القدس والغور .. وكيري ونحن !

mainThumb

13-01-2014 12:23 PM

تأجير الغور لمدة 49 أو 99 سنة, وتأمينه بقوات حفظ سلام, ومد وتوسيع مسجد قبة الصخرة ليشمل أجزاء من المسجد الأقصى بحلول هندسية في القدس, في إطار اتفاق جديد قد يكون واردا في مباحثات الوزير جون كيري بين ضفتي النهر ! ما يقوله الوزير كيري بأن الحل ممكن, مع تأكيده المطلق على أمن إسرائيل ويهودية الدولة العبرية, التي أصبحت لازمة قوليه أمريكية في خطاب ساستهم, علما أنها جملة غير مطمئنة للأردنيين والفلسطينيين والعرب, وتحمل الكثير من المعاني المستقبلية المرعبة, ولا يجدوا بدا من التصريح بها في أي خطوة تنوي أمريكا القيام بها في الإقليم.

من جديد, تعود الإدارة الأمريكية إلى سياستها القديمة وهي فتح الملف الفلسطيني من جديد عندما تنوي القيام بفعل ما في محيط فلسطين, وما مؤتمر مدريد عنا ببعيد, الذي كان شعاره الأرض مقابل السلام, الذي حولته حكومات الكيان الصهيوني فيما بعد إلى الأمن مقابل السلام وذلك بعد شل قدرة جيش صدام العراقي عام 1991 وإخراجه من الكويت محطما مهانا, وتدمير مكتسبات الدولة الفاعلة في العراق, توطئة لفرط عقد دولة العراق في 2003 كما شهده جيلنا بكل تفاصيله الكارثيه.

حقا أن الولايات المتحدة تنتهز الفرصة حيث مصر المحروسة غارقة في خارطة طريق محفوفة بالمخاطر, وسوريا الأرض والمجتمع تلعق جراح التشرذم بربيع دموي مخيف مختلط بلا نهاية, وجامعة عربية ليس لها من الأمر شيء سوى أنها تكتفي بمبعوث مشترك مع الأمم المتحدة !

أيها السادة الكبار في المشهد التفاوضي: إياكم والقدس, فهي ليست أرض يمكن تبديلها بأرض, ولا مجرد حائط بمسجد يمكن تبديله بتوسعة شرقيه ضمن حل هندسي متقدم ! ولا تنسوا إنها هندسة الباري عز وجل في ملكوته, لإسراء ومعراج أبعاده في أرواح الصديقين والشهداء أبد الدهر, وآفاقه في أرواح أنبياء الله وملائكته. وغيبياته الروحانية لا يفهمها كيري ولا فريق المندسين في لجانه الفنية. القدس جزء من عقيدة أهلها الشرفاء وأكنافها, ونهر الأردن شريان الغور وحبله السري يغذي ضفتيه, وهي ليست نقطة ضعف في تاريخ أمة مدادها ربع البشر ! لا توقعوا على تفاهمات ووثائق تلزم الأجيال, وتذكروا مواقف أسلافكم من أمثال الناصر صلاح الدين والسلطان عبد الحميد وشريف مكة الحسين بن علي... والقائمة تطول, ولن تقصر ! ولسوف يأتي حل في يوم ما, وفي ظرف ما تكون القدس فيه نقطة قوة لأجيال ليست كمثل جيلنا ولزمان غير زماننا ! فالقدس يملكها من يمتلك عناصر القوة من ألأمم, ويحكمها من هو أهل للسيادة عليها, ولا تنسوا أن الصراع عليها قديم, يتجدد منذ آلاف السنين ولن ينتهي مع جيلنا العاثر, الغارق بهمومه ومشاكله الأساسية حد اليأس, وأغنياء الأمة يتنكرون لفقرائها بسبب الثروة غير المتكافئة في محيطنا الملتهب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد