إن تنصروا الله ينصركم

mainThumb

14-07-2014 06:16 PM

 شارف هذا الشهر الفضيل على الإنتهاء و لا نعلم إن كنا سنلقاه  العام القادم أم لا، سيغادر و يترك جميع الأحداث المؤلمة بدأت بأحداث غزة التي أمطرت سماؤها بقنابل العدو الغاشم ،و لم ينفك عن الإطاحة بالمسلمين و يواصل محاولاته المتكررة وهاهو الآن بدأ يحصد مبتغاه غزانا في عقر دارنا دون أن ندري أو أن أهواءنا و رغباتنا ساعدته في ذلك ،العدو الإسرائيلي ليس مجرد قنابل تقصف غزة و تسفك دماء النساء و الأطفال و الأبرياء العزل ،بل هو غزو على الأخلاق،غزو على العقول ،جاء  رمضان و كما جاء سيرحل لن يترك فينا أي جديد ،البعض كان يفطر في نهار رمضان وأما الصلاة فهو خارج نطاق الخدمة ،يجلس في المقاهي يؤرجل و يترك الصلاة للأقلية التي تسعى لإرضاء الله،و نفسه المريضة التي تبحث عن التسلية والمتعة يقضيها مع النساء سواء  أكانت فتاة من الفتيات الملتزمات  ويسعى ليبعدها عن  القيم و الأخلاق التي تربت عليها ليشعر بالمتعة أنه جعلها تنحدر لمستواه اللا أخلاقي ،حقًا تصرف شيطاني و مريض،و إن أهملته و استعففت يقول عنها معقدة ، ويلتفت لطريقة أخرى حيث يبدأ باغوائها بقصص الزواج الوهمي حتى تلين و تلبي جميع رغباته وهناك فتيات لا يقبلن الإنحدار لهذا المستوى الوضيع  فتلقي به في سلة القمامة لأنه كالقمامة بفعله هذا ،و إما يبحث عن فتاة أو امرأة  تبادله نفس التفكير لينغمسان سوياً بالمعصية، أياً كانت هذه المعصية بجميع أشكالها،فالبعض يحلل ما حرمه الله ليبرر لنفسه أنه لا يخطئ ويستمر في امتاع نفسه و تغذيتها بالمفاسد ،و هذا يجعل العدوان الذي تحدثنا عنه يعطي مفعوله ، الشهر الفضيل لم يكن رادعًا للبعض لم يغير فيهم شيئا،لم يربي في أنفسهم الأخلاق الحميدة ،ولم يهذب نفوسهم المريضة بحب الشهوة والرفض التام من تركها فهذا ما تطلبه نفسه حتى يشعر بالمتعة و كأنه يضمن الحياة أثناء قيامه بالمعصية ،وهذا جزء مما زرعه العدوان الصهيوني في نفوس أبنائنا "أشبع رغباتك ودع الموت لأصحابه " و كأن الموت يستهدف أناس دون الآخرين ،قال تعالى (كلٌّ نفسٍ ذائقة الموت )صدق الله العظيم.

العدوان يبدأ من تربيتنا لأبنائنا منذ الصغر لم نعلّمهم الصلاة على وقتها لم نعلمهم الصبر على الجوع أثناء صيام رمضان لم نعلمهم مخافة الله لم نزرع فيهم قيم تكبر و تصبح صرحاً أخلاقيا ،جعلناهم أبناء الطبيعة لتربيهم أو ليأخذوا منها ما تشتهيه أنفسهم الأمارة بالسوء .
 
العدو غزا ضمائرًا نامت و بدأوا يشعرون أن أجسادهم لن تموت وتصبح عظاماً بالية ينخرها الدود بل بدأوا يعيشون حياتهم كأنها أبدية و أنهم لن يطالهم الأذى ،لم تعد مخافة الله أمام أعينهم .
 
(إن تنصروا الله ينصركم) الجوامع بصلاة الفجر فارغة و المقاهي لحضور مباريات كأس العالم عامرة ،شباب يرتدون بناطيل "الخصر الساحل" و هذه صفة قوم لوط و يتمايلون كما الفتيات ،و يبقى ممسكاً بهاتفه النقال كأنه أغلى من روحه فبداخله كل المتع،و عند سماع الأذان تنام قلوبهم  ،و نطلب النصر من الله و لا نعلم  أن النصر يأتي بعد أن نبدأ بتغيير أنفسنا .
 
 مواقع التواصل الإجتماعي هي أيضاً أحد الوسائل التي جعلت البعض يستخدمونها بشكل وضيع فبدأت تصرف البعض عن كل ما هو مفيد بدءً من العبادة و انتهاءً بصلتنا بأهلنا ،و البعض يستخدمها لنقل ثقافة "الزنا المقنع"وتبادل الدردشات المنحطة و الصور العارية  حتى أنها بدأت تصبح شيئا مستباح عند البعض .
 
نرفع أكفنا و نطلب النصر من الله و لابد أن نبدأ بنصر أنفسنا على شهواتها و أهوائها ،النصر قادم عندما تصوم الأمة الإسلامية جميعها دون أن نجد "مفطر النهار "الذي لا يشكوا من أي مرض و لكنه ليس رجلاً كفاية ليتحمل الجوع و العطش ،فالأطفال الصائمين أعتبرهم "أرجل منه" ستنتصر الأمة الإسلامية عندما نقف صفوفا متتابعة في الجوامع نؤدي جميع الصلاوات كاملة ليس الجمعة فقط أو صلاة التروايح ،و لا تقتصر على الأقلية أمّا البقية يأخذون استراحة سأسميها "استراحة أرجيلة "لم يعتادوا على الصلاة بعد، قد يبدأ بالإلتزام في الصلاة عند الخمسين ان كان في عمره بقية.
 
سينصرنا الله عندما ننصره و عندما نصبح مسلمين حقاً ليس فقط بما تذكره شهادة الميلاد بل ما تذكره أفعالنا ،وهذه دعوة للتغيير ،من أفطر منذ بداية رمضان ما رأيه أن يبدأ الصوم من منتصفه و هي بداية جيدة سيتمرن على الصيام ،و يبدأ بالصلاة و يستشعر لذة القرب من الله ،هكذا سيبدأ نصر الله لنا .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد