اجتهدو .. فضربوا الاعور على عينه

mainThumb

19-11-2013 11:53 AM

أطلت علينا قناة جوسات الفضائية مؤخرا ببرنامج (( قضية على الهواء )) يتحدث عن  الغذاء والدواء ، وهذه القضية تعد  من أخطر القضايا التي اكتشف المواطن و من خلال هذا البرنامج ، مدى  فساد الأغذية والأدوية التي يتناولها .
 
 تابعت  عدد من حلقات البرنامج ، وفي كل مرة  يتأكد لنا  من خلال البرنامج  فساد الأغذية  , فاللحوم فاسدة ، والأسماك فاسدة ، والحليب ومشتقاته فاسد , حتى مشتريات  أطفالنا من الشكولاته والشبس وغيره أيضا فاسدة ,  وفوق ذلك تبين بأن التمور،  والكعك وغيرها من المواد  أيضا فاسدة 0000 والمخفي أعظم ، ويتحدث مقدم البرنامج بالوثائق والصور  أمام الجميع , وفي كل مرة انتظر أن اسمع رداً  من الحكومة  والمسئولين فيها عن هذه القضايا ، سواء كان الرد بالنفي أو بالتأكيد .
 
لكن دون جدوى ،  فدائما وعند مشاهدة البرنامج  تشاهد أن الطرف الثاني  في القضية ،هم المتضررين من أصحاب  المولات أو المسئولين وما لف لفيفهم ، وكأن المواطن لا يوجد من يتحدث بإسمه أو يدافع  عنه ، حتى عندما تسمع أن المواطن يتناول أغذية مخصصة للحيوانات .... فماذا بعد؟؟
 
 لماذا غابت الحكومة عن فعل أي شي إتجاه هذا البرنامج ، فإن كان ما يتناوله  غير صحيح ، فليخرج  من يثبت لنا عكس ذلك ، أما الصمت الرسمي  إتجاه هذا البرنامج ،  وخطورة ما يطرح  فإنه دليل على صحة ما ورد في البرنامج .
 
 وأنا أود أن اطرح  هنا  قضية جاءت نتيجة لكل ذلك ،  وهي أن الطبقة الفقيرة  وما أكثرها وخاصة تلك التي تقطن في الأطراف ، والتي أصلا  لا يوجد بها  إلا  أسواق  ومحلات محدودة ، والمواطن هناك  ليس لديه  خيار , فماذا  يفعل ،  سيشتري ويقنع نفسه بأن ما شاهده ما هو إلا كلام في كلام  لأنه لا يملك خياراً أخر، خاصة في ظل الصمت الرسمي حوله ،  وكما قال المثل ( إن كنت لا تدري فتلك مصيبة  وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم ) ..... وهنا أجد أن  ما طرحه البرنامج  جعل مصيبتنا في غذائنا أكبر وأكبر فماذا نفعل ، ونحن نرى أن الفساد لدينا وصل حد العظم ، فالغذاء فاسد  والدواء فاسد  و....و...و.. فاسد هو أيضا ،  لكن وكما قالوا... لقد ناديت لو سمعت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي .
 
وأطرح  هنا سؤال ، وهو كيف ستكون صحة أطفالنا مستقبلاً ،  وهم  يتناولون الأغذية الفاسدة ، ماذا نتوقع  وهم  أصلاً وفي  أحسن حالهم يتضورون  جوعاً  وعند  محاولة سد  جوعهم لا نجد  إلا طعاماً  فاسداً نطعمهم إياه ،  والسؤال  الأخر هل المسئولين  وأصحاب القرار،  والمتنفذين  يتناولوا هم  وأسرهم  نفس الغذاء الذي نتناوله ،- أشك بذلك - لأن المستورد لهذه  الأغذية  لا يطعم أسرته منها  ( حسب ما ورد من مقدم البرنامج ) وهذا مؤشر  إلى أن  المسؤول الفاسد  الذي سمح له بإدخال  هذه الأغذية ،  هو أيضا لا يطعم  أسرته منها .
 
 هناك من يدعو إلى مقاطعة هذه الأغذية، وأنا أقول  هنا ، ماذا سنقاطع وسنقاطع ، هل نقاطع اللحمة والسمك  والحليب  والكعك والتمور  والشكولاته وووو ......
 
إذا قاطع الفقير  ذلك ، ماذا سيأكل ونحن نعلم أنه أصلا يشتري غذاءه من تلك السوبر ماركت  بالدين ، فهو لا يملك الخيار،  فلم تعد أسرنا وعائلاتنا كما السابق تمتلك بساطة الحياة  والإكتفاء الذاتي  من اللحوم ، والدواجن وغيره .....
 
أخيرا  أقول للمسئولين ، والمعنيين بهذا الموضوع ، إن كان  ما يتم طرحه في هذا البرنامج  غير صحيح ، وأنا اشك بذلك ،  فلماذا  لا يتم  الإعلان رسمياً بذلك ،  وإنهاء  البرنامج ، أما الصمت الرسمي  اتجاه ذلك  فإنه يثبت لنا المثل الذي يقول  ( وراء الأكمة ما ورائها )  وأقول للعاملين في قناة  جوسات ، واخص برنامج  قضية على الهواء  ، شكراً  على  طرحكم  حتى وإن زاد  الطين بله لدينا ،  وضاعف من مصيبتنا ، وأقول أيضا عظم الله أجركم في جهدكم ، لأنه  يبدو أنكم كمن إجتهد وضرب الأعور على عينه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد