زمن الأمية

mainThumb

11-02-2014 10:17 AM

أستيقظ باكراً للذهاب الى عملي و أتوقف  على الاشارة  أنتظرها أن تفتح فيأتي  في هذه الاثناء طفل ليدق على نافذة السيارة ،حتى يبيعني العلكة ،في هذا الوقت من الصباح يجب ان يكون هذا الطفل جالساً مع بقية الأطفال على مقاعد الدراسة ،لكنه عوضاً عن ذلك يلف بين السيارات يطلب من سائقي المركبات الشراء منه ،و اعطائه ما فيه النصيب،فهذا يشتري منه وذاك يصرفه من خلف الزجاج دون ان يتعب نفسه بفتح النافذة .


في يوم توقفت على الاشارة  كالعادة  و قررت أن اتعرّف على هوية هذا الطفل و تحدثت معه لحين انارت الاشارة بالاخضر ،و كنت مسبقاً قد رسمت مساراً لحياة هذا الطفل ، فهو طفل سوري من حمص وهو في التاسعة من العمر ،يبيع العلكة لينفق على أمه و اخوته و كذلك والده العاطل عن العمل .


في ساعات الصباح البارد يسير هذا الفتى وهو يرتدي ملابس خفيفة بين السيارات طارقاً كل النوافذ و سيبقى السؤال لماذا دولنا العربية لا تهتم بمسألة التعليم فقبل أيام حضرت مشهداً مصرياً أفزع كل من شاهده ،و كان المشهد لعدد من سكان الصعيد لا يقرأون و لا يكتبون و لا يستطيعون قراءة الفاتحة و لا يعرفون من هو خاتم المرسلين،ما مستوى التجهيل الذي وصل اليه هؤلاء ،و تعجبت و أخذتني الافكار الى جانب تفشي الامية و نحن في القرن الحادي والعشرين .


طفلٌ من ضمن أطفالٍ منكوبين ممن هجّروا وقتلوا فهل  يهجرون المدارس أيضاً و نعتبرها من الامور الخارجة عن السيطرة كوننا لا نعلم كيف نؤمن لهم التعليم المناسب فما هو الحل و كيف لنا أن نجلس مكتوفي الأيدي ونحن نرى أطفالاً يسيرون على طريق الأمية ،فما رأيكم في هذا دام فضلكم .
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد