في استشهاد زعيتر .. عطوة سياسية بنكهة عشائرية
عندما أقدم الجندي الإسرائيلي على قتل المواطن الأردني القاضي رائد زعيتر، والذي سقط شهيد ا على الأرض الفلسطينية المحتلة ، إثناء زيارة الشهيد إلى مسقط رأسه مدينة نابلس في الضفة الغربية ، وما أن انتشر خبر استشهاد القاضي زعيتر حتى عم الغضب وسط الشارع الأردني ، والشارع الفلسطيني ،وان كان غضب الشارع الأردني هو ما يعنيني هنا .
بعد انتشار الخبر وسط النخب النقابية والسياسية ، حتى بدأت فورة الدم لديهم وصبوا غضبهم على الحكومة ، وشمل هذا الغضب مجلس النواب الذي سارع معظم أعضاؤه إلى البحث عن أي وسيلة ، ليوصل شجبه واستنكاره لما حدث ، واجزم أن معظمهم بدأ يفكر بخطبة نارية يلقيها تحت قبة المجلس ، أو كلمات يقولها أمام أي وسيلة إعلام ، فقط ليحاول استرضاء الشارع الأردني الذي غضب أولا، وكان أصلا غير راضي عن أداء مجلس النواب ولازال ، رحم الله شهيد الأمة القاضي رائد زعيتر.
أقف هنا بعد حديث وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة ، في إحدى البرامج على التلفزيون الأردني ، عندما تحدث معاليه عن مصلحة الأردن العليا ، وكيف أن مصلحة الوطن العليا ومكانتها الدولية ، كانت هي الغاية حتى لا تنجر الحكومة تحت مصطلح فورة الدم ، فترضي بعض النخب السياسية ، ولكنها قد تؤثر سلبا على مصلحة الأردن العليا .
أعتقد وغيري الكثيرين ، بأن ثورة الغضب لدى مجلس نوابنا لم ولن تتعدى الزوبعة في فنجان ، لأن تاريخنا معهم طويل ، كنت أتمنى أن يتم دعوة المجلس إلى عقد جلسة طارئة مباشرة فور استشهاد القاضي الأردني ، لا أن تعقد الجلسة في اليوم الثاني ، فالحدث أحق بأن تعقد له جلسة طارئة لبحث أولويات رد الفعل اتجاه ما حدث ، لا أن تصبح ردة فعل النواب مأخوذة من الشارع ، فأنا أدرك بأن الشارع الأردني لو كانت لديه الثقة المطلقة بمجلس نوابه ، لما غضب بهذا الشكل ، وترك نواب الأمة يتصرفون لأنهم الأولى بذلك .
إن الحكومة وبكل تصريحاتها التي تلت الحادث الأليم ، كانت رافضة وبشدة ، ومستنكرة لما حصل ، وقد عبرت عن غضبها واستنكارها بالطرق القانونية والدبلوماسية ، التي تفرضها الأعراف الدولية ، وقد حققت الهدف بذلك ، وهو إجبار إسرائيل على الاعتذار ، وهذا السلوك لم تعتاده إسرائيل فهي تقتل وتنتهك الأعراف ، ولكنها لا تعتذر .
وفوق اعتذارها انصاعت إسرائيل كذلك لطلب الحكومة بأن يتم تشكيل فريق تحقيق مشترك ، للوصول إلى حقيقة استشهاد القاضي الأردني زعيتر، وبعد ذلك تابعنا جلسة مجلس النواب ، وإجماع النواب على مطالب ثلاثة ، جاءت كما يلي :- طرد السفير الإسرائيلي ، وسحب السفير الأردني ،وإطلاق سراح الجندي احمد الدقامسه ،وإعادة النظر باتفاقية وادي عربة .
وقام المجلس بإعطاء الحكومة عطوة لمدة أسبوع للرد على مطالب مجلس النواب ، وكأن الحكومة هي صاحبة الدم المهدور عند مجلس النواب ، فاغلب النواب طرحوا شروطهم ومطالبهم أمام الشعب لاسترضائه ، لكنهم لم يضعوا مصلحة الأردن العليا أمامهم .
وهل تحقيق هذه المطالب يحتاج لمهلة أسبوع مثلا، يعطى كعطوة للحكومة ،وكأن الحكومة تمثل الطرف الأخر المطلوب بالدم ، أعتقد أن مصلحة الأردن العليا هي الأولى على كل القضايا ، صدقوني حتى لو كان الشهيد بيننا لوقف مع مصلحة الأردن العليا ، ولما دعا إلى وضع الأردن الممثل بحكومته في زاوية ضيقة أمام الشعب ، والكل يعرف الحقيقة وان كان يكره سماعها .
أخيرا أدعو الله أن يتقبل فقيد الوطن مع الشهداء وأن يسكنه فسيح جناته ، وأتمنى أن نفكر جليا بمصلحة الوطن العليا ، سواء كنا نوابا أو أعضاء في الحكومة ، أو من عامة الشعب ، وأن تكون لدينا الثقة المطلقة بحكومتنا وبقدرتها على التصرف مع هذه القضية بشكل يحفظ كرامة الأردنيين ويحافظ على مصلحة الأردن العليا ، دون أن نجعل من الحكومة خصم لنا وكأنها مسؤولة عن مقتل القاضي زعيتر، وبالتالي نفرض عليها شروط ونمنحها عطوة لمدة أسبوع لتنفيذها .
وفي النهاية أقول إن لم يكن عند النواب ثقة بقدرة الحكومة على معالجة هذه القضية ، فليتم طرح الثقة بها وبدون مزاودات ،وان كان المجلس يرى نفسه بأنه عاجز عن تحقيق طموح الشارع الذي أوصله إلى قبة المجلس ، فليستقيل هو أيضا ، فمصلحة الأردن العليا هي الأساس قبل كل شيء فلسنا بحاجة إلى إعطاء عطوة ومن ثم تتبعها صلحة ، وفي النهاية تنتهي القضية بدون تحقيق نتيجة وكأنها لم تتعدى ((زوبعة في فنجان )).
اتفاقية لتركيب أنظمة تسخين شمسية في 33 مستشفى حكومي
10 قتلى وجرحى بحادثة إطلاق نار في مدينة سيدني الأسترالية
اربد: حفل تكريمي لنخبة من حملة شهادة الدكتوراة
الأوقاف تعقد امتحانها السنوي بمنهاج الوعظ والإرشاد
استقرار أسعار الذهب في الأردن الأحد
توجيهات حكومية عاجلة لوقف بيع مدافئ الشموسة
الأردن والأمم المتحدة عقود من الشراكة الداعمة لفلسطين والقدس
وفاتان بحادث سير مروع على طريق جابر - الرمثا
فلسطين النيابية: المستوطنات الإسرائيلية الجديدة انتهاك للقانون الدولي
الدفاع المدني: تشابه وسيلتي التدفئة في حادثي الزرقاء ومأدبا
المواصفات والمقاييس: المدافئ المتداولة محلية ولم تُسجل عليها حوادث سابقًا
وزير الصناعة: ملف المدافئ سيُحال للقضاء فور اكتمال التحقيق
تشيلي تنتخب رئيسها وترجيحات بفوز اليمين المتطرف
ميسي يعلّق على مواجهة الجزائر والأردن في مونديال 2026
سوريا وفلسطين إلى ربع النهائي كأس العرب .. خروج تونس وقطر
بلدية أم الجمال تعلن عن وظائف في شركة تغذية
وظائف شاغرة في وزارة العمل والأحوال المدنية .. تفاصيل
فصل نهائي ومؤقت بحق 26 طالباً في اليرموك .. التفاصيل
إطلاق أطول رحلة طيران تجارية في العالم
وظائف في الصحة وجهات أخرى .. الشروط والتفاصيل
اكتمال ملامح ربع نهائي كأس العرب 2025 .. جدول المباريات إلى النهائي
باراماونت تقدم عرضًا نقديًا مضادًا للاستحواذ على وارنر براذرز
توضيح حكومي حول أسعار البنزين والديزل
وظائف في مؤسسة الاقراض الزراعي .. الشروط والتفاصيل


