معك واسطة ادفش الباب و فوت

mainThumb

31-05-2013 06:19 PM

كان هذا موضوعي الواسطة أو فيتامين" واو" و هناك فيتامين أخر وصل حديثاً ألا وهو فيتامين خاء "خاوة"و لا أدري إن كان يوجد فيتامينات مدعّمة لهذين الفيتامينين، بدا واضحاً أن مصالحنا لا تسير إلا بالواسطة أو بالخاوة .

في العديد من الدوائر الحكومية نتعرض لهذا الحدث الجلل ،إن كنت تملك واسطة ادفش الباب وفوت ،و إن كنت من حملة الشهادات العلمية و لا تملك أحد الفيتامينين السابقين ,انتظر آخر الصف "ستنتظر طويلاً يا مسكين".

في أحد الدوائر الحكومية ورد لي من فتاة تعمل في" أمانة عمان " و هي من حملة الشهادات العليا و تعمل مدخلة بيانات و طالبت بتحويل مسماها الوظيفي لتصبح رئيسة قسم قيل لها يجب أن تمضي في الوظيفة مدة خمس سنوات ،و الحقيقة أنها أمضت الخمس سنوات تعمل بجد و تشارك في أعمال تطوعية و ملفها يحوي تقيمات ممتازة و كتب شكر ،عادت لتقدم على تغيير مسماها ،فقيل لها يجب أن تنتسبي لأحد الدورات اللازمة لتصبحي رئيسة قسم ,فتقدمت لأحد تلك الدورات ,وفوجئت بالرفض ،قيل لها أنت لست رئيسة قسم وهذه الدورات معدة لرؤساء الأقسام استحضرني في هذه اللحظة مثل يقول "مقسوم لا تاكلي و صحيح لا تقسمي و كلي لتشبعي"،فهذه الدورات مخصصة لفئة معينة و تمنع عن فئة أخرى وهل التطور في العمل حكرٌ على فئة دون الأخرى من أجل منفعة مادية؟و هذا ما حدث مع تلك الفتاة ،و لأجل فيتامين واو  وأخوه فيتامين خاء  تم إلغاء معاملتها و لم تحصل على الترقية التي تستحقها ،قد يكون بالنسبة لها حلم ليس صعب المنال لو استبدلنا تلك العقول المتحجرة.

من المضحك أنني تحدثت مع أحد المدراء في دائرة حكومية و أدهشني أنه ليس حاصلاً على شهادة الثانوية و ما أثار فضولي هو معرفة كيف تعين و أصبح مديراً في دائرة حكومية هل هذا معقول ؟ قد يكون سقط سهواً أو يكون سقط عمداً أياً كانت طريقة السقوط فهو في النهاية مديراً .

هل يجب أن تكون من صفات المسؤول كِبر سنّه ،دائما ألاحظ أن أي مدير يجب أن يكون كبيراً في السن لماذا لانعطي الشباب الفرصة لإدارة المؤسسات ؟و ليس أي شباب فقط من هو كفء لهذا المنصب ,و ياحبذا لو تنازلنا عن فيتامين واو الذي أصابني بالصداع ،و رأينا كيف تسير هذه المؤسسات ،أنا أضمن أنها ستسير بكفاءة عالية بل سيتبنّى هؤلاء الشباب أفكاراً بناءة ،لأنهم من مؤيدي إدارة التغيير ،التي لايقتنع بها المدراء الكبار في السن أصحاب الفكر الروتيني .

لو رجعنا إلى كتب التاريخ لوجدنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يهمل طاقة الشباب بل قام بتعيين أسامة بن زيد  وكان سنه ثمانية عشر عاماً  قائداً للجيش ، وذلك في شهر صفر سنة 11 هـ  عندما جهز النبي صلى الله عليه وسلم، جيشاً كبيراً لقتال الروم بالرغم من أن الجيش كان يضم عدداً كبيراً من كبار الصحابة منهم  سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه و غيره من كبار الصحابة إلّا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أصر أن يتولى أسامة قيادة الجيش ،يجب أن نتعلم من رسولنا المعلم أن لا نهمل طاقة الشباب و كذلك أن نتعلم من الصحابة تقبل من هم أصغر سناً في إدارة الشؤون مادامت المصلحة العامة تتطلب ذلك بعيداً عن الواسطة .

كم مرة سأصرخ و أقول ارحمونا من الواسطة حتى نرى بلدنا تزهو بأصحاب العقول من هم قادرين على التطوير ،كم مرة سأنادي بأن البلد تعبت من الروتين الذي يغزو مؤسساتنا ،كم عاماً سنحتاج حتى نصل لمرحلة تذهب الفتاة أو الشاب ليقدموا  على وظيفة و لا يقابلهم أحد الموظفين و يقول لهم "معك واسطة يا عمو"و ان رد الشاب أو الفتاة و قال له "واسطتي هي ربنا "يبتسم باستخفاف و يقول له والنعم بالله .

وصلنا لدرجة اتكالنا لم يعد على الله بل على الواسطة أي على بشر مثلي و مثلك و هذا من سيؤمن لي الوظيفة مصدر رزقي ؟

فما رأيكم دام فضلكم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد