صحيفة السوسنة الأردنية

سلام من الله على الطيبات, سلام من الأبناء على الأمهات, سلام ومغفرة ورحمة على أمك الحاجة "شيخه العواد " واصلا إلى أمي الحاجة "مشاخص المليحان " ومن أقصى الشمال على مشخص الروسان إلى مشخص المجالي في الجنوب.

سلام الله على الأمهات المهربات عبر الحدود من سهل حوران إلى سهل حوران ! سلام موصول متصل بسلام, ورحمة تتابع مع رحمة على الطاهرات الصابرات العابدات الطائعات الفضليات.

سلام عليهن بعدد ما أنتج سهل حوران من السنابل وحبات القمح, سلام عليهن بعدد أرغفة الخبز المعدة مع تباشير الفجر حتى الشروق. سلام على أرواحهن وأجسادهن وأنفاسهن المعتقة برحيق الزعتر البري والنعناع البلدي وحب الأرض وطهر اللقاء. سلام على مسبحة نوى الزيتون اللامعة الدئرة في أيديهن منذ صلاة الضحى وحتى العشاء.

تغادر الحاجة أمك مكللة بالرضا إلى الرضوان مخلفة ارث شجي ومدرسة من الأبناء بينهم كاتب مجد مجيد, كتب فأوفى ونصح فأوعى وأضحك وأبكى القراء من الطره إلى الدرة وفي الإغتراب.

مقالتك يا احمد الخير وافية, سهلة ممتنعة, تسعد الجمهور وتغضب الموتور. كتب للأمة, وللربيع العربي "الآن فهمتكم" لشعب عربي لم يفهمه أحد, وإن فهمه هذا الأحد لا يطبق وإن طبق لا يجيد ! نعم, بمثل المرحومة والدتك ووالدتي أخي احمد تبنى مدرسة الأمهات الخالدات, وبفقدانهن نفتقد الرغيف البلدي وفطائر الكشك ورائحة افران الطابون ومنتجاته... ويفتقد الزعتر زيوته العطرية, ويفتقد زيت الزيتون بريقه وطعمه ورحيقة !

إلى الكاتب احمد حسن الزعبي