التوزير والتدوير بين السياسة والشطارة

mainThumb

19-01-2015 02:46 PM

تابعت كغيري ومنذ إنطلاقة الربيع العربي ، وما حمل معه من أحداثٍ كثيرة ،  منها ما كان صادق بإمتياز ومنها ما كان يحمل بطياته الأجندة الشخصية ، ويهدف إلى تحقيق المخططات السياسية بإمتياز ايضا ، وبغض النظر عن الثمن الذي دفعته الأوطان والشعوب على حد سواء ، وفي النهاية دماء الأبرياء سُفكت وأوطان أُستبيحت ، ولمصلحة مَن ، لا أحد يجزم أنه يعرف.


 سأتحدث عن الإصلاحات السياسية والأمل الذي حملته لنا ، أملاً في أن نصل إلى مستوى من العدل يخدم الوطن أولاً ، ويخفف من الإحتقان لدى المواطن ثانياً ، لكن ومع تقديري لكل الإصلاحات التي تحققت والتى ننتظر تحقيقها ، لا تختلف كثيراً عن ( الكفَر ) الذي يُحسن المظهر ويقتل الجوهر.


إن السياسات التى تتبع سياسة تدوير المناصب والمكاسب ، بين مجموعةٍ تجمعها إما علاقات عائلية أو إرتباطات إقتصادية ، تصب في النهاية في مصلحة مجموعةٍ محددة ، يمكن تسميتها بالمجموعة الحديدية ، لأنها تحطم كل مايقف في طريق تحقيق مكاسبها وأهدافها بحجة خدمة الوطن والمواطن ، مستخدميين سياسة التدوير فيما بينهم حتى بِتنا نتوقع من سيخرج أو سيدخل في أي حكومة ، أوتعديل على أي حكومة .


اعترف أن من بدأ بهذه السياسة ، يمتلك مِن الخبرة الشيء الكثير ، لقد قالوا قديماً لكي تصبح مليونيراً ما عليك إلا أن تحصل على المليون الأول وبأي طريقة ، وبعدها ستأتي الملايين تِباعاً وهكذا....  فتكون البداية بتوزير أحدهم ، وبعد ذلك يأتي كل شيء تباعاً ، لأنه يكون قد حجز لنفسه ولمجموعته لقب معالي وما يتبعه هذا اللقب.... فيدخل ضمن سياسة التدوير، ومع مرور الوقت يصبح معاليه إسماً لامعاً لا يمكن الإستغناء عنه في أي حكومة ، إلا لفترات اقرب ما تكون الى استراحة المحارب .
حتى في البرلمان هناك من دخل دائرة التدوير ، حتى أننا نشعر من خلال حديثه ، أنه لا يستطيع أن يعيش إلا بلقب سعاده أو معالي لينتقل هذا الشعور إلى ابنائه والمقربين منه لاحقاً .


مثلاً إبن الشيخ حتما شيخ ، حتى لو لم يكن بكفاءة مَن سبقه ، حتى أنه لا يسمح لأحد في العشيرة أن يقترب من هذه الدائرة ، فهي حق مستحق لأبناء الشيخ سواء إستحقوا ذلك أو لم يستحقوه .


وكذلك إبن الفقير وإبن الحرًاث .....وووو......ليس لأنهم لايصلحوا ، ولكن لأنهم بالأصل لم تتوفر لهم نفس الظروف والفرص التي توفرت لغيرهم ، فلم يدخلوا دائرة التوزير ولن يدخلوها .


اخيراً اقول أن كل ما نسمعه من كل اولئك اللذين يدًعون أنهم الأحرص على الوطن ، والأقدر على خدمته ، أن كلامهم لا يتعدى اكثر من كونه ( كفَر)       يُحسًن به المظهر الخارجي لمن يراقب المشهد من بعيد , متجاهلين أن داخل ذلك ( الكفَر) هناك أُناس معدومين  وبائسين ، لا لسبب إلا لأنهم فقراء أبناء محتاجيين ، سكنوا الأطراف وماتوا فيها .


ف ( كفَر) الشيخ أخفى مأسي ومظالم عشيرته و(  كفَر)المسؤول أخفى عيبوب مسؤولياته .


وفي النهاية تبقى سياسة التوزير والتدوير للمناصب والمكاسب ، بيد مجموعة هي اقرب للمطار منها لقلب الدًار فيما لوحصل لا قدر الله مكروهاً للدار وأطرافها .



حمى اله  الوطن قيادة شعباً وترابا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد