جعجعة بدون طحن

mainThumb

19-04-2013 06:03 PM

كثر الحديث هذه الأيام وعلى مختلف الأوساط الإعلامية والسياسية و حتى الاجتماعية عن مرحلة منح الثقة  للحكومة وعن طريقة الاختبار التي تتعرض لها الحكومة متمثلة بدولة الرئيس الذي يبدو انه تخلص من المرارة قبل أن يخضع هو وحكومته إلى مرحلة اختبار الثقة من نواب الأمة الذين أشعرونا وكأنهم كانوا ينتظروا الفرصة المناسبة ليتحدث كل نائب  بطريقته وهو يخاطب قاعدته الانتخابية بحثا عن شعبية باسم الوطن ، فرأينا من يستعرض قدراته الخطابية ورأينا من يستعرض خبراته بكل شيء إلا ببيان الحكومة الذي على أساسه طلبت الثقة من مجلس النواب .

ما يحزن في كل هذه القصة هو المواطن ، الذي يتابع عن قرب ليستمع إلى ما يجري في مجلس النواب بكل تفاصيله وكأن ما يسمعه ويراه شيء جديد ، وهذا ليس غريبا لأن المواطن الأردني امتاز بطيبته وسرعة نسيانه فنراه في هذه المرة يتابع وهو يعتقد أن ما يجري هو حقيقي ، وأن الحكومة ستسقط في اختبار الثقة ولن تحصل عليها ، ودليل ذلك أن اغلب المواطنين تجدهم يتابعون بالاسم والرقم من سيحجب الثقة ومن سيمنحها وهل ستحصل الحكومة على الثقة أم  أن نواب الأمة سيحرمونها منها .

عندما نتابع ما يحصل في جلسات وخطابات السادة النواب في هذه الفترة نشاهد العجب العجاب فمنهم- أي النواب – من يرقص حبا في الوطن ومنهم من يهمس خفية عن زملائه لدولة الرئيس دفاعا عن الوطن ، ومنهم من يشتم باسم الوطن ، ومن يتشاجر ويستعرض قدراته العضلية واللفظية أيضا باسم الوطن وهناك من يحجب الثقة فقط لأنه يبحث عن الشعبية وهناك أيضا من يحجبها خجلا من قاعدته الانتخابية ، كل ذلك يحصل باسم الوطن وفي النهاية سنجد أن الحكومة ستأخذ الثقة من النواب وعند سؤالهم لماذا اسمعتونا كلاما ناريا وفعلتم عكسه سيقولون منحناها الثقة من أجل الوطن والظروف التي يمر فيها .

أنا أقول مسكين هذا الوطن الكل يفعل ما يريد وكيفما يريد باسم الوطن ، فمثلا مسيرات الولاء تخرج باسم الوطن ،والحراكات المطالبة بالإصلاح هي أيضا باسم الوطن وحتى قمع الحراكات  أيضا يتم باسم الوطن ومن يحجب الثقة يحجبها أيضا باسم الوطن  ومن يمنحها يمنحها حبا للوطن وخوفا عليه.

أخيرا فاني أقول لكل من يتابع اختبار الحكومة لنيل الثقة ؛ إن الحكومة ستنال الثقة من نواب الأمة ، رغم كل ما نسمعه من خطابات رنانة ، فمهما كانت هذه الخطابات النارية كما يصفها البعض إلا انه ما يهم دولة الرئيس وحكومته هو عدد الأصوات التي ستمنحه الثقة ، وهو متأكد أنه سيحصل عليها لا محالة لأنه يعلم أن ما يجري وما يسمعه من خطابات نارية داخل المجلس ما هو إلا جعجعة بلا طحن ولأن المهم عند دولة الرئيس هو قطف العنب وليس مهاوشة الناطور كما قالوا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد