مخيم الزعتري .. الفاجعة الكبرى

مخيم الزعتري  .. الفاجعة الكبرى

17-01-2013 08:54 PM

 مخيم الزعتري ...مخيم الموت البطيء...الواقع في الشمال الشرقي من أراضي المملكة الأردنية الهاشمية وعلى بعد70 كلم من العاصمة عمان هذا حال أهلنا السوريين هذه الأيام بعد الهروب من الموت السريع بعدما أصبح من الاستحالة عليهم العيش في بلادهم في ظل الرصاص والقصف والدمار الهائل 

لقد زرت قبل يومين مخيم اللاجئين السوريين في الزعتري للمرة الأولى بعد المنخفض الجوي القطبي الذي عبر منطقة بلاد الشام والأردن مؤخرا أمضيت ساعات طويلة مع أهلنا وأشقائنا في داخل المخيم الذي يسكن به عشرات الآلاف من السوريين بعد أن أوصلهم نظامهم الوحشي والمجرم لهذا الحال ولقد رافقني في الزيارة عدد من الزميلات وقد رأينا بأنه من المستحيل المكوث في المخيم أكثر من نصف ساعة نتيجة الوضع المزري والصعب للغاية فعلا فهو مخيم الموت البطيء.
نعم شاهدنا مشاهد محزنة جدا طوابير عند الدخول للمخيم طوابير وطوابير متعددة عند مراجعة المستشفيات الميدانية  
الخيمة تغرق بالمياه والأطفال تسير بدون أحذية في البرد الشديد اللاجئون ينامون في خيمتهم وفراشهم ممتلئ بالماء.
 
وفي ظل انخفاض درجات الحرارة دون الصفر مئوية ، أصبحت مأساة اللاجئين التي رصدنها أكثر مرارة وألما.
فالخيام التي كانت على الأقل توفر قليلا من الحماية قبل العاصفة   الأخيرة ،أصبحت اليوم مكان لتجمع المياه والوحل
وكما يعلم الجميع الشعب الأردني طيب ومضياف ولكن  مخيم الزعتري حكاية أخرى ليس للشعب  الطيب أي صله بها
اذ أن الحكومة هي الجهة المشرفة على المخيم وهنا تكمن مشكلة المخيم وشكوك حول قدرة الحكومة على الأشراف وإدارة المخيم في ظل شبهات فساد حول العطاءات وتقديم المساعدات يرددها الكثير من العرب الرسميين وغير الرسميين 
وحديث آخر لكثير من الدول العربية حول قيام الجهات الأردنية الرسمية بالتسول على المخيم بينما على ارض الواقع لا يظهر شيء جديد على واقع الخدمات المقدمة للاجئين السوريين  
والعودة نحو جولتنا في المخيم وجلوسنا مع عدد من اللاجئين الذين عبروا عن معاناتهم في ظل الأوضاع الصعبة داخل المخيم وان تحدث لنا العديد منهم بأن الشعب السوري تعرض لمؤامرة كبيرة تشترك بها جميع الدول العربية الهدف منها إذلال الشعوب العربية الباحثة عن كرامتها وعزتها وان اغلب الدول العربية تساعد النظام المجرم عليهم ورأى بعضهم الآخر بأن الله قادر على نصرهم وإعادتهم إلى بيوتهم منتصرين وقادر على تخليصهم من النظام السوري الغاشم
وفي نهاية جولتنا أخذنا انطباع كبير بان الشعب السوري يستحق الحياة الكريمة لأنه شعب عظيم قدم وزال يقدم الكثير للأمتين العربية والإسلامية خرجنا من مخيم الزعتري وكلنا أمل بان لا نعود إليه الا وقد عاد اللاجئون إلى ديارهم سالمين منتصرين


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد