ثورتا مصر بعثرتا مخططات الهيمنة - 5

mainThumb

28-02-2014 02:04 PM

تمكن الإخوان, في ثورة يناير, بعد أن نزل الجيش على الشارع بطلب من الرئيس مبارك,لطمأنة الناس,وتمهيدا  لنقل السلطة إلى الجيش ,الذي أدار شؤون البلاد بتفاهم مع قادة الجماعة ,ًمن حكم مصر, ,ولكن لم تنقض سنة من عمر ذلك الحكم حتى سقط سقوطا مدوياً.أذهل سقوط الحكم,الإخوان والجماعات الملتفة حولهم والأحزاب التابعة لهم التي تنتحل أسماء أخرى تمويها وتضليلا وكل من ساندهم وتدثر بغطائهم وغفي على مفارشهم الوثيرة.

ويمكن تلخيص أسباب السقوط المريع لحكم حركة جاوز عمرها الثمانين عاما من العمل العلني والسري بتنظيم صارم من الطاعة, مدعومة بتنظيم عالمي,وتمتلك ثروة مالية ضخمة في مجموعة من الملاحظات التالية :


-    بناء علاقة مباشرة مع الإدارة الأميركية,منذ عام 2005 وما قبله,(وقد سبق لنا أن بينا في مقالين على صحيفة السوسنة ,حول تقرير مجلس العلاقات الخارجية الأميركية الذي اعده فريق عمل رأسته السيدة مادلين أولبرايت ,وكان عنوان التقرير : دعما  للديمقراطية العربية لماذا وكيف ؟! الصادر في عام 2005,والمنسب به ضرورة مشاركة الإخوان المسلمون والتيارات الإسلامية في الحكم في كل من مصر وتونس...... ) وكان ذلك مقدمة التنفيذ الفعلي للمخطط الأميركي الذي استجاب الإخوان وحلفاؤهم من المتأمريكين بحماس وثقة. ولا ننسى التذكير بما قاله الدكتور سعد الدين ابراهيم بقيامه بالتوسط لدى الإدارة الأميركية لفتح حوار مع قيادات الجماعة في مصر والاتفاق على الأسس العامة التي تحقق مصالح الطرفين!!,ويستحق أن نذكر أنفسنا بالمصلحة المباشرة التي تربط أميركا بقوى الاحتلال الصهيوني

    لم يستسغ الشارع المصري بناء تلك العلاقة بين أميركا وبين حركة الإخوان المسلمين التي ادعت,طوال ثمانية عقود العمل من أجل تحرير فلسطين ( من رجس أحفاد القردة والخنازير – حسب تعبير الدكتور محمد مرسي العياط,وهو تعبير مرفوض عربيا لإنه مبني على الشتيمة والعنصرية التي تحكم عقول الصهاينة وليس العرب) ومن أجل مستقبل الناس وخيرهم ,وإذا بها تتنازل عن قضاياه الأساسية الوطنية منها والمعاشية.وترك ذلك غصة في حلق القوى الوطنية والناس الطيبين الذي لم تقبل ضمائرهم التصالح المفاجئ والمستهجن مع العدو الصهيوني,هكذا مقابل كرسي حكم أو مركز سلطة مشتهاة.

-    تبين للناس في مصر خاصة وفي الوطن العربي عامة,نكوث الإخوان في مصر بوعودهم السياسية,حيث أن نهمهم للسلطة لم تستطع ادعائاتهم بعدم ترشيح إخواني للرئاسة,وبالحصول على نسبة محددة من مجلس الشعب,أن تبرر القيام بعكس ما وعدوا به,فأطلق عليهم المصريون صفة (الإخوان الكاذبون).من جانب آخر,لم يتطرق الإخوان إلى معاهدة كامب ديفيد التي ظلوا يطالبون بإلغائها,ويتهمون من قاموا بالموافقة عليها بتهم شخصية ووطنية شتى.ولم يذكرونها في أي مناسبة من المناسبات الساسية وفي محال الحديث عن العلاقات مع دول العالم,بل أكدوا التزامهم الاتفاقيات التي وقعتها مصر واحترامها وشملت تلك الاتفاقيات اتفاقية كامب ديفيد!!؟؟

-    تولد من نتائج التصرفات البهلوانية الممارسات التي قام بها الدكتور محمد مرسي العياط,في بداية إعلان النتائج التي فوزته على منافسه الفريق أحمد شفيق,انطباع عام سيئً.إذ تلهف الدكتور مرسي بطلبه زيارة القصر الذي سيحكم منه قبل موعد تسلمه مقاليد الحكم- الرواية للسيد محمد حسنين هيكل- ثم التردد في أداء القسم الدستوري أمام المجلس القضائي,والبحث عن مخرج لذلك,وبعد أن فشلت تلك المحاولات الساذجة والمحيرة إلى أداء القسم ثلاث مرات,مرة في خطاب حماسي عام من ميدان التحرير,ومرة في جامعة القاهرة,الثالثة أمام الجهة القضائية الدستورية,وهذا ولد لدى الناس,مشاعر سلبية إزاء سلوك رئيس مصر المرتبك والمتردد( نسميه في الأردن سلوك ولدنه).ومن الطريف أن مرسي بخطابه الحماسي الانفعالي غير قال للمصريين أن بابه مفتوح لاستقبالهم في أي وقت والاستماع لشكاواهم,فصدق البسطاء منهم المقولة,وعندما ذهبوا وجدوا الأبواب موصدة  في وجوههم وبقوا ينتظرون عند باب القصر على أمل لقاء الرئيس دون جدوى, ثم أخذ موظفو القصر طلباتهم المكتوبة خطيا وبقيت بالطبع دون إجابة.

-    اتضح عجز الإخوان في مصر عن فهم طبيعة السلطة وأسلوب الالتزام بألف باء الحكم في بلد مثل مصر العريقة الحضارة والخبرة في النظم الإدارية والسياسية.وكان إصرار الإخوان على الخلط بين قيادة التنظيم وبين قيادة السلطة قد أسقطهم في وهم تأسيس نظام حكم في بلد عريق برؤوس ثلاثة : المرشد العام ونائب المرشد العام المشرف على التنظيم الموازي (السري المسلح) ورئيس الحزب الذي أسسه الإخوان ,هو حزب العدالة والتنمية وأطلقوا عليه توصيف الذراع السياسي للإخوان,ورئيس الجمهورية, وذلك كبديل عن حكم المؤسسات الثلاث المعروفة والتقليدية  وهذا الرئيس,مجالس الأمة (النواب والشورى في مصر) والحكومة .وهذا ساق إلى ارتباك في أداء السلطة,وإلى تشويه هيبة الدولة والرئيس ورئيس الوزراء والوزراء.

-    تم تعيين رئيس وزراء ضعيف الشخصية وبخبرة محدودة,ميزته أنه ينفذ ما يُطلب منه فعله,وكانت تركيبة الوزارة,على عكس ما كان يعد به الإخوان من ادعائهم ووعدهم بتأليف حكومة مشاركة وطنية.وكانت الحكومة المشكلة مفاجأة أخرى للقوى السياسية المصرية,وهي تركيبة تفتقد الخبرة والتجانس,واتصف بعض الوزراء من الإخوان بالرعونة والاستخفاف والتكبر والتفرد,مثل وزير الإعلام  الذي أعوزه الصدق في أكثر من حالة وقعت,ووزيرالثقافة الذي اتخذ قرارات عزل مدراء في الوزارة قبل الوصول إلى مكتبه في الوزارة!!.ولم يتمكن من أداء واجبه بعد إضراب الموظفين والمثقفين الجريء والذى تحدى الحكومة وأفشل الوزير.وكان الرضى على أداء الوزارة يقتصرعلى قيادة الإخوان فقط متجاهلين تكرار الدعوات لتغيير الوزارة وتعيين شخصية تليق بمصر كرئيس للوزارة ,,وشعرالمصريون ببعض الخجل من شخوص الوزارة وسلوكهم وتصرفات البعض الإخواني منهم,على اعتبار أن مصر تستحق أفضل من ذلك بكثير,وهو اعتبار حقيقي لسمعة مصر التاريخية على مختلف الصعد التي تليق بها وبدورها العربي والإفريقي والدولي... وللحديث تكملة  



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد