يوم المرأة العالمي

mainThumb

09-03-2014 10:21 PM

في الثامن من آذار من كل عام يصادف اليوم العالمي للمرأة وسط احتفالات كثيرة ولقاءات متلفزة تتحدث عن هذا اليوم العظيم ومكانته في التاريخ ، والمرأة ليست مجرد نصف المجتمع فقط والذي لا يعرف قيمتها إلا عندما تساق من الرجل في حفلات الانتخابات لتدلي بصوتها كرقم وليس قيمة ، وفي أغلب الأوقات يكون هذا الصوت لرجل ربما هي غير مقتنعة به ولا قيمتها في البيت كربة أسرة فقط.

ولكن قيمة المرأة الحقيقة تنطلق من الشراكة في الحياة وبكل شيء ولأن المرأة في وطننا لا زال وضعها الاجتماعي دون المستوى المطلوب نحن لا زلنا مجتمعات ذكورية متخلفة ولا زالت فلسفة المجتمع وكل نشاطاته ذكورية حتى لا نخدع أنفسنا .
لذلك تخلفنا عن المجتمع الإنساني وأصبحت مكانتنا دونية بين الأمم والشعوب الأخرى .

كما أن هذه القضية الإنسانية الأكثر من اللازم والسياسية الأكثر من اللازم طالما استغلها أعدائنا للتنكيل بمجتمعنا وإفساده من خلال هذه القضية المركزية والتي لم تأخذ للأسف  ما تستحقه عربيا من اهتمام ولا زالت حقوق المرأة في وطننا العربي في أدنى اهتمامات المجتمع ، حتى أن بعض الإمارات والمشيخات الظلامية أصبح أن  مجرد قيادة المرأة لسيارتها يعتبر انجاز العصر ونضاله ، حتى للنخب المثقفة في تلك المجتمعات التي لا زالت بدائية رغم تطاول البنيان ، وتعمل أيضا تلك النخب تحت الأرض نظرا لتخلف تلك المجتمعات .

إن قضية المرأة ليست سياسية فحسب ولكنها قضية أمن قومي على مستوى كل الوطن العربي واختراق مجتمعنا من أعدائنا وخاصة الأمريكان الصهاينة والغرب عموما يأتي من خلال هذه القضية الإنسانية التي أصبحت تجارية من قبل بعض الناشطات اللواتي يمّولن من دول استطاعت التأثير على بعضهن بقضايا المرأة لدرجة أن بعضهم تحول من مناضلات محترمات لمجرد أبواق لنقل ثقافة الآخر على مجتمعنا حتى أصبحت تلك الشرائح قليلة جدا بفضل وعي المرأة العربية ولكن الخطر من هؤلاء كبير جدا وصوتهن عاليا ومسموعا في الكثير من المحافل التي تتبنى هذه الطروحات ، ولذلك سيبقى مجتمعنا مهددا بأمنه الوطني إذا لم نتحرك لإفشال تلك المؤامرات ،وعلينا أن نعطي المرأة حقها ودورها من خلال تمكينها من الانخراط في العمل العام وتحفيزها لذلك وتعرية سماسرة الغرب من الطابور الخامس الذين نجحوا في إيجاده بوطننا وبالطبع لا اقصد الجميع ولكن ما اقصده يعرفه القاصي والداني ولم تعد هناك أسرار وخفايا في هذا الموضوع الحساس جدا والإنساني جدا.

قضية المرأة وأهميتها يجب أن تأخذ حقها في الأولويات فهي ليست صراعا مع الرجل أو المجتمع كما يصوره البعض ولكنها قضية الضرورة المهمة ، وليس معقولا  لأي مجتمع إنساني أن يتقدم ونصفه الآخر معطل إلا إذا أردنا أن نكون مثل النعامة التي تخفي رأسها في التراب وجسدها كله ظاهرا ومكشوفا .

إن قضية المرأة سياسية وأخلاقية ووطنية وقومية لكل أمة تحترم نفسها وتريد أن تتقدم ، هذه القضية ستبقى كالخنجر المسموم في ظهورنا  إذا لم تحل بشكل طبيعي وأن تعطى المرأة نفس الفرصة مع الرجل  ولكن ليس من خلال الكوتات الهزيلة كما فعلت حكومات السلب والنهب الأردنية تلك الكوتات الهزيلة  التي لم تفرز إلا أسوأ النماذج للمرأة مع احترامي لأسماء لا تتجاوز اليد الواحدة أو أقل .

قضية المرأة هي قضية أمن وطني وقومي ولذلك دعونا نعمل معا لنجعل من هذا اليوم من الثامن من آذار مناسبة حقيقة لتمكين المرأة وإيصالها للأفضل وأن يكون مقياسنا في كل ذلك الكفاءة وليس الجنس أو اللون أو الدين ، نريد إفراز نماذج مشرفة للمرأة الأردنية على غرار المناضلة الكبيرة توجان فيصل حيث لدينا الآف النساء بكفاءة توجان ولكن لم تمكنهم الظروف ، نريد أن يكون يوم المرأة ساعة للعمل والنضال وليس للاحتفالات والكلام الرنان الذي لا يقدم ولا يؤخر،  والمرأة هي قضيتنا ويجب أن تكون من صميم عملنا ونضالنا من أجل وطننا وأمتنا  العربية الواحدة التي لا تتجزأ بحقائق التاريخ والجغرافيا.

Alrajeh66@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد