العنف النيابي إلى أين ؟

mainThumb

27-05-2013 06:25 PM

تساؤلات جارحة وموجعة انتابتنا ونحن نشاهد مجلس تشريعنا الموقر يتحول إلى حلبة مصارعة وساحة استعراضات وذلك في باكورة نشاطه بعد وعود لم يجف حبرها بان يكون هذا المجلس موئلا للإصلاحات السياسية بعد ربيع عربي طال الأخضر واليابس في دول الجوار...

تتشكل التساؤلات المؤلمة حينما نشاهد من انتخبناهم لسن التشريعات والقوانين لتنظيم حياة المجتمع يستبدلون الحوار باللكمات والمناقشة بالكؤوس في جو يشهد القاصي والداني على سخونته اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، ويتولد الوجع الأكبر حينما نعرف تماما أن التجربة الديمقراطية في بلدنا ليست وليدة الأمس بل هي تجربة كبيرة ربما تكون الأولى في الشرق الأوسط بنى دعائمها الأجداد في جو من العطاء والحوار والإنجاز امتد لعشرات السنين ...

فهل ما رأيناه بالأمس يعبر عن تلك التجربة العريقة أم ماذا ؟ وهل النائب الذي يستعمل يديه وأسنانه وكاس الماء الذي يشرب به يعول عليه إصلاحات سياسية طال انتظارها ووعد بها الشعب الموجوع بأعباء اقتصادية لا يمكن تحملها ... فهل مجلس الأثرياء هذا قادر على نقل صورة مشرقة لأردن المستقبل أم أنهم في واد والشعب في واد ؟!

إن ظاهرة العنف النيابي هي ظاهرة دخيلة على حياتنا السياسية . كيف لا ونحن مجتمع عشائري بالأساس . فهل تريدون نقل صراعاتكم إلى خارج المجلس ...

ناقش الخبراء ظواهر عديدة من العنف في الأسرة والمجتمع والمدارس والجامعات وطلب من المجلس سن التشريعات التي تحد منه. فماذا نقول لشعبنا ونحن نشاهد المشرعين يمارسونه وعلى رؤوس الأشهاد...

إن هذا المشهد أيها الأردنيون هو مشهد يدق ناقوس الخطر في حياتنا السياسية ويأتي في وقت حساس جدا ، وإذا ما مورس العمل النيابي بشكل سليم فإن الأردن والأردنيون أمام مجلس فارغ من مضمونه، وأمام إصلاحات ربما ليسوا أكفياء على حملها هؤلاء المتلاكمون ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد