شوقي والقُبَّرَة

mainThumb

03-07-2013 09:28 PM

الشاعر أحمد شوقي شاعر فحل ، لُقِّبَ بأمير الشعراء ، له من القصائد التي سارت بها الركبان من جهة الصنعة الأدبية ، وإن كانت لا تخلو من مؤآخذات دينية ، له قصائد في معظم المناهج التعليمية في الوطن العربي من الصفوف الابتدائية ... إلى طلاب الجامعات ... وفي منهج التعليم  الأردني وخاصة في ( الصف الرابع الإبتدائي ) قصيدة للشاعر أحمد شوقي حول ( عاقبة التعجل في الأمور ) أجراها شوقي في قصة القُبَّرة وابنِها ...


وأنَ ابنَها لم يسمعْ تعليماتِ أمِّه ( القُبَّرة ) فكان عاقبةُ أمرِه الضَّرَرَ والسُّقُوْطَ ...
وجاء في القصيدة أخطاء ، أحبَبْتُ أنْ أُشِيْرَ إليها ، منهجاً سار عليه النُّقَّادُ من زمن الشعر والبيان ، وحمايةً لِنَشْئِنا ( الطلاب ) الذين في الغالب لا يُمَيِزون مثل هذه الأخطاء ، فأرجو أن أكون في مضمار النُّصْح سائراً ، وفي خدمة اللغةِ مُخِبَّاً ...

قال الشاعر أحمد شوقي :


1 - رأيْتُ في بعضِ الرِّياضِ قُبَّرَةً ..... تُطَيِّرُ ابْنَها بأعلى الشَّجَرة .

 2 - وهي تقول  : يا جمالَ العُشِّ .... لا تعتَمِدْ على الجناحِ الهَش .

 3 - فانتقلتْ من فَنَنٍ إلى فَنَنْ   .......         وَجَعَلَتْ لِكُلِ نَقْلَةٍ زَمَنْ .


وسوف نقومُ بذكر القُبَّرة كما ذكرها الوطواط أبو اسحاق برهان الدين  في كتابه (( مباهج الفكر ومناهج والعِبَرْ )) ( 1/102 ) :

(( من ضروب العصافير القُبَّرة ، وهي غبراء كبيرة المنقار ، وعلى رأسها قبَرةٌ ، وهذا الضرب خِبٌّ قاسي القلب ، وفي طبعه أنَّه لا يهولُهُ صوتُ صائحٍ به ، وربما رُمِيَ بالحجرِ فاستَخَفَّ بالرامي ، ولطا إلى الأرض حتى يتجاوزه الحجرُ ، وبهذا السببِ لا يزالُ مقتولاً أو مأخوذاً لأنَّ الرامي يحملُهُ الحنقُ عليه ، فلا يزال يرميه حتى يُصِيْبَهُ ، وهو يصنعُ وَكْرَهُ على الجادةِ ( الطريق ) حُبَاً للإِنْسِ  )) .

وهي في الموروث الشعبي تُكَنَى بأمِ سالم ، وبعض المناطق يلقبُها ( بمُلَهي الرِّعيان ) لأنها تتظاهر للراعي بأنها لا تطير فيطمعَ فيها ويأخذُ بالركض خلفها حتى تُبْعِدَه عن قطيعه ، فيكون هذا الفعل مُلْهِياً للراعي عن أغنامه التي قد تتعرضُ للخطر في  غيابه عنها ، فلذلك جاء في أهازيج منطقة النقب عند الحصاد :

(( يا قبَّرا يا عَرْجِهْ ... متى يطيب الهَرْجِهْ ))

فهي تتظاهر بالتَّباطئ أثناء ملاحقة الإنسان لها فيظُن بها عَرَجٌ !!

وقد ذكرها الشعراء في أشعارهم سواءً الفصيحة أو العامية

ومن الفصيح قول أحمد ابن أبي كريمة يصف أطلال الحبيب بعد أن أصبحتْ خاليةً لا يُسْمَعُ بها أنينُ المكاكيِ ، ولا صرير الجنادب :

(( كأنَ بها ذُعْراً يُطَيِّرُ قُلوبَها ... أنينُ المكاكيّ ، أو صريرُ الجنادب )) .

والمكاكيُّ جمع مُكَّاء ، وهي القُبَّرة .


وهذا العامي يعرفها ويعرف صفاتها جيدا :

(( يا أم سالم هيَّضَنِي صوتُكِ يوم قُمْتِي تِغَنِّيْن .... يا زين صوتك في ليالي المواسم .
بعد جمال الأرض قُمْتِيْ تِلَاْلِيْن ... نكتب جوابك بالقلم والمراسم )) .

.

فنجري قلمَ النقد في هذه الأبيات ...


أولاً : الشاعر أحمد شوقي جَعَل هذا العصفور ( القُبَّرة ) معَلِّماً للحكمة وناشراً لها ، وهذا يتنافى مع ترجمة هذا العصفور المتهور غير المبالي لعاقبة الأمور . فهو المستخِفُّ بالرامي ، فهو لا يزالُ مقتولاً أو مأخوذاً لحمقه وبلاهته .

ثانياً : هذا العصفور ليس من ذوات الأعشاش ، ، فإنَّ العُشَّ ما كان في الشَّجَر ،وهو يبني بيتَهُ على الأرض لا على الشَّجَرِ .

وهو أيضاً لا يُرَىْ على الشجر بل دائماً على الأرض وما لاصقها من حجر ...
وأحمد شوقي جعله من ذوات الأعشاش ، ومن طيور الشجر ، وهذا منافٍ لحياة هذا العصفور ( القُبَّرة ) .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد