أفغانستان وحلف شمال الأطلسي : 27
هولندا ، العضو في حلف شمال الأطلسي ، شاركت بقواتها المسلحة في الحرب على ما يسمى الإرهاب في أفغانستان ، ملبية نداء الولايات المتحدة الأمريكية اطلقها الرئيس الأمريكي "جورج دبليو بوش" عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، وكانت مشاركتها من سنة 2001-2009، حوالي 1770 جنديا هولنديا ، ثم تناقص العدد ليصبح في سنة 2010 حوالي 242 جنديا ، وذلك وفق معهد "بروكينجز" للدراسات والأبحاث ، حيث انتشرت القوات الهولندية في أفغانستان في ولاية "اورزغان" ، وبلغ عدد قتلى الجنود الهولنديين 24 قتيلا وأكثر من 140 جريحا ، ومع أن عدد قتلى الجنود الهولنديين قليلا بمقارنة مع القوات الأمريكية والبريطانية والكندية ، الا ان هذه القلة من القتلى كان لها أثرها السلبي والمقلق على الشعب الهولندي ، الذي راح يستنكر ويحتج ويعارض مهمة قوات بلاده في أفغانستان ، ومع تصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية الهولندية للحرب في أفغاسنتان ، أدى ذلك في نهاية المطاف الى أنهيار حكومة رئيس الوزراء الهولندي " يان بيتر بالكننده" الإئتلافية ، حينما أخفق أكبر حزبين سياسيين هولنديين يوم السبت (20 فبراير/شباط 2010) في الإتفاق بشأن سحب قوات هولندا من أفغانستان ، كما كان مقررا لها عام 2010، والحزبين هما " الحزب الديمقراطي المسيحي " والذي يتزعمه رئيس الوزراء "بالكننده" ، و "حزب العمل " الذي يتزعمه نائب رئيس الوزراء الهولندي" ووتر بوس" ، بينما طالب الحزب الديمقراطي المسيحي بتمديد قوات هولندا المقاتلة في أفغانستان ، رفض "حزب العمل" التمديد ، ونشبت خلافات طويلة أدت بالتالي الى أنهيار الحكومة الإئتلافية ، وقد ضمن هذا الإنهيار سحب الفي جندي هولندي يقاتلون حركة طالبان الأفغانية الى بلادهم سنة 2010 ، (الدستور، 21 فبراير/شباط 2010).
أصبحت هولندا العضو الفعال في حلف شمال الأطلسي اول دولة تقرر سحب قواتها من أرض أفغانستان ، حيث سلمت القوات الهولندية مهامها القتالية في أقليم "اورزغان" الى القوات الأمريكية والأسترالية (الأحد ، 29 أغسطس/آب 2010) ، وصرحت وزارة الدفاع الهولندية في بيان لها اعلنت عنه (سي ان ان ، 1 ايلول /سبتمبر2010) ، جاء فيه :" انه خلال الأعوام الأربعة الماضية شهد أهالي ولاية "اورزغان" تحسنا كبيرا ، الا انه ومما يؤسف له ، ان هولندا تشعر بحزن شديد على خسارة 24 قتيلا و140 جريحا من ابنائها " .لقد دفعت الخلافات بين الحزبين الرئيسين في هولندا الى استقالة 12 وزيرا من "حزب العمل" المشاركون في الإئتلاف الحاكم مع "الحزب الديمقراطي المسيحي" ، حتى ان ملكة هولندا"بياتركس" تدخلت بشكل مباشر لحل الأزمة السياسية التي تعصف في البلاد ، لإنقاذ الوضع السياسي وذلك من خلال تعيين 12 وزيرا جديدا بصفة مؤقتة لحين اجراء انتخابات مبكرة في (9يونيو/كانون الثاني 2011) ، جاء تدخل الملكة بعد يومين من المباحثات مع عدد من كبار مستشاريها وقادة الأحزاب في البرلمان الهولندي ، إلا ان الإقتراح الذي حظي بالإجماع هو إجراء انتخابات مبكرة بدلا من تشكيل حكومة انتقالية تتولى إدارة البلاد ، وهو ما فوت الفرصة على الحكومة الهولندية من تعديل قرار سحب قواتها من أفغانستان ، والإلتزام بسحب القوات ، وهو ما حصل بالفعل ، وقد حذر الخبير العسكري الهولندي " روب ديفيك" في تصريحات للإعلام الهولندي من :"أن رفض طلب الأطلنطي سوف تكون له تداعيات سلبية بالنسبة لهولندا ، لأنه سيمثل إهانة لكل من سكرتير عام حلف شمال الأطلسي "اندروس فوغ راسموسن " ، ونائب الرئيس الأمريكي " جو بايدن" الذي كان يؤيد هذا الطلب" ، بينما أعرب وزير الدفاع الهولندي عن خشيته من ان تدفع بلاده ثمنا باهظا لهذا الموقف السياسي ، مثل تقلص دور هولندا داخل حلف شمال الأطلسي ، وفشلها في الفوز بأي منصب مهم بين صفوف الحلف ، كما أعرب عن مخاوفه من أن ينطبق هذا ايضا على المنظمات الدولية الأخرى التي تنتمي هولندا الى عضويتها ، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي ، ان تأثيرات هذا الموقف ، على رأي صحيفة الأهرام اليومية ، 25 فبراير/شباط 2010، وان كانت تدور داخل هولندا حاليا في شكل أزمة سياسية ، فان البعض في حلف شمال ألأطلسي ، يخشى من أن تتجاوز حدود هولندا الى دول أخرى مشاركة بقوات في أفغانستان ، لأن ذلك ممكن ان يشجع على زيادة مطالب المعارضين لمشاركة قوات بلادهم في الحرب في أفغانستان ، باتخاذ نفس موقف نائب رئيس الوزراء الهولندي في التمسك بعدم تمديد فترة بقاء قواتهم في أفغانستان " ، وهو ما حدث فعلا حينما حذت فرنسا وكندا والمانيا حذو هولندا في سحب قواتها من أفغانستان .
كان لقرار الحكومة الهولندية سحب قواتها المقاتلة من أفغانستان ، وذلك بعدم تجديد فترة وجود قواتها المقاتلة هناك ، وقعه الكبير والمفرح على حركة طالبان الأفغانية ، التي سارعت الى الترحيب باتخاذ القرار التاريخي ، بل وهنأت الشعب الهولندي على هذا القرار الشجاع الذي جاء لمصحة الشعبين الأفغاني والهولندي معا ، فقد صرح الناطق باسم حركة طالبان الأفغانية في غرب وجنوب أفغانستان ، "قاريء يوسف أحمدي" :" نريد أن نهنيء من كل قلوبنا موطني وحكومة هولندا لما تحلو به من شجاعة لإتخاذ هذا القرار المستقل ، ونأمل ان تقتدي الدول الأخرى التي تنشر جنودها في أفغانستان بمثال الهولنديين وان تسحب قواتها ، وإننا ندعوا مجددا الدول الأوروبية التي تنشر جنودا في أفغانستان الى مغادرة البلاد ، لأنها ليست حربكم بل حرب الولايات المتحدة التي تبحث عن تحقيق اهداف إمبريالية في العالم ، وخاصة في هذه المنطقة (الاسلام اليوم،29 يوليو 2010) .
اما استراليا ، فهي من الدول التي اعلنت بكل قوة ووضح عن دعمها اللامحدود للقوات الأمريكية في حربها ضد ما تسميه بـ"الإرهاب في أفغانستان " ، وكان رئيس الوزراء الإسترالي "جون هوارد" قد أعلن في (17 اكتوبر /تشرين الأول 2001م) ان بلاده ستسارع في ارسال الف وخمسمائة وخمسين جنديا مقاتلا وعتاد عسكري للمشاركة في العمليات القتالية والعسكرية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ضد حركة طالبان الأفغانية ، وقد صرح " هوارد" :" أن تلك الخطوة تُمثل مرحلة جديدة ومهمة من مشاركة الجيش والشعب الأسترالي في الحرب ضد"الإرهاب" ، حسب وصفه للحرب على أفغانستان ، وقال:"إن قرار إرسال القوات أتُخذ إستجابة لطلب تقدم به الرئيس الأمريكي "جورج دبليو بوش" ، معترفا بمخاطر المهام التي ستكلف به القوات الاسترالية ، وان الخوض في حرب يحمل دائما مخاطر سقوط ضحايا ، وفي حالة أفغانستان فإن المخاطر كبيرة ، وإن قواتنا ستتوجه للقتال يإسم "إستراليا" " ، ولهذا القرار بادر البيت الأبيض لتقديم الشكر لرئيس وزراء استراليا على ما قدمه من دعم للولايات المتحدة في حربها ضد "الإرهاب" (بي بي سي ، 17 اكتوبر /تشرين الأول 2001م) .
يبدو ان الإدارة الاسترالية وقعت في تظليل الراي العام الاسترالي الذي ما كان يعرف بالضبط لماذا ذهبت قوات استرالية عسكرية لمقاتلة حركة طالبان الأفغانية ، ولا يدري ما هي الأهداف التي ستحققها تلك القوات هناك ، وقد ظهرت الاحتجاجات على الحرب في أفغانستان في عهد رئيس الوزراء "جون هوارد 11 مارس 1996- 3 ديسمبر 2007 " ، وتصاعدت تلك الاحتجاجات في عهد رئيس الوزراء الجديد " كيفن رود 3ديسمبر 2007- 24يونيو 2010" ، وفي عهده ، وتحديدا في مؤتمر "أدنبره الجديد " كيفن رود 3ديسمبر 2007- 24يونيو 2010" ، وفي عهده ، وتحديدا في مؤتمر "أدنبره Edinburgh" لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي ، بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2007، جاءت المفاجأة الكبرى التي صدمت معظم وزراء دفاع الناتو المجتمعين في المؤتمر ، وفي مقدمتهم وزير الدفاع الأمريكي " روبرت غيتس" ، كما ورد في "صحيفة ذي استراليان The Australian " ، حينما أصدر وزير دفاع استراليا " جويل فيتزجيبون " ، حينما أصدر وزير دفاع استراليا " جويل فيتزجيبون Joel Fitzgibbon "، تحذيرا شديد اللهجة خلال اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي المنعقد بخصوص الحرب على أفغانستان ، ووفقا لتلك الصحيفة ، فقد حذّر وزير الدفاع الاسترالي دول منظمة حلف شمال الأطلسي وقوات الاحتلال الأجنبية في أفغانستان ، بضرورة إجراء فحص دقيق على البرامج العسكرية والمدنية واحداث تغييرات شاملة لو أن هناك رغبة حقيقية في مواجهة حركة طالبان الأفغانية " ، وبعد عودة وزير الدفاع الى استراليا ، صرح في مؤتمر صحفي :" أن حكومة بلاده السابقة التي كان يرأسها"جون هوارد" كانت تحاول تصوير أن هناك تقدما يتم إحرازه في أفغانستان ، لكن الواقع يُكذب ذلك تماما " ، مُعلنا في تصريح خطير :" نحن قد نفوز في بعض المعارك في أفغانستان ، لكننا نخسر الحرب من وجهة نظري ، فصحيح أننا نجحنا في إبعاد طالبان عن العديد من المناطق ، لكن هذا لم يكن له أي ثقل استراتيجي على المدى الطويل ، ولم يتمكن من مواجهة حركة طالبان " ، واطلق تصريحا فيه سخرية بحركة طالبان :" أنه في الوقت الذي حقق به حلف شمال الأطلسي وقوات "إيساف" نجاحات في الدوس على الكثير من النمل "يقصد حركة طالبان" ، إلا أننا فشلنا في التعامل مع عش النمل " while we stomping on lots of Ants ,we have not been dealing with the ants nest" ، ومع تلك التصريحات الجريئة التي خالفت كل التوقعات ، الا ان وزير الدفاع الاسترالي " جويل فيتزجيبون" أكد في 30 يونيو /حزيران 2008 ، أن استراليا ملتزمة بمساعدة أفغانستان على المدى الطويل ، وأن هذا الإلتزام ليس مهما فقط للأمن العالمي ، بل لأمن استراليا ايضا" ، وبعد تقلده منصب وزير الدفاع الاسترالي الجديد في 9 يونيو/حزيران 2009 ، أعلن وزير الدفاع " جون فولكنر John Faulkner " عن عزم بلاده وضع خطة لتقصير فترة بقاء القوات الاسترالية في أفغانستان الى أقصر فترة ممكنة ، مُعترفا أن هذه الخطوة قد تتعارض مع خطة قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان لزيادة قواتها المتواجدة هناك ، حيث أتت تصريحات "فولكنر" في وقت تتجه فيه الولايات المتحدة وحلف الناتو الى رفع عدد قواتها المشاركة في الحرب في أفغانستان ، وبالتزامن مع التحذير الذي أطلقه قائد القوات الأمريكية وعمليات الناتو في أفغانستان الجنرال" ستانلي ماكريستال" من هزيمة القوات الدولية في أفغانستان ، ما لم يتم رفع حجم قوات الناتو والإيساف لمواجهة صعود حركة طالبان ".
بلدية الرصيفة تبدأ مشروع إعادة إحياء المتنزه الوطني
الأمن العام يهنئ أبناء الطوائف المسيحية بالأعياد المجيدة
عطية الميت في المنام خير أم شر
الوحدات يودع دوري أبطال آسيا 2 بعد خسارته أمام الوصل الإماراتي
كأس إفريقيا .. خطأ فادح بمباراة مصر وزيمبابوي يثير السخرية
إحالة 16 شخصا أثاروا النعرات الدينية والطائفية لمحافظ العاصمة
الجيش يدمر أوكارا لتجار أسلحة ومخدرات على الواجهة الحدودية الشمالية
الجيش يُحّيد تجار أسلحة ومخدرات على الواجهة الحدودية الشمالية للمملكة
خبر وفاة عايدة رياض يهز مواقع التواصل والنقابة تعلق
واقعة الفجر تثير الجدل .. خلاف بسبب ارتفاع صوت القرآن بالمسجد
غضب في المغرب بسبب مشاركة محمد رمضان بأغنية بطولة إفريقيا
ولي العهد يهنئ بعيد الميلاد المجيد
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
يوتيوب يعود للعمل بعد تعطله لآلاف المستخدمين
القضاء على داعش .. مسؤولية جماعية
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية
الطب الشرعي يكشف سبب وفاة شاب مفقود في الكرك
حوارية في اليرموك بعنوان المدارس اللسانية المعاصرة
بدء الامتحانات النهائية للفصل الأول لطلبة المدارس الحكومية
اعلان توظيف صادر عن صندوق المعونة الوطنية .. تفاصيل
اعلان مقابلات صادر عن وزارة التنمية الاجتماعية - أسماء
توصيات اللجنة المالية في الأعيان بشأن الموازنة العامة
انطلاق فعاليات أولمبياد اللغة الإنجليزية العالمي للجامعات 2025


