ما بين إدارة الأزمات وتحمل التبعات !!

mainThumb

09-02-2015 02:57 PM

سجل الأردن موقفاً تضامنياً موحداً مؤمناً بحق الرد بضراوة على أثر استشهاد البطل النقيب الطيار معاذ الكساسبة ، وهدأت بعض الأقلام التي كانت تناور وتختلف في قرار انضمام الأردن للتحالف الدولي.

 وما زالت بعض الصفوف التي لا نشكك بحبها وانتمائها للوطن والقيادة تتوجس من تبعات إدارة الأزمة التي تفوق الأردن  قيادة وشعباً على كل الاحتمالات وتعاطت معها بحكمة وحنكة ورباطة جأش عالية.

 التخوف اليوم ليس فقط من جعل الأردن في أولى الصفوف التي تشن الغارات على عصابة داعش الارهابية  بل هناك العديد من التساؤلات حول ما ترتب على استشهاد معاذ الكساسبة، حيث  أن النائب هند الفايز والتي أوضحت موقفها اتجاه انضمام الأردن في التحالف منذ بدايته وأشارت إلى تبعاته وأنها حربٌ ليست لنا، مما جعلها عرضة للانتقادات الشعبية  ومن داخل القبة البرلمانية ، ما زالت تُشير إلى خطورة هذا الانضمام وخصوصاً ما سطره بعدوانه المباشر للأردنيين بفعلته الدموية المقززة وتشير الفايز بأنها لا تشكك في قدراتنا العسكرية والسياسية وقدرة القيادة الأردنية على الإمساك بدفة القوة الحربية المباشرة وتسخيرها وتوجيها بما يتناسب وقواها وإمكاناتها.

وهنا نقف على أمرين الأول .

بدأنا نتحدث عن الحرب البرية وفوضاها  التي يجب أن لا نهمشها ولا بد بأن نستعد لما سيترتب عليها .

خصوصاً بأن هذه العصابات أسست نواتها في الأردن وتكونت وكبرت وامتدت على أراضيها ، وهنا أشير إلى أنه بالرغم من معرفتنا بتواجدهم ونشاطهم  الحقيقي في العراق والشام، إلا أننا ندرك  بأنهم  ولّدوا تنظيمات  عدة، مضادة ومحالفة لهم في ذات الوقت وأن إماراتهم وإن اختلفت مسمياتها فهي واحدة وهذا يعني توسعهم في كل الميادين.

وبرغم أن دائرتهم قد لا تكون كبيرة في عدد منضميها ، إلا أنها  متفرعة ومنتشرة ومتبعثرة وهذا يعني أننا ما نراه على مرمى أعيننا لا يعني أنهم ليسوا بيننا ؟!



وهنا يقع التخوف من الفوضى ، الحرب تعني التهاب الحدود وحدودنا على خطوة قدمٍ واحدة منهم، ناهيكم عن من يجلس بيننا وتصله تحركاتهم ويؤمر ليحارب إذا ما اشتدت الضربات ، وكأن هذه الحرب ستُخرج من سكن الجحور واختبأ من انتمائه وهنا الفوضى الكبرى .

 
وهذا التوجس حقٌ مشروع لكل من يعرف معنى أن تحارب ظلالاً في خضم معركة التقسيم الطائفي وخلق الإمارات وزرع الرايات في البلاد .

نحن نعلم بأن الأردن دون الدول الأخرى لا يحتمل تقسيمات ولا يستوعب الفوضى في داخله، ولأنه لطالما لعب دور الحاضنة للمهجرين والمنكوبين فهذا جعله نسيج سياسي اجتماعي متداخل يحمل الكثير من الهويات والجنسيات وهذا أيضا ما يشكل خطورةً على التصادمات العسكرية الحربية التي نخوضها اليوم .

فلا نعلم من معنا ومن علينا ، وبطبيعة الحال فإن الحرب البرية تحمل خطورة كبيرة والأردن جزءاً من ائتلاف إقليمي ودولي ضد الإرهاب ويُعنى بأي تحركات عسكرية جماعية وإن كانت برية .

هذه حربٌ ممتدة من قبل التحالف واليوم أصبحت كعين الشمس لمن لا يعلم من هم هؤلاء التنظيمات ، وفي الحروب الخسائر واردة ولا تخضع لعاطفة ورغم بأننا من الداخل لا نتمنى أن نُقاد إلى هكذا عراك إلا أنه وقع الأمر جبراً على أكتافنا ، فلا ندعو إلا السلامة إلى الأردن من شر خلاياهم النائمة واليقظة وأعاننا الله على هذه الحرب التي ستخط عناوين جديدة ما زلنا نتفادى قراءتها ... !!


والله المُستعان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد