الشعوبية - محمد ابداح
تمتد جذور الحركة الشعوبية لفترة ما قبل الإسلام ، ولكنها تبلورت بعد ظهور الإسلام، ولطالما كان حملة رايتها، المجوس الفرس، وخصوصاً بعد ظهور الإسلام، والذي انتشر في كافة أنحاء العالم على خلاف دين المجوس الشاذ والمتمثل في المعتقدات الوثنية وعبادة النار، ورغم أن الفرس امتلكوا حضارة في يوم من الأيام، إلا أنهم لم يستطيعوا نشر معتقداتهم الوثنية ، والتي اجتث الإسلام جذورها ، بل ودمر العرب دولتهم، وبالأخص عرب العراق، ولذا فإن الفرس أشد البشر سروراً بما يحدث اليوم في العرق من حروب وانقسامات وتدمار.
والشعوبية ببساطة شديدة هي فكرة فارسية الأصل، تقوم على التقليل شأن العرب فالفرس هم أول من صغّر شأن العرب وحقروهم , ولا زالوا كذلك بل وإدادوا كرها للعرب بعد ظهور الإسلام كما أسلفنا، وعليه فيمكن تصور الشعوبية بمفهوم الواسع، وهو (فوبيا العرب) فيدخل في منظومة الشعوبية كل من يكره العرب بشكل عام والإسلام بشكل خاص، فالشعوبي يُظهر ارتيابه وحقده بل وحربه على العرب والإسلام، علانية أو خفية وفق ظروف العرب قوة أو ضعفاً، فإذا إقتضى الأمر أعلن الشعوبي إسلامه نفاقاً، ومن المعلوم تاريخياً أن يهود فارس هم من تبنى هذا الإتجاه، جاء في القاموس المحيط (والشعوبي بالضم محتقر أمر العرب وهم الشعوب)، قال عنها القرطبي هي حركة (تبغض العرب وتفضل العجم) وقال الزمخشري في أساس البلاغة: (وهم الذين يصغرون شأن العرب ولا يرون لهم فضلاً على غيرهم)، تعرف الموسوعة البريطانية الشعوبية بأنها كل اتجاه مناوئ للعروبة (anti-Arabism).
وقد أصبح من أهم أهداف الشعوبية القضاء على العرب، ولذا سلكت سبلاً متعددة بين ظاهر ومستور، وكلها لها أثرها وخطرها ، فهى تريد أن تربك العقائد ، وتشوه المفاهيم الإسلامية لتزعزع أساس المجتمع ولذلك كان هدف الشعوبية منذ بدايتها التخلص من قادة العرب الذين ثبّتوا ونشروا الإسلام فإغتالوا كل من الخليفة عمر بن الخطاب ثم الخليفة عثمان بن عفان ثم الخليفة علي بن أبي طالب وهم من قاد الفتنة الكبرى مابين الأمويين والعباسيين بغية النفوذ من خلال الإتكاء على جانب العباسيين ضد الأمويين لإسقاط أي دولة عربية أينما قامت، وقد كان من الشعوبيين الذين ظهرت أعمالهم في تمزيق هذه الدولة العربية الإسلامية المجوسي أبو مسلم الخراساني الذي ساعد العباسيين في إسقاط دولة الأمويين، ثم إنقلب على العباسيين بعد أن تمكن من أن يكون قائداً في جيشهم لينفصل عنهم ويكوّن دولة في خراسان تدين بالمجوسية بعد أن فرض فيها عبادة النار، ولكنه لم يهنأ بذلك فقضى الخليفة العباسي أبوجعفر المنصور عليه وعلى دولته المجوسية، ومن بعد ذلك جاء دور البرامكة الذين سيطرواعلى بيت مال المسلمين في بغداد بغية شراء ذمم الناس ليساعدوهم على طرد العرب من قيادات الجيش ويسيطروا كشعوبيين فرس على الدولة، وحينما أحس هارون الرشيد بمؤامرتهم هذه وأنهم قاموا بإقامة جلسات العبادة المجوسية وعبادة النار في دورهم قام بالقضاء عليهم، وهكذا فإن الشعوبية الفارسية إستمرت في التئامر على الدولة العباسية حتى أسقطتها بعد أن تعاون إبن العلقمي الوزير الفارسي للدولة العباسية مع هولاكو ليحتل بغداد، ولما تمكنوا وبنوا دولتهم الصفوية في بلاد فارس أصبح همهم الأساسي إعادة إمبراطوريتم الفارسية التي دمرها العرب المسلمين في عهد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وحتى لا يبدو عداء الشعوبية الفارسية وهي تتئامر على العرب والمسلمين، وإمعاناً في الكيد حاولت الشعوبية الفارسية أن تربط نفسها بآل بيت النبوة حتى لا يبدو عدائها للإسلام واضحاً، ثم إستغلت ذلك لشق وحدة صف المسلمين بإبراز الفتنة والنعرات الطائفية وذلك بنقل الأحاديث المزورة التي نسبتها للأئمة من آل البيت عليهم السلام، وكرست مظاهر هذه الفتن عبر ممارسات وبدع لم يكن العرب والمسلمون بكل طوائفهم يعرفونها من قبل أن يتولى الصفويون الحكم في بلاد فارس ويسعون أن يحتلوا العراق بعد إضعاف أبناءه العرب عبر هذه الممارسات والبدع التي تثير الفتنة الطائفية، ومن أهم هذه البدع والممارسات، مواكب اللطم وضرب الرأس وغيرها من الممارسات الشاذة، إلى إستبدال مرقد الرضى المدفون في إيران كقبلة يتوجه إليها المسلمين بدل التوجه إلى بيت الله الحرام كقبلة أمر الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم للتوجه لها وهم لايعنون بذلك إجتهاداً دينياً بل ليجعلوا بلاد الفرس هي غاية المسلمين بدل جزيرة العرب.
وقد ظهر الأدب الشعوبي الفارسي العديد من الأدباء الشعوبيين الذين مجدوا ماضي دولتهم المجوسية وكسرى الذي هزمه المسلمون وقضوا على دولته وعلى عبادة النار ونشروا عبادة التوحيد، ومن هؤلاء الأدباء مهيار الديلمي الذي قال في شعره :
لا تخالي نسباً يخفضني أنا من يرضيك عندالنسب
قومي إستولوا على الدهرِ فتى ومشوا فوق رؤوس الحِقبِ
عمموا بالشمسِ هاماتهم وبنوا أبياتهم في الشهب
وأبي كسرى على إيوانه أين في الناس أباً مثل أبي
انطلاق المؤتمر التربوي الدولي الخامس عشر في اليرموك
حملة لتحفيز الطلبة للالتحاق بالتخصصات المهنية
القبض على مطرب مهرجانات تسبب بقتل شخص
الاحتلال يلقي منشورات لإخلاء رفح .. صورة
نشوى مصطفى: عملت قبل التمثيل ببيع الملابس
التقرير الإداري والمالي لنقابة الأطباء .. رابط
ما حقيقة إصابة محمد عبدو بالسرطان
الصفدي:يواجه الفلسطينيون خطر مجزرة أخرى
فوز روان صلاح بالمركز الثاني في بطولة العالم للهجن
حدادين يحرز فضية في بطولة آسيا للجوجيتسو
فضية للأردن في بطولة آسيا للشباب بالملاكمة
ناصر جودة:انتظار الانفجار القادم
النائب العكور يحذر من مخططات صهيونية بالمناهج
الصحة:فحوصات فيتامين D وB12 جاهزة بهذا الموعد
اجتماع لمناقشة الاختبار الوطني بتربية البادية الشمالية الغربية
مطلوبون لدفع مستحقات مالية .. أسماء
متى ينتهي عدم الاستقرار الجوي الذي يؤثر على المملكة
قرار المحكمة بحق شخص زوّر أوراق نقل ملكية أرض
المستفيدون من صندوق الاسكان العسكري لشهر 5 .. أسماء
هل منع الأردن دخول سيارات الكهرباء ذات البطاريات الصلبة
استمرار جدل انخفاض أسعار المركبات الكهربائية .. توضيحات
تحديد أسعار الدجاج في المملكة .. تفاصيل
إرادة ملكية بحصول شخصيات على ميدالية اليوبيل الفضي
اكتشاف موقع أثري جديد في جرش .. تفاصيل
الصناعة والتجارة تحدد سقوفًا سعرية للدجاج ابتداءً من الجمعة
جنود إسرائيليون يرتدون فساتين نساء غزة .. صورة
حالة الطقس من الخميس إلى الأحد .. تفاصيل