إنسانية الإنسان
إذا تعطلت أحاسيس الإنسان وتوقف عقله عن التفكير ، فسيتحول لوحش على هيئة إنسان ، وسيلحق الأذي بكل من هم حوله ، وسيفسد علهم معيشتهم ، وسينهش أعراضهم ، وسيبتلع حقوقهم ، ولن يبالي لألآمهم ولا لأوجاعهم ومصائبهم ...
فإذا انحصرت توجهات هذا الإنسان على تلبية رغباته وانصبت حياته على كيفية بلوغ شهواته ، ومهما كانت الوسيلة والطريقة ، ولو تمت بالخداع والحيلة ، فسينحدر عتدها الإنسان الى مرتبة متدنية ودونية ؛ وقد يهبط إلى ما دون المرتبة الحيوانية ...
للإنسان مكانة عظيمة عند خالقه ومبدعه ؛ وهو الخالق الذي جمل هذا الإنسان بالعقل وهداه للإيمان ؛ بعد أن أوكل له أمر خلافته على هذا الكوكب الأرضي ، وسخر لأجله الكون بأكمله ؛ قال تعالى : ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ...
ولكن ؛ إذا سيطر على هذا الإنسان حب الدنيا الفانية والشهوات ، فسبهلك هذا الإنسان مع غيره ، وإذا تشوهت فطرته وتلوثت سريرته ؛ وغابت عنه الروح والإخلاق ؛ وغلبت عليه نفسه وهواه ؛ فسيهوي من قمة هرمه ليستقر في قاع الهرم وفي أسفل سافلين ...
إن نفوس بعض الناس ستبدو غريبة ، إن حكمتها الشهوة وإن تحكمت فيها الغريزة ؛ إن نفوس بعض الناس ستبدو غريبة ، إن قيدتها الملذات وانقادت لمتع هذه الحياة ؛ إن نفوس بعض الناس ستبدو غريبة ، إن كنزت الذهب والفضة ، وجمدت الأموال والنقود ، ولم تبالي للحظة واحدة بحقيقة الكون وبأسرار الوجود ؛ إن نفوس بعض الناس ستبدو غريبة ؛ إن غلفتها الذاتية والأنانية ؛ إن نفوس بعض الناس ستبدو غريبة ؛ أن استمرأت الإنحرافات والضلال والشذوذ ، وإن عاشت معيشة الجاهلية ومارست حياة الإنحطاط والشذوذ والدونية ...
إن نفوس بعض الناس ستبدو غريبة ؛ إن سارت على منهج النملة الصغيرة ؛ بمتوالية من الجمع والتجميع والتخزين والتكديس ؛ ودون لحظة سؤال ومساءلة للنفس ؛ ولو لمرة واحدة : إلى متى ؟؟؟ إن نفوس بعض الناس ستبدو غريبة ؛ إن لم تتوقف لكي تتدبر الآيات القرآنية ؛ وإن لم تتفكر في معجزات الخالق الكونية ...
كل التفوس الباحثة عن الغرائز والملذات ودون أدنى تفكير ؛ ستبدو غريبة ؛ وكل النفوس المستسلمة لنوازع النفس البشرية ؛ ستبدو غريبة ؛ وكل النفوس المنقادة لوساوس الشياطين اللعينة ولأهواء النفس الشريرة ، ستبدو غريبة ...
إن المعادلات الغريبة في حياتنا كثيرة .................................. أنا أولا” وثانيا” ... وأنتم آخرا” وأخيرا” ؛ معادلة غريبة ؛ أنا أو الطوفان ، أنا أو الزلزال والفيصان ؛ معادلة غريبة ؛ من ليس معي فهو ضدي ؛ ومن ليس معي فهو مارق وإرهابي ؛ معادلة غريبة ... إن ربط معيشة الإنسان بالمصلحة وبالغريزة هي : معادلة غريبة ، وإن حصر الحياة بالمتع والشهوات هي : معادلة غريبة ؛ وإن هبوط الإنسان العاقل ، للسباحة في وحل الشذوذ والانحطاط والدونية هو : معادلة غريبة ، قال تعالى :
أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا .
وقال تعالى : وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ .
لكي تكون إنسانا” مستحقا لمنزلتك التكريمية الربانية ، ولن تكون أهلا” لخلافة الله على أرضه ، إن حيدت العقل وتجاوزت شرع الله وحدود الله ...
راقبوا سلوك الحيوانات التي تسيرها الشهوة والغزيرة ، فبعض من هذه الحيوانات يفترس صغار غيره ليطعم صغاره ؛ إنها شريعة الغاب ؛ وإنه حكم الغريزة !!! ولكن الإنسان العاقل يختلف بعقله وبمستوى تفكيره عن الحيوانات المفترسه والطيور الجارحة بمستوى تفكيره ولن يرضخ للغريزة ؛ وسيعيش لأجل الآخرين ولمساعدة الآخرين ، وسيتلمس حاجات الآخرين وآهات وأنات الآخرين ؛ ولن يكون مثل الحيوان فيكرس حياته لذاته وأهله وصغاره فقط ...
ولا تنسى ؛ وأنت الإنسان المكرم بجوهرة العقل وبنعمة الإيمان ؛ حاجات أخيك الإنسان حولك ؛ فإذا تناولت طعامك فتذكر ملايين الأفواه الجائعة من حولك ، وإذا خلدت لنومك ولفراشك ؛ فتذكر الملايين المشردة من حولك ؛ وإذا سجدت لخالقك فتذكر الملايين الضالة والتائهة من حولك ؛ وعليك أن تتذكر دائما” : بأن النور الإيماني المستقر في قلبك اليوم كان : ثمرة لجهاد وصبر الأنبياء ؛ وجاء ثمرة لتضحيات ودماء الصحابة والمجاهدين ؛ فإياك أن تفرط بنور الله ؛ وإياك أن تحجبه عن قلوب وعقول غيرك ؛ وإنشر نور الله في محيطك واجعل لنشره شيئا” من وقتك ومن جهدك ؛ ولا تيأس ؛ فنور الله سيلامس كل القلوب المشتاقة بإذن ربها ؛ كما لامس من قبل قلبك ؛ وتذكر عند سجودك وركوعك ، بأن عشرات الملايين لا زالت هائمة على وجهها دون موجه وهاد ، وهي تتخبط في عتمة الشرك والكفر والضلالة دون دليل ومرشد ، وتذكر قبل كل صلاة بأن مئات الملايين لا زالت تعبد النار والشجر والحجر ، وتذكر بأن عشرات الملايين لم تزل ساجدة للشمس والقمر والبقر من دون الله ... فاسعي ـ يا هداك الله ـ بنور الله لتبرئة الذمة ولأنقاذ عباد الله من العذاب الآليم ، ولا تكن في هذه الحياة لنفسك ولذانك فقط ؛ وردد بصوتك القوي مقولة هدهد سليمان عليه السلام ؛ عندما أنكر الضلال والشرك وعبادة الشمس من الله قائلا ” : ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون !!! ... ( صدق الله العظيم ) . ... فحصلت الإرادة الإلهية بإنقاذ قوم سبأ من شركهم وضلالهم وإنحرافهم .
هل سيتم تعديل مواصفات اللوحات الخاصة للمركبات .. توضيح
الملك يؤكد لستوره ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار بغزة
احتجاجات ضخمة في مدن أميركية تندد بترامب
ديوان المحاسبة ينظم برنامجاً تدريبياً
إحالة موظف في أمانة عمان للمدعي العام .. تفاصيل
الديوان الملكي: الملك بصحة جيدة ويحتاج إلى قسط من الراحة
عمل الأعيان تناقش تدابير السلامة المهنية في مواقع العمل
الاحتلال سيوقف إمداد غزة بالمساعدات حتى إشعار آخر
مجلس الوزراء يوحد مدد رخص القيادة إلى 10 سنوات
مجلس الوزراء يقر تعديل نظام بدل خدمات المرور
ارتفاع حصيلة العدوان على قطاع غزة إلى 68,159 شهيداً
رئيس هيئة الأركان يستقبل وفداً إماراتياً
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
النقل البري تتعامل مع 17 ألف راكب يومياً في معان
41 دار نشر أردنية تشارك في معرض النيابة العامة الدولي للكتاب في ليبيا
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
وزارة الأوقاف تغلق مركز الإمام الألباني للدراسات والأبحاث
مأساة قناة الملك عبدالله: صرخة تتكرر بحثاً عن حل جذري
وظائف ومدعوون للتعيين .. التفاصيل
اتفاق شرم الشيخ .. محطة جديدة في مسار الصراع
الأردنية: فصل نهائي بانتظار طلبة شاركوا في المشاجرة الجامعية