بين الرزق والكسب

mainThumb

11-02-2013 09:17 AM

 هناك صنفان مختلفان من الناس في نظرتهم للدنيا والآخرة: صنف يجعل الآخرة همه ومبتغاة ؛ فيأخذ من الدنيا للآخرة ما ينفعه.

وهذا الصنف من الناس أوعده الله تعالى بأن يجمع له شمله وأهله، ويرزقه الغنى في نفسه وقلبه وستأتيه الدنيا بمتاعها رغما عنها . 
 
وصنف آخر يجعل همه متاع الدنيا وما بها من غرور دون النظر لأي اعتبار للآخرة ؛ فتجده لا يفرق بين حلال وحرام ,وهمه الأكبر الجمع والكسب بأية طريقة كانت. 
 
وهذا الصنف أوعده الله تعالى بالخسران المبين ؛ وذلك بتشتيت أمره وفساد أحواله وشقاء أيامه ، ويجعل الفقر حربا ووبالا  عليه؛ جزاء بما كسبت يداه, وفي المحصلة لن يرزق إلا ما قسمه الله له وسيؤول ما يجمعه من رشوة, وسحت وظلم ونهب إلى الخزي والعار في الدنيا والأخر .
 
و هنا يجب أن لا نفهم أن الفقر عقوبة ودليل على سخط الله تعالى؛ بل المقصود:‘إن جمع المال بغير وجه حق من طرق غير شرعيه يفسده الله تعالى ولا يبارك لجامعه,  بل ويهلك صاحبه معه.
 
والبعض لا يفرق بين الرزق والكسب ؛ فالكسب مفهوم أعم وأشمل فقد يجمع الإنسان الكثير من متاع الدنيا وحطامها ؛ لكن لا يستفيد منه إلا الجمع ,فلا ينفق على نفسه وذويه إلا القليل ويتحسر على كل دينار يخرج منه لأنه يخرج رغم انفه وكأنه سجين ,فيصبح ما يجمعه عذابا وسخطا بدل الرحمة والسعادة .
 
أما الرزق فهو مفهوم خاص حدده الرسول عليه الصلاة والسلام وبينه للعالمين ,فرزق الإنسان ما أكل واستمتع بما أحل الله من المباحات والطعام اللذيذ مع شكر الله تعالى  وتذكر الفقراء والضعفاء .
وكذلك ما لبس من ثياب جميله وأنفق على نفسه وأهله من النعم وأظهر فضل الله عليه, ولم يحرم نفسه منها.            
                           
وثالثا ما تصدق بصدقة لوجه الله تعالى على المحتاجين من الناس  دون منة أو أذى أو إسقاط لهيبة المحتاج, عندها تكون له ذخرا عند ربه يحمي بها الله جبينه من النار وتكون حجة له يوم القيامة.
 
قال عليه الصلاة والسلام يَقُولُ الْعَبْدُ: مَالِي مَالِي، إِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ: مَا أَكَلَ فَأَفْنَى أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى أَو أَعْطَى فَاقْتَنَى وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ "(صحيح مسلم)                                                  
فهل نرضى ونؤمن بما قسم الله لنا ونكون من الفائزين ؟
 
أم نخوض ونلعب ونجمع مما هب ودب ؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد