نتائج التوجيهي وتفوق جنسوي

mainThumb

20-02-2013 10:01 PM

 يبدو أن النظرة إلى المرأة التي استخفت بقدراتها العقلية,والمواقف الحوارية التي تركت المنزل  مجالا لعمل المرأة تؤدي فيه واجبات الزوجية والأمومة لم تستدرك ما توقعه من حكم فيه قدر واسع من ظلم شديد لحق الفئة النسوية التي تشكل حوالي 50% من أي مجتمع,متطور أو متخلف,لأنه يهمل تكاملية الواجبات بتكاملية الجنوسة في أداء الأعمال والواجبات التي تحددها وظائف المجتمع في معايشة عصره,وفي تحقيق منجزات حداثية يسعى إليها.ولم تلتفت النظرة الذكورية إلى الجهد الذي تبذله المرأة الريفية متفوقة بدرجات على جهد الرجل,وسعيها المخلص إلى تأمين حاجة العائلة المعاشية والتعليمية.

 
عندما تعاني مجتمعات من تدني مستوى التثقف بالقراءة والاطلاع والاستماع,وبتغذية العقل بالمعلومات التي تنمي المعرفة من مصادرها المختلفة في طروحاتها وفي خلاصاتها,يصبح هذا المجتمع فريسة سهلة لشيوع مقولات يبتدعها أحدهم يتداولها المجتمع ويكررها حتى كأنها  أصبحت جزءا من التراث الاجتماعي الذي يأخذ في وضع مقولاته موضع تداول عملي دون تمحيص أو تدقيق بأدنى مستوياته الفكرية.وقد وقعت المجتمعات المتخلفة فكريا في هذا المطب الثقافي والإنساني فيما يتعلق بالنظرة للمرأة بوضعها في مستوى دون مستوى الرجل,والبنت دون مستوى الولد,وأخذ يصفها بما يمس قدرتها العقلية,وما يجعل منها مثارغرائزوهواجس جنسية وغرائزية.
 
واجهت المرأة في مثل هذه المجتمعات ضغوطا عائلية وزوجية ساهمت في تقبل ما يفرض عليها    وما يقرر لها من نوع اللباس,وطبيعة عمل ومجاله ومكانه,وتوقيت ذهاب وإياب وخروج من   المنزل والعودة إليه.وساهم هذا الخنوع من جانب المرأة  لواقعها إلى قبول عام لسيطرة الرجل عبرمراحل زمنية طويلة جدا. وكان من نتائج مراحل التنويرالتي جاءت في سياق الوعي العميق للحقوق والواجبات الفردية والمجتمعية.وبعد أن احتاج الإنسان إعمال العقل لابتكارالتقنية وأنجز  منها مبتكرات ومخترعات وآليات ووسائل عمق العقل بالعلم والمعرفة حاجة تعظيم منافعها وجني نتائج إبداعاتها التي حلت محل الجهد العضلي للإنسان الذي ظل الرجل يمايز نفسه فيها عن المرأة,فأخذت مشاركة المرأة تتجلى في تفوقها في الأداء في العمل والإتقان في النوعية والاستخدام الأمثل للوسائل والإدارة المنضبطة في توجيه آلياتها بما يعزز الفوائد منها ,تحولت نظرة المجتمعات التي استوعبت أهمية العلم ودور التقنية في التحضر والتطور,فصاغت قوانين الحقوق دون تمييز جنسوي بين الرجل والمرأة,وترسخت تقاليد المساواة بين الولد والبنت والإبن والإبنة والأخ   والأخت ....
 
وظلت حلقة التمييزالجنسوي تلف تقاليد بعض المجتمعات التي ما زالت تتلمس طريقها للتطور    بغير العلم وبدون التقنية وإنما باستجلابه بالخطابة والمناداة عليه ومناجاته!!دون جدوى,وظل الحديث عن حقوق المرأة مشترطا بـ لكن وعلى أن,منكرين تكامل حقها الإنساني على الرغم من اعترافه  بأنها أي المرأة هي أم الإنسانية,فكيف إذن نبحث قضية إنسانية وننكرها على أمها!؟.
 
كانت نتائج طلبة التوجيهي للدورة الشتوية ملفتة ومحفزة على استذكار حقوق الجنوسة وتذكربأن عصر العقل  لا يدخل في تصنيف جنسوي.
 
 وفي نظرة عامة على إعلانات المدارس في الصحف المحلية لنتائج التوجيهي لطلبتها من الجنسين,  نلاحظ دوام حصول الطالبات على المعدل الأعلى في المدرسة مقارنة بمعدل زملائها الطلبة,وإن نسبة معدلات الطالبات الناجحات إلى الطلبة في معظم النتائج تزيد على النصف.ويتضح ذلك من مقارنة نتائج معدلات إحدى عشرة مدرسة,رمز إليها بأرقام, على النحو التالي:
 
 الرقم        عدد الطلبة الكلي      الطالبات         %طالبةطالب
1 40                    31                      77
2 55                  22                      40
3 26                   16                     61
4 18                   11                     61
5 44                   20                    45  
6 88                   57                    65
7 32                   17                   53
8 31                   18                   58  
9 111                 58                   52
10 88                   46                   52
11 54                   27                   50 
 
  المجموع                  587                 305                  52
 
 
من هذه المقارنة البسيطة ,يمكن لنا أن نقر بأن القدرة العقلية التي هي اليوم كما كانت في الأمس المحرك الديناميكي للترقي والتطورولتحقيق منجزات العصر ومجارات متغيراته ومبتكراته,وفي ذا ما يلزم المجتمع المتنور بمساواة الحقوق الكاملة بين الجنسين دون تردد أو تلكؤ أو ولكن!.  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد