التعليم أقوى من السيف

mainThumb

26-04-2013 12:55 AM

 تعتبر مهنة التعليم أعظم مهنة يمتهنها الإنسان فهي مهنة الأنبياء ,والمصلحين والدعاة في كل زمن ,ونظرا لأهمية هذه المهنة فقد تبوأت هذه المهنة  مكانة عاليه في كل الأزمنة والعصور, وازدهرت بسببها الأمم والحضارات بخلاف الأمم التي لم تولي هذه المهنة الاهتمام المطلوب, حيث أصابها الانحدار والسقوط .

 

 إن الأمم التي لم تهتم بهذه المهنة لم يبقى لها أثر مهم  يذكر, فبقيت الحجارة واندثرت الحضارة , ولا أدل على ذلك من حضارة اليونان التي سادت قرونا طويلة وبقيت آثارها  العلمية والفلسفية حتى يومنا هذا, بخلاف حضارة الرومان التي اعتمدت السيف والدم والقتال بدلا من القلم والكتاب فاندثرت ثقافتها .
 
وفي عصرنا الحاضر أمثلة حيه وكثيرة تبين تفوق القلم على غيره من وسائل الحرب , والدمار وخير مثال على ذلك الثورة العلمية والتكنلوجيه التي أحدثت تطورا عظيما في اليابان في كافة المجالات بعد ان كانت دولة مهزومة ومدمره في أعقاب الحرب العالمية الثانيه, وكان السبيل والطريق للتغيير هو الاهتمام بالنظام التعليمي الذي ارتقى بالدولة حتى وصل إنتاجها من الدخل القومي أكثر من الدخل القومي  لعشرات الدول مجتمعة مع بعضها البعض .
 
كتب السفير الأمريكي "إدوين أشاور" كتابًا تحت عنوان "اليابانيون"، طرح فيه سؤالًا جوهريًا، ما سر اليابان؟ وما سر نهوضها ؟ فأجاب: بأن سر نهوضها شيئان اثنان، هما: إرادة الانتقام من التاريخ، وبناء الإنسان، هذا هو الذي نهض باليابان إرادة الانتقام من تاريخ تحدى أمة هزمت وأهينت فردت على الهزيمة بهذا النهوض العظيم، وبناء الإنسان الذي كرسه نظام التعليم والثقافة.
 
 
ولذلك فان الأمة اليوم مدعوة لأن تعطي التعليم بأركانه المختلفه (المعلم,والطالب,والمنهاج ) المكانة التي يستحقها لترتقي بالتعليم إلى مصاف الدول المتطورة والمتقدمة.
 
 
وبما ان المعلم يعتبر العنصر الأساس في مهنة التعليم يجب عليه التحلي بأخلاق العلماء والاقتداء بهديهم وسيريهم, وقد قرر علماء المسلمين قديما وحديثا بعض الأخلاق التي لا يستغني عنها المعلم لكي ترتقي مهنة التعليم وتتطور وتحمل رسالة الأنبياء وحضارة المسلمين جيلا بعد جيل.
 
وقد يحتج البعض بالقول ان مهنة التعليم أصبح ممتهنها عرضة للفقر, والإهمال متخذا ذلك حجة في عدم القيام بواجب هذه المهنة حق القيام ويتناسى ان سمو هذه المهنة أرقى وأعظم من أية مزايا أخرى  فهي قربة لله وطاعة مشكورة محموده .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد