صحيفة السوسنة الأردنية

السوسنة - لطالما اعتدنا على الكوميديا في السينما المصرية، والتي قدمت لنا العديد من النماذج التي لا يستهان بها، مثل إسماعيل ياسين، وعادل إمام، ومن ثم محمد هنيدي. إلى أن قدمت لنا السينما المصرية مؤخرا، نجما شابا، احترم النقاد تمثيله وأثنوا عليه، خصوصا في فيلمه الأخير "مطب صناعي".

ففي هذا الفيلم الكوميدي، قدم أحمد حلمي شخصية الشاب ميمي، الذي يعيش وحيدا مع والده في الإسماعيلية، ليقرر السفر إلى القاهرة في يوم من الأيام، ويحاول العثور على ذاته وسط الزحام.

وفي القاهرة، يلقي القدر بميمي في أحضان عائلة غنية تقع في مشكلة مالية ضخمة، فيهب لمساعدتها بما يستطيع.

ويشارك في أداء الفيلم كل من عزت أبو عوف، ونور، وأحمد راتب، والطفلة منة عرفة، التي تلعب دور زينة، والتي حصلت على ثناء كبير لأدائها المتميز، رغم صغر سنها.

الفيلم يتراوح ما بين الدراما والكوميديا في بعض مراحله، ليضفي على أحداثه بعض الواقعية، وبذات الوقت يسير في خط درامي بسيط يتناسب وملايين المشاهدين الذين تابعوه في مصر والدول العربية والعالم.

بداية الفيلم كانت مثيرة للغاية، حيث نرى شخصا مجهولا يدخل إلى غرفة مظلمة وقديمة بعض الشيء، ويبدأ البحث بين الأغراض والحاجيات القديمة التي تغطيها الغبار والحشرات.

المثير في الأمر هو تماشي إيقاع المشاهد الأولى من الفيلم مع الموسيقى المستخدمة، التي ألفها الملحن عمرو إسماعيل، والتي أضافت جوا من المرح والبهجة، وبعض الكوميديا، على بدايته.

ومن ثم تتوالى أحداث الفيلم، لتقدم لنا أحمد حلمي بشكل كوميدي جذاب، لا يعتمد على السخرية والحركات السخيفة والبذيئة، بل يستند إلى الكلام الخفيف اليومي، الذي عادة ما يطلقه من يتمتعون بخفة الدم والعفوية.

ولعل قصة الفيلم وطريقة إخراجه تعتبر تقليدية، إذا ما قورنت ببقية الأفلام.. إلا أن المستوى الذي خاطب به الفيلم الجمهور العربي كان عاليا، ولم ينزل إلى الحضيض كما فعلت أفلام أخرى استخفت بعقل المواطن العربي، بحسب راي بعض النقاد.

أداء بعض الممثلين في الفيلم كان جيدا، إذ أن الأدوار الأخرى ساعدت في تسيير الخط الدرامي للفيلم، وبالتالي دعمت دور أحمد حلمي في الوصول إلى النهاية، التي لن ندرجها هنا، حتى لا نضي?Zع طابع الإثارة لدى القارىء.

مراقبون أشاروا إلى فشل بعض الممثلين بالفيلم في أداء الدور المطلوب، ومنهم الفنانة نور، التي لعبت دور شخصية "زينة" سكرتيرة رجل الأعمال، الذي يتعرف عليه ميمي، حيث يحاول الأخير إيقاعها في شباكه لجمالها وسحرها.

وفي محاول منا لمعرفة رأي الجمهور بفيلم "مطب صناعي"، قال أحدهم: "الفيلم رائع وجميل ولم أتوقف عن الضحك أبدا. إلا أن السؤال الذي طالما خطر في بالي هو: ما علاقة اسم الفيلم بأحداثه؟

وتقول أخرى: "أعتقد أن أحمد حلمي يمثل النموذج الكوميدي الجديد للسينما المصرية.. فهو خفيف ظل وعفوي، ويقدم الدور بشكل جديد وفريد."

ومعروف أن أحمد حلمي دخل التمثيل من خلال برامج الأطفال، حيث كان يحاورهم بطريقة طبيهية إستفزازية ومميزة، مما وضعه في مرتبة الممميزين في هذا القطاع المهم والصعب معا.

ويذكر أن مؤلف قصة الفيلم هو طارق أمير، الذي قام في السابق بتأليف فيلم كوميدي آخر حمل عنوان "كتكوت"، وقام بأداء دور البطولة فيه الممثل محمد سعد.