انطلاق فعاليات المؤتمر التربوي الخامس في الطفيلة التقنية

mainThumb

23-04-2013 02:34 PM

 السوسنة - مندوبا عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أمين محمود رعى رئيس جامعة الطفيلة التقنية الدكتور يعقوب المساعفة اليوم في رحاب الجامعة انطلاق فعاليات المؤتمر التربوي الدولي الخامس بعنوان" التربية والتحديات المجتمعية" بمشاركة (100) باحثا من الأردن والدول العربية السعودية، مصر، ليبيا، الجزائر، السودان، عمان، العراق وفلسطين.

 
وتناول المؤتمر الذي يستمر على مدار يومين وتم افتتاح فعالياته في القاعة الهاشمية بالجامعة، جملة من المحاور أهمها التربية الخاصة، والتقويم التربوي والمناهج والإدارة التربوية، والكفايات التعليمية للمعلم، والاقتصاد المعرفي، والبيئة التعليمية الآمنة، ويهدف إلى الاطلاع على تجارب الدول المختلفة وعرض المستجدات التربوية ونتائج الأبحاث في المجالات التعليمية، وقدم للمؤتمر (60) ورقة بحثية وزعت على يومين متتاليين واشتمل على ثماني جلسات علمية مقسمة مناصفة بين يومي المؤتمر.
 
وألقى رئيس الجامعة د.يعقوب المساعفة كلمة رحب فيها بالمشاركين في المؤتمر، لافتا إلى أهمية انعقاد المؤتمرات العلمية التربوية لما لها من إيجابيات في إثراء البحث العلمي وواقع العملية التربوية التي من شأنها النهوض بالجيل العربي الناشئ وتهيئته لمواجهة مصاعب الحياة وأبرز المستجدات.
 
وأشار د.المساعفة إلى أن الجامعة ومنذ إنشائها عام 2005 عكفت على إثراء البيئة الجامعية والبحثية بعقد المؤتمرات الدولية، مشيرا إلى دور الفعاليات التربوية وما ينتج عنها من توصيات في الحد من ظاهرة العنف الجامعي والعنف المجتمعي.
 
وخص الدكتور المساعفة الوفد الفلسطيني المشارك بالمؤتمر بالترحيب، لما للوفد من خصوصية في مواجهته الاحتلال أثناء عبوره للأردن، وللتحديات الأمنية التي تواجه الأكاديميين الفلسطينيين تحت وطأة الاحتلال الغاشم، مشيرا الى الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس الشريف على وجه الخصوص والمقدسات الإسلامية التي تحتضنها فلسطين المحتلة، وأن الهاشميين كانوا وما زالوا تقع على عاتقهم حماية المقدسات الإسلامية والإرث الإسلامي المجيد في ارض بيت المقدس المحتل.
 ومن جانبه ألقى رئيس المؤتمر عميد كلية العلوم التربوية في الجامعة د.أحمد القرارعة كلمة بين فيها أن المؤتمر يأتي استكمالا لسلسلة المؤتمرات التربوية التي تنظمها كلية العلوم التربوية في كل عام  بمحاورة العديدة ليؤكد على:
 
أولا: ضرورة تقدير العقل والمعرفة والبحث، معتبرين أن الزمان والمكان سبورة يسودها المفكرون ليبيضوا وجه الأمة، امة "اقرأ" ليعاد للكتاب حضوره وألقه، وللأمة وجودها وكيانها،  ويعاد للعربية الفصحى بهاؤها.
 
ثانياً: أن القيم العظيمة من التسامح، واحترام الأخر، وأدب الاختلاف مرتبطة بالمعرفة، فلطالما كان العلم أساسا للأخلاق، والنبل، والسلوك المتحضر، متذكرين أن الاختلاف بين الشافعي وابن حنبل أورثنا فقهاً يتسع للجميع، وأن اختلاف الغزالي وابن رشد ما كان بالصراخ ونزاع الجهال، بل بكتب خالدة متبادلة، وكم نحن بعيدون عن هذه الروح الآن كما يتجلى لكم في العديد من مؤسساتنا الإعلامية التي يعلوها الصراخ، والشتائم، والاقتتال الطائفي والعرقي، ولا ينتج عن ذلك إلا مزيدا من التخلف والجهل والتقهقر والهامشية في التأثير في ركب الحضارة، بل أصبحنا كما يقول احد الفلاسفة من "الراكبين مجانا".
 
ثالثاً: علينا كأكاديميين أن نساهم في  تشخيص أمراض الأمة وأزماتها، ذلك أن علاج الأزمات إنما يبدأ بتحديدها، وان تختلف لغتنا عن لغة السياسيين، وان تكون لغة علمية بعيدة عن المجاملة والمداهنة واسترضاء المسؤول .
 
 رابعا: أن التغيرات غير المسبوقة في كافة الميادين المعرفية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتكنولوجية تشكل تحدياً للمؤسسات التربوية، مما يستلزم تطويراً وتعديلاً وتحديثاً لعناصر المنظومة التربوية كافة لتحقيق أعلى جودة ممكنة في المخرجات التعليمية وبأقل جهد وكلفة، وليكون المتعلم قادر على مواكبة علوم المستقبل، واستيعاب المعرفة وتوظيفها بالشكل الصحيح.
 
ولفت الدكتور القرارعة إلى أن المؤتمر يهدف إلى رصد تأثير التحديات والمستجدات على منظومة العملية التعليمية، والتعرف على آخر المستجدات الحديثة في العلوم التربوية والنفسية، وتوظيف التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في المواقف التعليمية.
 
وثمن الدكتور عبد العظيم الخالقي من جامعة طرابلس الليبية في كلمة عن المشاركين لجامعة الطفيلة التقنية دورها الريادي في استقطاب العلماء والباحثين لتبادل البحوث العلمية ووجهات النظر حول ابرز المستجدات في مختلف الدراسات التربوية.
ومن بين فقرات الافتتاح وقفة شعرية للطفل عبدالله السبايلة رسم خلالها صورة لطيفة رحب فيها بضيوف الجامعة بالشعر النبطي.
 
وتوزعت جلسات المؤتمر على مدار يومين، ترأس الجلسة الأولى نائب رئيس الجامعة د.أحمد الزغاليل والتي تناولت محور المناهج واستراتيجيات التعلم والتعليم، وناقشت أوراق الجلسة أولا تنمية مهارات التواصل الرياضي اللازمة للطلاب المعلمين (شعبة الرياضيات) بكلية التربية للدكتورة زينب  محمود عطيفي من مصر، وثانيا أثر استخدام أسلوب حديث الورشة المترافق مع المجموعات الخماسية في تحصيل طالبات الصف العاشر الأساسي في منهاج التربية المهنية للدكتور عمر محاسنه  والدكتورة عليا العازمي من الأردن، وثالثا التحديات التي تواجه المناهج وطرق التدريس في ظل العولمة للدكتور طه عبد المجيد من السودان، ورابعا المضامين التربوية المستنبطة  لسيرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و أثرها في الأُسرة المسلمة  في ضوء عصر العولمة للدكتورة سمية محمد سعيد من السودان، وخامسا الأهمية التربوية للنشاط المدرسي للدكتورة هدى هدية والدكتورة مريم ابو دلال من ليبيا، وسادسا أثر استخدام  السبورة الذكية على التحصيل الدراسي وبقاء أثر التعلم لدى طلاب الصف السابع الِأساسي في مادة اللغة العربية واتجاهاتهم نحوها       للدكتور عمر دحلان من فلسطين، وسابعا حُقُوق الإنسان في مَنَاهِجِ التّربِيَةِ الاجتماعية والوَطَنِيّةِ في المَرْحَلَةِ الأساسية في الأردن للدكتور جعفر كامل الربابعة من الأردن، واختتمت الجلسة الأولى بالمفاهيم البيئية في المناهج الدراسية ودورها في بناء الأخلاقيات البيئية للدكتورة كريمة رمضان أبو بكر من ليبيا.
 
وتناولت الجلسة الثانية التي ترأستها الدكتورة سهام الخفش من الجامعة عدة محاور شملت رعاية الأطفال المتخلفين ذهنيا في الأسرة الجزائرية والبنية النفسية للطلبة المتفوقين ودور المدرسة والأسرة في رعاية الموهوبين والمتفوقين، ودور التربية في مواجهة التحديات المجتمعية في مجال اكتشاف ورعاية الموهوبين، إضافة إلى موضوعات أخرى، تحدث فيها كل من د.فاطمة مساني من الجزائر ود. خلود رحيم عصفور من العراق وهدى الهادي عويطي من ليبيا، و أ.د. محمد إبراهيم السفاسفة والدكتور احمد جبريل المطارنة من الأردن.
 
وفي الجلسة الثالثة التي ترأسها عميد كلية الآداب في الجامعة د.أحمد الذنيبات التي تناولت محور الإدارة التربوية، وتضمنت أوراقها العلمية الإدارة الذاتية للمدرسة كمدخل لتحقيق الجودة - دراسة مقارنة لخبرات بعض الدول وإمكانية الإفادة منها في مصر، وأتحاذ القرار الإداري والية تطبيقه بإدارات مدارس التعليم المتوسط  بمحافظة طرابلس الكبرى في ليبيا، وواقع التخطيط الاستراتيجي لدى إدارات التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية، وإدارة الأسماء والعلامات المميزة وأثرها على الاستراتيجيات التسويقية للمنظومة الرياضية، لكل من الأكاديميين إيناس إبراهيم من مصر، وآمال عبدالله من ليبيا، ونجاة الصائغ،  ومحمود عسيري، ورضا هاشم، وسميرة باروم من السعودية.
 
أما في الجلسة الرابعة التي تضمنت الحديث عن العنف وعلاقته بسلوكيات العجز المتعلَّم لدى طالبات المرحلة الثانوية بالمدينة المنورة، وبرنامج مقترح لمواجهة انتشار ظاهرة العنف الطلابي في المدارس السعودية، والعنف وإساءة المعاملة عند الأطفال، والثقافة المجتمعية وعلاقتها بجرائم العنف ضد المرأة، والعوامل المفسرة لارتفاع العنف في الوسط الطلابي الجامعي الجزائري، وواقع التربية الأمنية في مناهج الجامعات العربية فلسطين أنموذجا، والعنف المجتمعي من منظور إسلامي بين التربية وبين الردع الإداري، وتحدث فيها كلا من د.نغم ابو البصل وأ.د أمين ابو لاوي من الأردن، ود.خلوة لزهر وضامر الرحمن من الجزائر، ود.فايز أبو حجر من فلسطين.
 
وتعالج جلسات المؤتمر في اليوم الثاني جملة محاور أهمها، علم النفس التربوي، المعلم العربي والتحديات، التقويم والبحث التربوي، إعداد المعلم في كليات التربية، التكنولوجيا - المدارس، ومحور التكنولوجيا – الجامعات.
 
ويتوقع أن يسفر المؤتمر عن توصيات يؤمل في توظيفها في تعزيز العملية التعليمية في المؤسسات التربوية والجامعات.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد