أهلا بكم في العصر الحجري… من جديد

mainThumb

27-08-2025 09:46 AM

قتل ودمار وتهجير وتشريد واقتلاع وتنكيل وقائمة لا تنتهي من الفظائع التي تُرتكب اليوم لا تجعلنا إلا أن نقول: أهلاً وسهلاً بكم في العصر الحجري من جديد! عصر يتجدد في ظل ازدهار الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحبية والطاقة البديلة، والخلايا الجذعية، وغزو الفضاء وعوالم العولمة والرقمنة والأتمتة وقائمة لن تنتهي من معجزات البشر.
أهلاً وسهلاً بكم في عصر يطمس ببشاعته عصر الديمقراطيات والحريات والتطور والنهوض والأنسنة والمساواة والازدهار، بل يتجاوز مفاهيم لا تنتهي. مفاهيم وحسبما ثبُت لا تحمل إلا صفة الانتقائية والحصرية والاحتكار لصالح عرق أو أعراق، وشعب أو شعوب، ومجتمع أو مجتمعات دونما غيرهم.
فزمر الدم لم تعد تصنف بأبجديات اللغة، بل بحجم العضلات ومنظومة السلاح والصواريخ العابرة للكون من الفضاء إلى لحوم البشر.
عالم يصل القمر لكنه في فلسطين لا يصل ما كتبه البشر وحاضروا حوله ونظّروا به وأستذوا علينا بتفاصيله من قيم ومبادئ وأخلاقيات مزعومة، عالم يحدثك بـ»الأي آي» و»الأنستغرام» و»الفيسبوك» و»السناب تشات» و»التيكتوك»، لكنه نسي أن يطّبق أبسط أخلاقيات الإنسانية المزعومة. عالم يزداد تواصلاً ويتراجع اتصاله بقيم الحياة ودروس الأديان وعظمة الأعراق البشرية.

وبين هذا وذاك نتوه نحن في قواميس التمييز في الفرق بين الحيوان والمجرمين… أيهما يا ترى يتميز بالعقل والإنسانية والرأفة والذكاء وحتى الأخلاق، أكثر؟
العصر الحجري يعود، بإصرار حكومة الاحتلال والمتساوقين معها ومن يؤازرهم، على أن يقّسموا العالم بين من يناصر أفكارهم ومن يعاديها، فينصروا الأول ويطمسوا الثاني.
العصر الحجري لن يستمر طالما لا يجد الفلسطيني في هذا العالم إلا أرضه فيصمد عليها، ولا يرى فيها إلا ملجأه الأول والأخير.. فهل يسمع ملوك العصر الحجري الصوت والرسالة؟ ننتظر ونرى!


كاتب فلسطيني



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد