رؤوسنا شامخة يا مولاي .. ولكن!!

mainThumb

17-03-2015 10:28 AM

إن الناظر إلى تلك الرقعة الخضراء في أطلس العالم الداكن سوادا .....


أو تلك الواحة الغناء التي تنبض حيوية وجمالا في قحل الصحراء التي تسومها العواصف الرملية ولهيب الرمضاء يحق له أن يرفع هامته لتعانق السماء ..
ولعل المتتبع لركن الهدوء الساكن طمأنينة كمهد طفل هدهدت عليه أم رؤوم حتى بات قطعة من جنة الله في الأرض برغم الضجيج الذي يكتنف الحي وبرغم النيران التي أهلكت محتويات المكان أيضا يحق له أن تعانق هامته نجوم الثريا ...
ولعل من يقرأ سيرة قائد فذ شجاع يحمل فكرا حكيما ويدافع عن مبادئه بكل جرأة واقدام ليضع العالم كله تحت المسؤولية الإنسانية كتلك المشكاة التي ينير مصباحها وزيت زيتونها الضارب جذوره بقلب الوطن دروب الظلام ويكشف ستر الظالمين أيضا يحق له أن يرفع رأسه لعنان السماء .....
تابعنا مولاي المعظم بكل جوارحنا خطابكم الحكيم لقادة العالم في ستراسبورغ وكيف نقلت صورة الإسلام الحق سماحة وسلاما وطمأنينة ورأينا كيف ضربت بوجوه كل من يشوهون صورته ويوصمونها بالإرهاب بأن ديننا دين الرحمة قبل آلاف السنين ....
كنت داعيا لدين الله مدافعا عن الحق بجرأتك التي عهدناها وعرفها العالم بأن الأردنيين كقائدهم ثابتون على الحق بشجاعة البسلاء واقدام الأبطال بكل المحافل سلما وحربا ....
هنا وأثناء ذلك الخطاب العالمي الكبير كادت ثلة الشيب المترامية بين مقدمة شعر رأسي أن ترتطم بسقف الغرفة نتيجة ارتفاع نسبة الأدرينالين الناتج عن العزة والفخر والنشوة ...
وما كان تصفيقهم وشكرهم ووقوفهم إلا انبهارا ودهشة واقتناعا .....
مولاي المعظم
لو قمنا بقراءة تحليلات ذلك الخطاب الكبير لاحتاجت قراطيسنا مدادا وقرائحنا اعدادا ....


لكننا نقف عند نقطة واحدة وهي أن صناعة الإرهاب لا تقتصر على العصابات المتطرفة الهمجية فحسب بل هناك إرهاب من نوع آخر تطرقت إليه بحنكة القائد الملهم ونقلت صورته للعالم ...


هذا الإرهاب الذي تولده الظروف الاقتصادية الصعبة القاسية التي يعيشها البعض وكيفية علاجها من خلال التنمية وتكاتف الجميع من مجتمع دولي ووطني وعلى مختلف المستويات للوصول إلى الحياة الكريمة الفضلى للإنسان وتحفظ كرامته وأسرته وتبعده عن شبح التطرف .


من هنا وجب علينا كل في موقعه وعلى أدنى المستويات أن نقف بصف الوطن ونسارع بتنمية مجتمعاتنا والأخذ بيد كل محتاج وهذا ديدن الهاشميين من عهد سيد البشر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لنسد فاقتهم ونغيث لهفتهم ولا نتركهم لقمة مستساغة لضعاف النفوس تطرفا وارهابا مقابل سد هذه الحاجة ...


يبرز هنا دور أبناء الوطن الغيورين الذين وقفوا بجهودهم وعرق جبينهم و رهنوا أوقات استراحتهم بين أبنائهم ووقفوا بخندق الوطن جندا أوفياء يحملون رسالة الإسلام ورؤيتكم مولاي لينطلقوا بنهج قويم مع الأيتام وذوي الحاجة والفاقة ويعملون أيضا على ارتقاء مجتمعهم فكريا ونهجا وطنيا سليما لا لبس فيه ....


هذا الدور الإنساني الذي تولد من رحم الواقع نطبق به شعارا أطلقته بكل فخر أن ارفع راسك فأنت أردني .....


لكن وللأسف يتم محاربة البعض ممن يحملون هذا الهم الوطني والإنساني وهذه الرؤية الملكية السامية ويمارس بحقهم إرهاب من نوع آخر وهو الإرهاب الوظيفي والذي لايقل تأثيرا وأهمية عن سابقاته إذ أن هذا النوع من الإرهاب يتغلغل كالهواء بما لايراه أو يحس به أحد ولسان حالهم يقول لاترفع رأسك هناك من ينوب عنك ....


الإرهاب الوظيفي الذي يتزمّت به بعض المسؤولين بحجة الأنظمة والقوانين بدأ يكبر ويتنامى ويزداد خطورة ..


ولا نزال نتسائل متى كانت قوانيننا وانظمتنا ضد الإنسانية وضد نهج الدين ورؤية القائد .


سنمضي بهاماتنا المرفوعة عاليا بكم مولاي المفدى وبتلك الرؤية الثاقبة وذلك النهج القويم وسنسير خلف قيادتكم مستلهمين الحكمة ومتحملين الضيم والظلم حاملين رسالتكم لكل الملأ


أن ارفع رأسك بوطنك وبقائدك وبجيشك الباسل وامنك الحصين


فحق لنا أن نفاخر بك الأمم ونضاهي بك وبهمتك عاليات الهمم


ونرتقي خلفك ذاريات القمم ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد