الثعلب ونحن وجون كيري !

mainThumb

09-02-2014 10:34 AM

إلى كل من يتسنى له الجلوس على طاولة المفاوضات مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي وطاقمه, ليستمع لإطار المرحلة القادمة حول موضوع حل القضية الفلسطينية بما فيها القدس والحدود واللاجئين, أن يتذكر وعد بلفور, ورسائل الطمأنينة في رسائل مكماهون للشريف الحسين بن علي, ووديعة اسحق رابين لطمأنينة ياسر عرفات, ووثائق مؤتمر مدريد... وغيرها من التعهدات الكثيرة السابقة ! آملا منهم قبل أن يذهبوا هذه المرة, أن يحصنوا ملفاتهم بنسخة من قصيدة الثعلب, وهي قصيدة ذات دلالة ومغزى, وثقها إلينا وللأجيال من بعدنا,      أمير الشعراء, المرحوم احمد شوقي, في رائعته الخالدة برز الثعلب يوما : التي نصحنا بموجبها أن لا نثق بماكر, أو بمن يضمر السوء حتى لو لبس قبعة المتقين الناصحين والسياسيين المتحذلقين. والقصيدة المنقولة عن الشاعر تقول:

برز الثعـــــــلب يوما... في ثياب الواعظــــــــــــين.

فمشى في الأرض يهـــدي... ويســـب المــــــــــــاكرين.

ويقول: الحـــــــمد لله... إلـــــــــه العــــــالـمــــــــــــين.

يا عــــــــــباد الله توبوا... فهو كهــــــــــف التـــــائبين.

وازهدوا في الطير إن... الـعيش عيش الزاهـــدين.

واطلبوا الديـــك يؤذن...  لصـــلاة الصــــــــــــبح فينــا.

فأتى الديك رســــــولا...  من إمــــــــــام النــــاســــكين.

عرض الأمر عليــــــه... وهـــــو يرجـــــــو أن يلين.

فأجـــــاب الديـك عذرا...  يا أضـــل المهـــــتدين.

بلـــــغ الثعلب عنـــي... عن جـــــــدودي الصالحـــــين.

عن ذوي التيجان ممن...  دخــــــل البطــــــــن اللعين.

إنهم قــــــــــالوا, وخير القــــــول... قــول العــــــارفين.


 مـــخطـــئ من ظن يومــــا.... أن للثعــــــــلب ديـــنا.


مخطئ من ظن يوما... أن للساسة دينا ! ما يريده كيري باطل في يقيننا وثقافتنا وهويتنا, وهو تثبيت نقاط معينة على الطريق في صالح إسرائيل ومنها: الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل, التحايل على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وخلط الأوراق ما بين الأردنيين والفلسطينيين, على الأرض, والبحث عن كبش فداء يوقع معه وإسرائيل وثيقة ملزمة لمستقبل القضية, في خضم تهاوي أمل المواطن في ديارنا بأي مستقبل واعد ! أما الرد فينبغي أن يكون: مستر كيري, نحن نمثل خمسة عشر مليونا من الأردنيين والفلسطينيين, بلحمهم ودمهم ومعاناتهم, كلنا أردنيون من اجل الأردن وكلنا فلسطينيون من اجل فلسطين, القدس قدسنا والنهر نهرنا والغور غورنا ولن نوقع إلا على ما تقبله الأجيال من بعدنا. نحن نؤمن بالعيش المشترك فيما بيننا ... وهذه التفاهمات سوف تودي بمستقبل وجودنا, وفي أمن وأمان الأردن الدولة والمجتمع, ولن تؤدي لحالة آمنة على أرض فلسطين ولا إلى قيام دولة للفلسطينيين.مستر كيري, أشرب قهوتك وعد من حيث جئت, نحن لسنا على عجل من أمرنا, ومن صبر عقود يصبر غيرها, وربيعنا ما زال يانعا ولم يزهر بعد في أوطاننا, ولا نعرف أوله من آخره ! مستر كيري سعدنا بسماع إطارك وأطروحاتك ليس لديك ما يقنع شعوبنا.        



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد