صحيفة السوسنة الأردنية

لا زالت تدور في أذهاننا ترنيمة المسلسل الاردني حارة أبو عواد, والذي لطالما أضحكنا, وأبكانا بشخصياته الكوميدية التي برزت في تلك الفترة على الساحة الأردنية, لتبثت أن الأردن بلد كانت له الريادة في الدراما العربية.

أبو عواد وحارته غابوا عنا فترة من الوقت, وخلال هذه الفترة غيب الموت عددا من نجوم المسلسل, كالفنانة رشيدة الدجاني, التي قامت بدور أم عواد, والنجم حسن إبراهيم الذي قام بدور مرزوق, صاحب الدكان. وهناك أيضا من ترك العمل لأسباب خاصة, كالنجم ربيع شهاب, ذلك الفنان الكبير الذي ندعو له بالشفاء, والفنان موسى حجازين, الذي لطالما أطربنا بصوته وأمتعنا بحركاته.

إذا حارة أبو عواد لم بيق فيها إلا نجوم ثلاثة, نبيل المشيني, الذي يقوم بدور أبو عواد, وغسان المشيني, الذي يقوم بدور أبو الخل, زوج ابنة أبو عواد, وأخيرا, النجمة المتألقة عبير عيسى, التي تقوم بدور نجاح.

أبو عواد يعود هذا العام في شهر رمضان على شاشة التلفزيون الأردني بتغيير بسيط, فبدلا من الحارة التي تعج بالمارة, وبين الدكان والمقهى وبيت العائلة, أصبحت عائلة أبو عواد هي محور المسلسل, ليتغير الاسم من حارة أبو عواد إلى عيلة أبو عواد.

حول ذلك وغيره, تحدثت عبير عيسى قائلة:: " في الأجزاء الماضية كانت هناك حارة تمثلت بوجود الأستاذ موسى حجازين, والأستاذ حسن إبراهيم في شخصية مرزوق, أما الآن فالحارة لم تعد موجودة, بل هناك جو البيت فقط. إذا, ليس من الصحيح أن نسمي العمل حارة أبو عواد ولا وجود لأي حارة."

ولعبير عيسى ذكريات كثيرة في هذا المسلسل, الذي تعتبره غاليا على قلبها, إذ تحدثت عنه بكل شغف متمنية أن يصل إلى قلوب الجماهير بعد هذا الغياب الطويل, فقالت: " أشبّه الأمر بأم لديها طفل تربيه وتكبّره وتفرح لرؤيته يكبر, وهو الأمر الذي دفعني للعودة إلى هذا العمل. وأعتقد أنه سيكون مختلفا هذه المرة, فهو يناقش قضايا اجتماعية مختلفة, وأنا أشعر بالسعادة لمشاركتي به. وأتمنى أن يلقى استحسانا من قبل الجمهور, الذين أحبوا الأجزاء السابقة منه."

وكما يتغير المرء بين يوم وليلة, تغيرت عبير عيسى خلال الأعوام الماضية, ومثلها تغيرت شخصية نجاح في مسلسل أبو عواد, فنجاح لم تعد تلك الشخصية المثالية التي تسعى نحو كل ما هو أبيض, وتلغي من حياتها كل ما هو أسود, حيث تؤكد عبير عيسى أن هناك منطقة رمادية موجودة فعلا في الحياة, وأن لا وجود للأبيض أو الأسود المطلقين.

تقول عيسى: " بشكل عام تختلف شخصية نجاح عن السابق, فهي تتفاعل مع الأحداث حولها في قالب درامي مختلف, فلا وجود للأسود أو الأبيض, بل تتصرف بحسب الموقف الذي وضعت فيه, وهو الأمر الذي أحببته في هذا الجزء, فهذه ليست نجاح التي تقرر أن الأمور إما صائبة أو خاطئة."

وتضيف: "عندما يكبر المرء يكتشف أن لا وجود للصحيح أو الخطأ المطلقين, بل هناك منطقة رمادية, وهناك مواقف ترغمنا على التغيير, وهناك مواقف أخرى تجعلنا أكثر حزما في التعامل مع الأمور."

والقضايا المحورية للعمل لن تتبدل كثيرا, بل سيبقى العمل يناقش قضايا محلية تهم الإنسان بشكل عام, إلا أن السؤال الذي يتوجب طرحه هنا: هل سيكون جمهور أبو عواد وفيا له وسط هذا الإنتاج الهائل من الأعمال الدرامية الرمضانية?

تقول عبير: "لو أتينا لعبير الفنانة فأنا أتمنى ذلك, فهو عمل يستحق المشاهدة, أما إذا أتينا للواقع فكلمة الوفاء وسط كل هذا الزخم من الأعمال لم تعد موجودة. فرمضان سيف ذو حدين بسبب الكم الهائل من الأعمال الرمضانية, فهناك أعمال تأخذ حقها, وهناك أعمال تظلم. لكن في النهاية, هذه هي آراء الناس وعلينا احترامها, ولا يبقى أمامي إلا أن أدعو الله أن يلقى هذا العمل استحسان الناس, هو وغيره من الأعمال الجيدة إن كانت أردنية أو غير أردنية."

أبو عواد مثّل لنا في الماضي شخصية الرجل العنيد, المخالف لكل ما هو حوله, المثالي في بعض الأحيان. ولكن الزمن الآن تغير, فهل يتغير أبو عواد مع كل هذا التغير أم يبقى كما هو نقيا من كل عثرات هذا الزمن ومصائبه / العرب اليوم /