وادي العقيق !

mainThumb

03-02-2014 10:51 PM

مكرمة الملك بتوزيع اراضي على اهالي معان في موقع وادي العقيق من اراضي المدينة وبمساحة 70 الف دونما ليتم توزيعها وبواقع دونم واحد لكل حامل رقم وطني من اهل المدينة يعد نوعا من إحياء الاموات واستصلاح الأراضي وتعميرها ففيه مصلحة المواطن والمجتمع فيستفيد الأفراد من زراعة الأراضي ومن السكن فيها والمجتمع يتغلب على بعض مشاكله  من ناحية التضخم السكاني ومشكلة الغذاء والأيدي العاملة .


    وأنه لمن حسن الطالع ان تجسد هذه المكرمة  الملكية إحياء حقيقيا لسنة رسولنا العظيم عليه افضل الصلاة والتسليم والذي قال :"العباد عباد الله ، والبلاد بلاد الله ، فمن أحيا من موات الأرض شيئا فهو له ، وليس لعرق ظالم حق وقوله  "من أحيا أرضا ميتة فهي له ".
        وفي الشرع الحنيف هناك إحياء الموات ولا يجوز أبدا التعدي عليه أو أخذها منه ؛ وهناك الإقطاع وهو أن يقطع الحاكم لبعض الأفراد من الأرض الميتة وقد أقطع رسول  الله بعض الصحابة وكذا فعل الخلفاء الراشدون  وللسلطان استردادها لمصلحة يراها فإن لم يستصلحها ثلاث سنوات انتزعها منه الحاكم ؛ والنبي صلى الله عليه وسلم أقطع بلال بن الحارث وادي العقيق بالمدينة المنورة فلما كان زمان عمر بن الخطاب  قال لبلال إن رسول الله لم يقطعك لتحجزه عن الناس إنما  أقطعك لتعمل فخذ منها ما قدرت على عمارته ورد الباقي !.


    والتساؤل : هل يمكن للحكومة مأسسة هذه المكرمة وتعميمها ليستفيد منها جميع المستهدفين من المواطنين بالشكل الذي يلبي احتياجاتهم الاساسية من جهة وخدمة الوطن من خلال إعمار مناطقه النائية من جهة اخرى ؟!.


    ان الحكومة هي المعنية بوضع المكارم الملكية موضع التنفيذ العادل والسليم ، وعليه ؛ نقترح عليها إصدار تشريع يتضمن الشروط الواجب توافرها بالأراضي المستهدفة بالاقتطاع ؛ ومنها ألا تكون قريبة من العمران وأن لا تكون ملكا لأحد ؛ وأن تخصص بموافقة رسمية من الحكومة ؛ كما يتضمن تحديد الفئات المستفيدة من المواطنين ليعم النفع على الجميع ، وأن يكون وادي العقيق المرحلة الأولى لهذا المشروع الوطني الهام.


    كما نقترح تضمين التشريع شروطا تلزم المواطن إعمار الأرض المخصصة له بالبناء او الزراعة وخلال مدة لا تتجاوز الثلاث سنوات ؛ وفي غير ذلك تنتزع منه لتمنح لمواطن آخر ، إضافة الى نص تشريعي يمنع بيع هذه الأرض تحت أي ظرف من الظروف ، على أن تعمل الحكومة على تنظيم هذه الأراضي وتأمين متطلبات البنية التحتية لها.

a.qudah@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد