الرابطُ بينَ الكوثر ، والشَّانِئ !
إن من عقائد أهل السنة الإيمان بالحوض الذي جاء ذِكْرُهُ في الأحاديث الصحيحة ، ومن هذه الأحاديث :
أخرج مسلم – رحمه الله – من رواية شقيق عن عبدالله قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :
( أنا فَرطَكم على الحوض ، ولأنازعن أقواماً ثم لأغلبن عليهم ، فأقول : يارب أصحابي أصحابي . فيُقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) .
وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :
( أمامكم حوضي كما بين جرْباء وأذْرُح ) ، أخرجه الشيخان .
وجاء في شرح النووي لمسلم ( 5/ 185 ) في تفسير المسافة بين القريتين ( جرباء ، وأذرح ) :
( قريتين بالشام بينهما مسيرة ثلاث ليال ) .
وهاتان القريتان كانتا من أملاك الوحيدي الترباني العطوي قبل امتلاك الحويطات لها ، وذلك من رواية عايش بن فرج الضيوفي العطوي .
وقال ابن كثير - رحمه الله – في ( البداية والنهاية ) ( 2/29 ) :
( ما وردَ في الحوض النبوي المحمدي – سقانا الله منه يوم القيامة – من الأحاديث المتواترة المتعددة من الطرق الكثيرة المتضافرة , وإنْ رغمت أُنوف كثير من المبتدعة المعاندة المكابرةِ , القائلين بجحوده , المنكرين لوجوده , وأخْلِقْ بهم أن يُحال بينهم وبين من وروده .كما قال بعض السلف : مَنْ كذب بكرامةٍ لمْ ينالها ) .
وقد وصف الرسول – صلى الله عليه وسلم – سَعَةَ حوضِهِ ، ولَوْنَ مائه ، حتى عددَ كِيْزانِهِ التي يُشْرَبُ بها ، كل ذلك حَضَّاً للمؤمنين من الاستزادة من الطاعات القائمة على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ، وهذا الحوضُ جاء حديثٌ يُبَشِّرُ أنَّ من شَرِبَ منه لا يَظْمَأُ أبدا ، فهنيئا لمن كان من روَّادِه ووارديه يوم القيامة !
وهذا الحوضُ يُطْرَدُ عنه أقوامٌ من هذه الأمة عليهم آثارُ الوضوء والصلاة ، طَرْدَ الغريبة من الإبل عن الحوض ، وقد بَيَّن الرسول – صلى الله عليه وسلم – سببَ هذا الطرد لهؤلاء ، وهم بأمسِّ الحاجة لِجُرْعَةٍ منه تُطْفِئُ لاعِجَ عَطَشِهم وظمَئِهم ، وتُبْرِدُ عَكِيْكَ حَرِّ أجوافِهِم ، فما هو الذنبُ الذي اقترفوه حتى يُعاقَبوا هذا العقاب الشديد الذي يُؤيِّدُه الرسول – صلى الله عليه وسلم – بعد معرفته بقوله : ( سُحْقا سُحْقا ) !
إنَّ هذا الذنبَ هو ( الاحداثُ ) في الدين ، والسيرُ على غير طريق النبي – صلى الله عليه وسلم – في العقائد والعبادات ... وهي البدعة المشؤومة التي حَذَّرَ منها النبي – صلى الله عليه وسلم – في حياتِهِ أَشَدَّ التحذيرِ ، فقال : ( وَشَرُّ الأمورِ مُحدثاتُها ، وكلُّ محدثةٍ بدعة ، وكلُّ بدعةٍ ضلالةٌ ... ) فهي شرُّ الذنوب بعد الشرك ، تفوق الكبائرَ كما نضَّ غيرُ واحد من السلف على ذلك ، ( البدعةُ أحبُّ الى ابليس من المعصية ) ، لأنَّ صاحبَ المعصية يعلم أنه على خطأ ، فهو يُحَدِّثُ نفسَهُ بالتوبةِ بين الفينة والفينة ، أما صاحبُ البدعة فيراها صوابا ، ويراها هي الدينُ ، فأنَّى يُقْلِعُ عنها ؟!
من هنا عرفَ السلف أنها أخطرُ من المعصية ، والذي قادني لهذا الحديث عن الحوض الذي يؤمن به أهل السنة دون سواهم من أهل البدعة المقيتة ، حديثٌ جرى بيني وبين أحدِ طلبتي من الصفوف الدُّنيا في المدرسة ، حول نهر الكوثر الذي أعطاه اللهُ لنبيه – صلى الله عليه وسلم – في الجنة ، وقد جاء في الأثر الصحيح أن الكوثرَ يَمُدُّ الحوضَ بالماء بميزابين يضُخَّان في الحوض .
واللفتةُ التي أحببْتُ ابرازَها لإخوتي طلبة العلم ، الرابطُ بين الكوثر ، وطرد أقوام عن الحوض ، فإن الله ذكر نهر الكوثر ، وكذلك ذَكَرَ الشانِىءَ للرسول – صلى الله عليه وسلم - ، وقد أبنَّا أن الحوض يمُدُّه نهرُ الكوثرُ بالماء ، وأنَّ المُحْدِثَ في دين الله هو مَنْ يُطْرَدُ عن السُّقْيا من الحوض ، فأهل البدع هم الشانئون للسنة المطهَّرة في الدنيا ، والمحاربون لها ولِأهلِها ، فكان العقابُ أن لا يَرِدُوا ذلك الحوض الذي ماؤه من الكوثر ، وجاء ذِكْرُ الكوثر ، مع ذكر الشانِىء في سورة ( الكوثر ) ، فمن أحبَّ السنة ، ودعا لها على الوجه الصحيح القائم على العلم ، فهو بإذن الله من واردي ذلك الحوض العظيم ، ومن أبغض السنة وعاداها ، فهو من المطرودين عن ذلك الحوض .
فيجب أن نحذرَ من الاحداث في الدين ، ويجب علينا الاتباع ، فقد كُفِيْنا في هذا الباب ؛ لأن الدينَ قد اكتملَ ، والبنيان قد تَمَّ ، فلا استحسان للعقول ؛ لأن الحُسَنَ كُلَّه في فهم الرعيل الأول الصحابة الكرام ، الذين زَكَّاهم اللهُ ورَضِيَ عن فَهْمِهِمْ للدين ، وجعلهم الله قُدْوَةً لِمَنْ بعدَهم .
باريس سان جيرمان يسحق ليفركوزن بسباعية تاريخية
ترامب: لا أريد اجتماعا بلا نتائج مع بوتين
7 أضرار صحية خفية للإفراط في تناول اللوز
المهـور تتقلـص: من 110 إلى 50 جراماً مقابل 5 آلاف دينار
الأمم المتحدة تطالب بتعزيز مساعدات الإيواء لغزة قبل الشتاء
لرحلة مثالية: دليل ذهبي قبل السفر وأثناءه وبعده
العدوان يلتقي الفائزين بجائزة الحسين للتطوع
انقلاب باص على عمارة بالبنيات دون إصابات .. صور
بعد 921 يومًا من التوقف .. مطار الخرطوم يعود للحياة
ماسك يهاجم مدير ناسا بسبب مهمة القمر
ترامب: السلام قائم وحماس مهددة إن خالفت الاتفاق
أربعون سيناتورًا يطالبون ترامب برفض ضم الضفة
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
وظائف ومدعوون للتعيين .. التفاصيل
الأردنية: فصل نهائي بانتظار طلبة شاركوا في المشاجرة الجامعية
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
إحالة موظف في أمانة عمان للمدعي العام .. تفاصيل
إطلاق حزب مبادرة رسميًا لتعزيز العمل الحزبي وتمكين الشباب
أسعار الذهب محليا تسجل قفزة جديدة
الشارع المغاربي بين العود الأبدي والهدوء المريب