الاستخدام الخاطئ للانترنت

mainThumb

05-04-2015 09:21 AM

تتقدم تكنولوجيا الاتصالات في كل يوم فأصبحت نعمة ونقمة في آن واحد تحتوي في داخلها الدسم والسم والخير والشر والنافع والضار ترفع مستخدميها إلى الأعالي أذا استخدموها بطرق الخير النافعة والعلم والمعرفة وتهبط بهم إذا استعملوها بميول النفس الأمارة بالسوء من خلال الخلوة بالأفكار الشيطانية والتي يعبر أصحابها عن وجههم المخفي غير الظاهر على الملأ.


تظهر آخر الأرقام الرسمية المحلية أن عدد مستخدمي الإنترنت بشكل عام في المملكة ارتفع إلى 3.5 مليون مستخدم مشكلين نسبة انتشار تصل إلى 40%  من عدد سكان المملكة فهنالك جيلان الجيل المتقدم بالعمر والذي اغلبه أمي في علم النت  وجيل الشباب المتعلم بعلم الحاسوب والنت ..... فجيل الشباب يختلف بسلوكياته عن جيل الأعمار المتقدمة بسبب ثقافة الكون الجديدة المستعمرة


كشفت مؤخراً الصحيفة البريطانية ” مترو ” في تقريرها عن نتائج وإحصاءات أثارت ضجة كبيره عن ارتفاع نسبة الطلاق في بريطانيا، حيث ازدادت 33% بسبب مواقع التواصل الاجتماعي وأظهرت مراكز الدراسات ألاستراتيجيه في مصر إن 20% ممن يستخدمون الإنترنت هو استخدام نافع بينما أظهرت أن 80%ممن يستعملونه هو استعمال خاطئ مبني على نشر الكراهية والإرهاب والتطرف ...أو الإباحية والنصب والاحتيال......أو التخطيط للقتل والنهب وقطع الطرق والإشاعة والفتنة والطائفية فلجأت دول كثيرة من العالم حتى دول العلمانية التي تفتخر بالحريات لمراقبة المواقع الالكترونية لما لحق بها من ضرر وسنت تشريعات لذلك بالرغم من مظاهرات بعض شعوب الدول التي تطالب بعدم مصادرة الحريات


أصبحت مواقع التواصل سلاحا تدميريا للدول والأفراد .... تشن حربا الكترونية مرعبة من خلال حسابات الإرهابيين التي تتسبب بتجنيد الإرهابيين  للأبرياء... فكيف يمتلك الغرب معلومات عن عدد حسابات داعش البالغة 46 ألف بينما نحن لم نكن نعرف بها....إن مواقع محركات البحث مزودة بإحداثيات أل gps لكل باحث ولكل متصفح والتي تحتفظ بسريتها ....لكنها مكشوفة لدى غولنة العصر ....فالدول العظمى لديها برامج تجسس وهكرز لم تصلنا بعد.....


أرهقت الاتصالات أجساد بعض أبنائنا بقلة النوم والخيال وأفلام العنف والأفكار الشيطانية المسمومة ونشر الكراهية ....وغسلت أدمغة بعض شبابنا بصكوك الحوريات والوعود.....وجرّت بعضهم الى الجرائم الالكترونية وكانوا ضحية لميول عاطفي من خلال التغريدات والتعليقات على الهشتاقات كما وصلت الأمور إلى بعض كبار السن الذين وقعوا ضحية للابتزاز وتصوير الفيديوهات والتعليقات والإغراءات على مواقع التواصل الاجتماعي فتحولت نجوميتهم ووجاهاتهم وسمعتهم التي كانت تحظى بالاحترام إلى عزلة اجتماعية وأإمراض نفسية وحرمان....


يلح أبنائنا حتى الأطفال بحجة حصص الحاسوب و الدراسة ...ومن اجل الاتصال بأحد أفراد الأسرة والبرامج الثقافية والألعاب....من اجل توفير خطوط النت لهم....  لذلك لا بد من مراقبة الإباء للأبناء بالتي هي أحسن من خلال النصح ....والتركيز على مضار سهر الليالي ....فلقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم أن لا سمر بعد العشاء حيث جاء العلم في السنوات الأخيرة ليبين أن السهر يؤدي إلى نقص هرمون الميلاتونين الذي لا يفرز أثناء نوم النهار.....وزيادة الوزن (البدانة)....والتركيز على تحديد عدد ساعات استعمال الحاسوب فالأشعة القادمة من الحاسوب حتى المحمي بشاشة الفلاترون كما يقول بعض الأطباء تزيد من الإفرازات الهرمونية التي تتسبب بالتوتر والغضب....كما وان دولا كثيرة بدأت بإنشاء مصحات علاجية للإدمان على النت والحاسوب بسبب الجلوس أمامه لفترة طويلة


إن على التربية والتعليم أولا أن تولي هذه المواضيع الاهتمام من خلال إلقاء كلمات في الطابور الصباحي....كما وان على الجامعات عمل محاضرات متخصصة....من اجل تنوير الشباب بمنافع ومضار الاتصالات الحديثة حتى لا يقع أبنائنا ضحية لحب الاستطلاع ...وفريسة لفخ الهوى والايدولوجيا والنصب والاحتيال و الدبلجة....


آن الأوان للتعامل مع الحقائق بعيدا عن كذب المضللين وان نعيش بالواقع العملي ...فإذا كتب المستخدم فليتق الله في كتابته فأن لم يعرف الناس اسمه الحقيقي فان الله يراه....فالفتنة اشد من القتل فرب خطاب طائفي... يؤدي إلى حصد الأرواح من البشر.....والتي ربما تجني على صاحبها كما جنت براقش على نفسها.....كما واعتقد أن العالم سيسوده الكراهية والحروب الداخلية بسبب نازية وفاشية بعض المستخدمين ....


إن على شبابنا أن يتمسكوا بوطنيتهم وانتمائهم لأردنهم أولا ولمليكهم وأن لا يأبهوا برسائل المستخدم على مواقع التواصل فكن مستقبلا لبقا لا تستقبل الإشاعة عن بلدك من المرسلين بأسماء حقيقية او مستعارة ولا تدعهم يشحنونك بالتضليل واترك أخبار الفساد ....فبلدنا يطبق القانون .....ونعمة استقرار الأمن أهم من كل أموال الدنيا .....اترك الثعالب لتصطاد غيرنا....ورد عليهم بإعلام وطني معاكس فنحن في عصر الحروب الالكترونية يربح فيها اذكياء الحاسوب ويخسر فيها الأغبياء


إن إسلامنا وعروبتنا تتطلب منا التصدي للأكاذيب بعيدا عن اللامبالاة والتي هدف بعضها التطفل على خيرات العرب لرفدها بموازنات الدول العظمى بدلا من هدر الوقت على بعض العاب مواقع التواصل الاجتماعي من خلال المستخدم والمستقبل على النت والتي يعقبها المجاملات التي تهوي بصاحبها في جحيم الفشل والسجون والعنف...وحوار مضيعة الوقت الذي يؤدي إلى الوقوع بالأخطاء المهلكة للمال...والزج بأصحابها في السجون....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد