أطباء ضميرهم يصنع مجدهم

mainThumb

18-05-2013 12:14 PM

سأروي  قصة حدثت في احدى المشافي الأردنية و أنا أعتبر هذا المشفى من أفضل المستشفيات بوجود أطباء امتهنو هذه المهنة و أخذو على عاتقهم خدمة البشرية .

في أحد الأيام تعرضت طفلة صغيرة لإرتفاع في درجات الحرارة كان مرضها يبدو طبيعياً ،فأغلب الأطفال يتعرضون للإرتفاع في درجات الحرارة بسبب تقلبات الطقس ،ولكن الفتاة كانت كل يوم تزداد سوءاً ،فهرع والداها و أخذاها إلى المشفى ،وكان من فضل الله أن وضعت الطفلة بين أيادي أمينة، جاءت لفحصها  طبيبة عندما تراها تستبشر برؤيتها كأنها ملاك حتى ابتسامتها تزيل الهم و كشفت على الطفلة الصغيرة و حددت لها الدواء اللازم و ظلت تعاينها كل يوم لتلاحظ مدى تجاوبها للعلاج ،و رغم أنها وصفت لها الدواء الذي يتناسب مع الأعراض التي تعاني منها تلك الطفلة إلاّ أن الفتاة لم تتماثل للشفاء ،لم تكتفي الطبيبة بأن تصف الدواء فقط و تقول لنفسها عملت ما بوسعي و تكتفي بهذا القدر ، بل استعانت بأستاذها ووصفت له الحالة ،وهو بدوره بحث عن تلك الأعراض  وعرف نوع الفيروس وهو فيروس نادر جداً ،كما أنه جاء لمعاينة الفتاة و حدد لها الدواء و طلب من الممرضات أن يحضرن جهاز لتنظيم قطرات الدواء حتى تستجيب الطفلة للعلاج ،وبعد أيام تماثلت الطفلة الصغيرة للشفاء وبفضل الله تعالى روحها ردت إليها و عاد لون وجهها يزهو ، و بقيت في المشفى بضع أيام و خرجت بعدها  دون أي أعراض جانبية ،هذا الطبيب هو دكتور( كمال فريد عقل )اختصاصي في طب الأطفال في مستشفى الجامعة الأردنية أما الطبيبة صاحبة الوجه الملائكي فهي الدكتورة( عائشة يعقوب) مختصة أيضاً في طب الأطفال في مستشفى الجامعة الأردنية ،هؤلاء امتهنو الطب لخدمة البشرية هؤلاء أقسموا أن يكرسوا حياتهم في صنع الخير و اعتبرو أن حياة الانسان أغلا ما يملكون،إهتمامهم بحياة تلك  الطفلة يشعرك أن الطب في مجتمعنا لا يزال بخير ،تشعر أنهم يحترمون المهنة و يقدسونها  بل يسعون بكل ما أوتو من قوة لإنقاذ حياة مرضاهم .

أي إهمال في حياة تلك الطفلة كان سيؤدي لإصابتها بأعراض مستقبلية أو أن تفقد الطفلة حياتها ولكن الله قدر و لطف و أرسل أطباء يعلمون جيداً قيمة الإنسان ،لم يقفو عند نقطة و يشعروا بالضجرو الإحباط لعدم قدرتهم على انجاز هذه المهمة ،بل على العكس يحاولون مراراً و تكراراً حتى يتوصلوا إلى الحل اليقين ،و يتوكلون في الأول و الأخر على من بيده أن يشفي العليل من العلل "الله سبحانه وتعالى"  .

رويتُ هذه  القصة فقط لأوضح أننا نفوق الغرب في علمنا و نستطيع أن نُفيد ونستفيد من هذا العلم لو عملنا باخلاص ،كلنا نحمل شهادات في مختلف التخصصات ولكن ليس جميعنا نعمل بإخلاص ،فالكثير منا يعمل نصف العمل ثم يكتفي بهذا القدر و يعتقد أنه فعل ما عليه فِعله ،وهناك من لا يرغب في العمل و يرضى أن يكون ضمن فئة البطالة المقنعة "يجلس على مكتبه و يقرأ الصحف و يشرب الشاي و القهوة و آخر الشهر يقبض المهيَّة " و هناك من يعمل بضمير مهني و يأبى أن يتقاضى أجره دون تعب .

هنالك أعداد وفيرة  من الأطباء بعضهم تتعافى على يديه و البعض الآخر تصاب بسببه بالعلل ،هناك من تعلم الطب كواجهة اجتماعية و ليس الأطباء فقط بل هناك العديد من المتعلمين لم يكن الغرض من تعلمهم هو نفع المجتمع بل ليحصلو على شهادة جامعية و للتباهي بها فقط .

مشافي الغرب ليست أفضل من مشافينا بل على العكس نحن أصحاب العقول النيرة و نصدر مواردنا البشرية للخارج ،بل و نفخر بأننا نصدر تلك الكفاءات ،ولكن نحن بحاجة إلى بعض من تلك الكفاءات في وطننا حتى ننعم بالصحة و بالتقدم .

نحن بحاجة إلى أصحاب الضمائر يعملون فيتقنون و ينتجون فنفخر أنهم أبناء هذا الوطن و نحن بحاجة إلى كل طبيب أن يكون بكفاءة الدكتور كمال و الدكتورة عائشة ،نحن بحاجة إلى ضمائر الأطباء وعلمهم و كفاءتهم فكلنا عاملون لبناء وطنٍ سليم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد