أفغانستان وحلف شمال الأطلسي : 7

mainThumb

06-12-2013 04:58 PM

 الأمر المثير للدهشة ، وفق ما بثته شبكة "سي إن إن " الأمريكية (18/7/2010) حول بيانين نقلا عن موقعين على ألانترنت تابعين لحركة طالبان ، يشيران الى ان "عزل القائد العام السابق للقوات الامريكية في أفغانستان الجنرال "ماكريستال" ، هو " دليل على فشل الولايات المتحدة وحلفائها في تحقيق أي تقدم في الحرب " ، ففي البيان الأول ، قال " قاري محمد يوسف أحمدي" المتحدث باسم "طالبان" : "إن التاريخ أثبت بالبرهان القاطع أن أعظم الأباطرة والقادة العسكريين استسلموا وخضعوا أمام قوة الأفغان" ، وأكد "احمدي" في بيانه على " أن استبدال " ماكريستال" بـ " بترايوس" لن يحقق للولايات المتحدة وحلفائها أية فرصة للنجاح ، واصفا "بترايوس " بـ " القائد الضعيف" ،وانه "اي بيترايوس" لا يتسم بأية قدرات إضافية أكثر من " ماكريستال" ،كما وصف البيان الثاني "بيترايوس" بـ" انه يُعاني خللا عقليا جراء اشتراكه في عمليات عسكرية طويلة الأجل في اكتوبر 2001م ، وتقول شبكة"سي ان ان" في تحليلها ان البيانين ربما يعطيان تفسيرا لحالة الإغماء التي أصابت "بيترايوس" عندما ألقى السيناتور "جون ماكين" كلمته معلنا أنه الشخص الأمثل لقيادة القوات الأمريكية في أفغانستان" .

سبق للأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" ، وذلك في 16 كانون اول /ديسمبر 2009 ، زيارة الى روسيا للتنسيق مع القيادة الروسية حول الحرب على أفغانستان ، وكيفية تطوير سبل التعاون العسكري والسياسي وصولا الى ايجاد حلول ناجعة في افغانستان ، معتبرا الحرب في أفغانستان تشكل " تهديدا أمنيا مشتركا لكلا الطرفين ، الغرب والاتحاد الفدرالي الروسي "، وقال "راسموسن" في لقاء مع وزير الخارجية الروسي " سيرجي لافروف" :" ربما ظهرت خلافات حول بعض القضايا ، لكن لا ينبغي أن يحجب ذلك حقيقة أننا في الأساس نتشارك المصالح الأمنية نفسها لأننا نواجه نفس التهديدات" ، مؤكدا على ان زيارته الى موسكو :"تأتي بهدف بناء شراكة حقيقية بين روسيا والحلف ، وأن هذه بداية جديدة في علاقات الجانبين" ،

         وصرح أمين عام  حلف شمال الأطلسي "الناتو" "أندرس فوغ راسموسن" بان : استراتيجية طالبان الأخيرة نجحت في إحباطنا " ، وأقر الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" بأن استراتيجية القتل الأخيرة التي اعتمدتها حركة طالبان نجحت في إحباط معنويات القوات الغربية في أفغانستان ، مرجحا احتمال تسريع سحبها من هناك قبل الموعد المقرر ، وفي مقابلة مع " راسموسن" مع صحيفة "الجارديان " اليوم الثلاثاء 2 اكتوبر 2012 : تجري حاليا دراسة الخيارات وستكون الصورة واضحة في غضون 3 اشهر ، ويمكن ان نقوم بتعديل وجودنا وإعادة نشر قواتنا او تكليفها بمهام أخرى او حتى سحبها او تقليل عددها ، وسنرى من الآن وحتى نهاية عام 2014 إعلانات عن إعادة انتشار قواتنا او سحبها من أفغانستان اذا سمح الوضع الأمني بذلك ،من دون استبعاد امكانية تعجيل عملية الإنسحاب في بعض المناطق ، واعترف " راسموسن" بأن قتل ما يقرب من 50 جنديا من قوات حلف الأطلسي هذا العام على يد مقاتلين من حركة طالبان اخترقوا قوات الأمن الأفغانية ، ألحق الضرر بالعلاقة بين القوات الدولية وقوات الجيش والشرطة الأفغانية ، وقوض الثقة بينهما " ،وأكد " راسموسن" على ان :" الهجمات الداخلية هي جزء من الاستراتيجية الجديدة لحركة طالبان بهدف تحويل الرأي العام الغربي ضد الحرب في أفغانستان ، وأعرب عن قناعته بأن تسريع انسحاب قوات حلف الناتو من أفغانستان يجب أن لا يُنظر اليه على أنه سباق للخروج من هناك" .

أصدرت حركة طالبان الأفغانية في 3/1/2013 تقريرا "شبهت فيه الإنسحاب الوشيك للقوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة بإنسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان في العام 1989 ونهاية الحرب الأمريكية في فيتنام " ، وفي تقرير بعنوان "نظرة سريعة على عام 2012" ، قالت طالبان :" إن قوات التحالف "فقدت كامل إرادتها في القتال وبدأت فعليا بعملية الإنسحاب والإنهزام" واضاف" نستطيع أن نقول بكل تأكيد إن العام 2012 في أفغانستان كان بالنسبة للاحتلال الحالي تماما مثل ما كان العام 1986م بالنسبة للاحتلال السابق " ، ويعتبر العام 1986 نقطة تحول في التواجد السوفيتي في أفغانستان الذي استمر عشرة أعوام حين أجبرت هجمات المجاهدين موسكو على الوقوف في موقف الدفاع قبل أن تغادر قواتها البلاد نهائيا في العام 1989. وجاء في تقرير الحركة المسلحة «عندما واجهت أميركا الدمار المطلق في فيتنام، لجأت إلى معادلة «أعلن النصر واهرب» وترغب الآن في استخدام معادلة «انقل المسؤوليات الأمنية واهرب» هنا في أفغانستان.


وأضاف «وفي الواقع فإنهم يريدون الفرار من أفغانستان تماما كما فروا من فيتنام». وقالت الحركة «يمكن اختصار العام 2012 في جملة واحدة وهي: بداية فرار الغزاة». من جهة أخرى، توعد قلب الدين حكمتيار زعيم جماعة «الحزب الإسلامي» المسلح في مقابلة نشرت أمس بقتل أكبر عدد من جنود الحلف الأطلسي قبل انسحاب تلك القوات من أفغانستان في العام 2014. وصرح حكمتيار، رئيس الوزراء السابق الذي يتزعم ثاني أكبر جماعة مسلحة في البلاد، لصحيفة «ديلي تلجراف» أن شن هجمات جديدة سيبعث تحذيرا «إلى الآخرين الذين ينتظرون لغزو أفغانستان  .
وقال في المقابلة التي جرى تصويرها بالفيديو تضمنت أسئلة وجهت إليه عبر وسيط: إنه «قبل انسحاب القوات الغازية، يود المجاهدون أن يشهدوا بأعينهم شيئا يعلم الغزاة ألا يفكروا بدخول البلاد بهذه الطريقة مرة أخرى ،  وحذر حكمتيار الذي تصنفه الولايات المتحدة «إرهابيا عالميا» من أن أفغانستان يمكن أن تدخل حربا أهلية دامية بعد انسحاب قوات الحلف التي بقيت في البلاد مدة 13 عاما بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.  وقال حكمتيار الذي ظهر في الفيديو بلحية بيضاء وعمامة سوداء: إن «الحقيقة هي أن الحكومة فشلت. ربما يصبح الوضع فظيعا بشكل لم يتوقعه أحد بعد 2014" .
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد