظة عليه وعلى مكتسباته وعلى حياة أهله ومستقبلهم ، وهو أهون الأمرين، وكنت أتكلم مع طلبتي قبل كل محاضرة محاولا تبرير خطوات الدولة للتصحيح الاقتصادي، قائلاً : إن الأردنيين والحراك المعارض ؛ كواحد أضاع نصف دينار فأشعل بيته باحثاً عنه في الظلام فأحترق البيت ولم يجد ضآلته، وخسر كل شئ، فأيها الأبناء نستطيع تعويض رفع جرة الغاز بتخفيض ثمن مكالماتكم اليومية فقط . 
 ثم أقول أيها الناس : من لا يتحمل مرارة المرّة لن يستطعم حلاوة الحلوة ، عاش أجدادنا وآباؤنا حياة بسيطة ، قليلة المتاع ، يقتنعون بفتات موائدنا الآن ،ويحمدون الله ويشكرون على ذلك ، فما الذي دهانا اليوم ؛ أصناف من الأطعمة والأشربة ، توسعت بطوننا وتلونت شهواتنا ، لا نقنع ولا نشبع ، و لا نذكر ولا نشكر ، وكانوا لا يبالغون ولا يزاودون ولا يتزايدون ولا يتظاهرون ولا يتباهون ولا يتكبرون على بعضهم بعضا ، وإنما يتكافلون ويتعاونون ويخلطون فقيرهم بغنيهم حتى يعود فقيرهم كالكافي ، ويرضون بالقليل ، ويستمعون للحكمة والنصيحة :
 
اعلموا أيها الأردنيون أن الله قد حباكم قيادة يحسدكم عليها الآخرون ، وإنها من منن الله ونعمه لهذا الشعب الطيب وهذه الأرض المباركة ، وأن العرب والمسلمين ـ ومنذ أن أنتقل نبيهم إلى الرفيق الأعلى ـ وهم يسعون لتولية آل البيت مقاليدهم ، فاشكروا الله على آلائه ، يزدكم الله من فضله .
 
واعلموا أيها الناس إن حكومتكم لن تتخذ قرارا في غير مصلحة الوطن ؛ وإن غاب عن الكثير منا دوافعه وأسبابه ،والظروف القاهرة التي دفعت الحكومة لاتخاذه ، فا لأمران أحلاهما مـر والحر تكفيه الإشارة .
 
ففي هذا الزمان الذي تنتهب فيه الأوطان صباح مساء ويتخطف الناس من حولنا ؛ لأنهم لم يصبروا على المرة ولا يريدون أن ينتقص شيء مما زاد من حصصهم وفاض عن حاجتهم .
 
فلا تجلدوا حكومتكم ولا ترفعوا أصواتكم ، وإياكم ورموز الوطن أن تمس ، رموزنا معقد كرامتنا ووحدتنا وركيزة قيمنا وأخلاقنا ؛ ساداتنا من آل البيت ، وأبطال الثورة العربية الكبرى والجيش العربي وقواتنا المسلحة الأبية ، التي لطالما رفع رجالها شعار " المنية ولا الدنية " وشهداء الوطن على مر تاريخه ورموز العلم والفضل والمعروف والإصلاح ، حافظوا على هذه الرموز شامخة لتبقى المروءة ويحـــــــــــــــــــيا الوطن .
 
فلا تتنابزوا بالألقاب ولا تتشاتموا ولا تنكثوا غزل الوطن من بعد قوة أنكاثا ، وفوتوا الفرصة على المزايدين والمتربصين ببلدكم ..
يا بلدي لك ما أ ُثـمّر من مال ومن ولد ......
 
جامعة آل البيت


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد