هل أنت سني أم شيعي؟ - سوسن دهنيم

mainThumb

02-02-2013 05:35 PM

 بعد الربيع العربي أصبح طرح السؤال أعلاه بديهياً بعد التعريف بنفسك والتصريح برأيك حول الثورات العربية خصوصاً، أو أثناء أي نقاش عما يحدث من تطورات سياسية واقتصادية واجتماعية في الدول العربية.

 
تُسأل عن مذهبك ظناً من السائل أنك تناصر هذه الثورة أو تلك لحسابات أيديولوجية مذهبية، وقد نسي البعض الأيديولوجيا الأهم وهي الانتصار للإنسانية إن صح تسميتها بالأيديولوجيا.
 
قبل أسبوع في تونس التقيت بالكثير من الشعراء العرب على اختلاف توجهاتهم الدينية والعرقية والمذهبية، وعلى رغم اختلاف أصولهم وانتماءاتهم إلا أن هذا السؤال كان موجوداً أيضاً، ما أثار دهشتي في أن هذه المسألة باتت موجودة أيضاً في أوساط المثقفين وكأنها مرض ينتشر بالعدوى. الفرق في طرحه هنا أن السائل يعلل بعد سؤاله مباشرة: لا أقصد من هذا السؤال إلا أن أتعرف إليك أكثر! فهل يشكل المذهب معضلة في فهم الآخر حين لا يكون الحديث حول الأمور العقائدية التي لا تختلف كثيراً في واقع الأمر بين الطائفتين، وحين يكون النقاش حول أمرٍ أدبي أو شعري أو فني؟ هل يشكل المذهب فارقاً إن كنت تتعامل مع الآخر باعتباره بشراً له ما له وعليه ما عليه من حقوق وواجبات؟ وهل يشكل عائقاً في أحقية مطالبتك بحقوقك واحترام إنسانيتك؟ الأمر الذي استوقفني أيضاً والذي كنت أعرف بعض حيثياته، هو ما قالته ابنة داعية معروف حول أبيها - على رغم أنها كانت في الحقيقة نصيرة الإنسان - إذ أجابت على سؤالي حول الأسباب التي دعت أباها إلى تغيير موقفه تجاه الحراك الشعبي البحريني، وهو الذي كان مناصراً للحراك قبل أن يتعرض للضغوط، فأجابت: «لأنه اتهم بالتشيع»، لكنها استدركت: «تخيّلوا التشيع بات اليوم تهمة»، وقالت إن هنالك جهة في البحرين تحدثت معه ليغيّر رأيه بعد أن أوصلت إليه معلومات مغلوطة حول حقيقة الحراك. ولأن هذا الداعية استمع إليهم، ولأنه تعرّض للكثير من النقد والاتهامات والضغوط استجاب لهم وغيّر رأيه بناءً على ما وصله!
 
ولابد من إيصال الصورة كاملة؛ إذ قابلتُ الكثير من الشعراء من دول المغرب العربي على سبيل المثال ممن كانوا غير مكترثين بالمذاهب، ويعرفون واقع الثورات والتحركات الشعبية كما هي، لا كما تنقلها وسائل الإعلام بصورتها المشوهة المغلوطة، ولهذا فإن قلوبهم وأفعالهم مع الشعوب، وليسوا كغيرهم قلوبهم مع الشعوب وسيوفهم عليها!


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد