و إستيقظ المارد الأردني أخيراً

mainThumb

30-05-2014 05:28 PM

" فرض حشد المعلمين البارحة و في مشهد عفوي , مسمّاً مجازيّاً جديداً بات يُعرف بدوار المعلم بدلاً من مسمى الدوار الرابع , دلالة على مدى ما تمتلكه هذه النقابة من قوة هائلة تمكّنها من شل حركة البلد بأكمله فيما لو قررت تلك النقابة رفع شعار نعم للإصلاح "

كنت و ما زالت منذ بداية إنطلاقة الحراك الإصلاحي في الأردن قبل ثلاث أعوام تقريباً أنظر إلى مشروع نقابة المعلمين في وقتها  و إلى نقابتهم لاحقاً كواحدة من أهم , إن لم تكن الأهم , ممّن يشارك في تبنّي مطالب الإصلاح و مكافحة الفساد و دعم الحراك الاصلاحي و مطالبه المشروعة داخل الأردن .

و سأبقى متمسّكاً بمقولتي تلك , بأنه لو قدّر لنقابة المعلمين أن تكون بأيدي أمينة و صادقة منذ إنطلاقتها لتغيرت خارطة طريق الإصلاح منذ وقت طويل نحو فرض مطالب الإصلاح على الحكومة , لنتفادى بذلك الطرق الإلتفافية التي تجيد الحكومة السير في منحنياتها , و لقطعنا الشك بوعودها المتكررة بقين منظور .

كنت أنظر حينها إلى مشاركة النقيب الأول  " الرواشدة "  و الذي كانت صورته حينها تعكس تماماً صورة ذلك المعلم النموذجي الذي يعاني من الفاقة و التهميش , و هو محمولاُ على اكتاف زملائه من المعلمين المتظاهرين خلال المسيرات التي كانت تجوب وسط العاصمة عمان , و كنت أتسائل بيني و بين نفسي  ’ هل ثمن هذا الصوت المرتفع و الإندفاع المثالي السريع سيكون ثباتاً على مبدأ الإيمان بحق المعلم , أم  سيكون له ثمن أخر كمقعد نيابي أو ما شابه  , و بالفعل تحقق ما كنت أخشاه و كان ثمن ذلك الصوت مقعداً نيابياً للنقيب ,  و خفت بعدها صوت النقابة و أصبحت بلا تأثير يُذكر , كما كنت آمل و اتوقع و انشد لها  , الى أن أفرزت إنتخابات النقابة الأخيرة نقيباً جديداً , لا أعتقد مطلقاً , و مشهد الأمس كان عنواناً لذلك , لا أعتقد أن ثمنه سيكون مقعداً نيابياً أو سيارة فاخرة أنتجتها مصانع " ديملر كرايزلر " .

فنقابة المعلمين الأن شأنها شأن أي نقابة مهنية حرة  أخرى , يستاء معلموها الذين يشكلون العصب الحيوي للحراك الاصلاحي العشائري و لأحزاب المعارضة بالأساس , من إنتشار آفة الفساد و الترهل الإداري و البيروقراطية , و يطالبون , شأنهم شأن باقي الحراكات بالبدء بعملية إصلاح هيكيلية تطال جميع مؤسسات الدولة و أجهزتها و تشريعاتها .

فالمعلم هو مواطن أردني بالمقام الأول و يعاني مثله مثل باقي زملائه النقابيين و الحزبيون المعارضون و الحراكيون العشائريون الإصلاحيون من تهميش لدورهم و مشاركتهم في رسم مستقبلهم , خصوصاً و ان كرامتهم كادت ان تصل إلى الحضيض بسبب السياسات و الممارسات الحكومية .

ذلك المارد المُستيقظ أخيراً يضم ما لا يقل عن مائة و أربعين ألف معلم و معلمة , فلنا أن نتخيّل ماذا من الممكن ان يصنعوا و يُحدثوا فيما لو قرروا تريديد عبارة واحدة فقط لا غير " نعم للإصلاح ... لا للفساد ".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد