ظاهرة الإعتداءآت على المعلمين ..
تضاعفت الاعتداءآت على المعلمين في مدارسنا الأردنية في السنوات الأخيرة ، وتنامت هذه الظاهرة الخطيرة وتجاوزت المعلمين حتى طالت الأطباء ورجال الأمن في بعض الأحيان ... !!!
ولمناقشة الأسباب التي ساعدت على نمو هذه الظاهرة وأوصلتها لهذا المستوى المقلق والخطير ، فلا بد من إستحضار ماضينا التربوي القديم والساطع والجميل ... ففي تلك الأيام الجميلة تحكمت في مجتمعنا الأردني منظومة أخلاقية رائعة وراسخة وأصيلة ، وأفرزت لنا سلسلة متشابكة من من الهيبات ومتوالية من الإحترامات ، شملت فئات عديدة من مجتمعنا الأردني وعلى رأسهم : إمام المسجد والمعلم والطبيب والموظف والقاضي والرجل الكبير والمرأة و ... وما كان لكل هذه السلسلة من الهيبات ومن الإحترامات بأن تترسخ في أذهان وعقول الأجيال ، لولا مراقبة وتوجيه الآباء المستمر للأبناء ، ولولا المنزلة الكبيرة والهيبة القوية والإحترام والتكريم الذي حظي به الآباء في تلك الفترة البعيدة ، وهي الفترة التي كان فيها للآباء كلمتهم الصارمة وكان لهم إحترامهم الكبير ومنزلتهم ، وكان لهم رأيهم القوي ودورهم الصلب في بناء الأسرة وفي توجيه وإرشاد الأبناء ، في تلك الفترة البعيدة كان لكبار العشيرة آراؤهم ودورهم المسموع من قبل الجميع ، وفي تلك الفترة كان للمجتمع الأردني دوره القوي في ضبط وتقييم سلوك الجميع ، يوم كان مجتمعا” محافظا” ومحكوما” بالعقيدة الإسلامية السمحة ، ومقيدا” بالتقاليد الأصيلة ، وبالعادات المتجذرة في نفوس الجميع ... ولهذه الأسباب ؛ ففد كان لكبير القوم كل الإحترام والتبجيل والإجلال والتقدير ، وكان للمرأة العفيفة والشريفة الإحترام والتقدير والإجلال كذلك ...
عندما نقل الآباء للأبناء المغزى الحقيفي لمقولة الأولين : من علمني حرفا كنت له عبدا” ... وعندما فهم المجتمع الأردني وأدركت كل الأجيال مقولة أمير الشعراء : قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ؛ وعندما حكمت المجتمعات القيم الأصيلة والتقاليد والعادات الراسخة والعقيدة الإسلامية السمحة ؛ قدم المعلم وكرم المعلم وأحبط بكل أنواع الإحترام والتقدير والتبجيل من قبل الجميع ...
ولكن عندما فقد الأب الأردني مكانته الأولى ، وتنازل طوعا” أو كرها” عن هيبته المعهودة في بيته وبين أفراد أسرته ، كان من الطبيعي بأن تتهاوى متوالية الهيبات المتتابعة في مجتمعنا الأردني ؛ وهذه السلسلة المتهاوية من الهيبات لن ترجع لسابق عهدها حتى يسترد الوالدين دورهم وهيبتهم ومكانتهم الأولى ... فالإبن المدلل والمائع سيزعج معلميه دون أدنى شك ، والولد المنحرف والإهوج والضائع والمتمرد على والديه سيتجرئ على معلميه دون شك ، وسيتجاوز جميع القوانين والأنظمة ، ولن يلتفت للعادات والتقاليد المجتمعية ، وسيلحق هواه وسيبقى هائما على وجهه وكما عوده أبواه ...
خلال تجربتي في سلك التعليم وجدت بأن : الولد هو انعكاس لأسرته ؛ وبأن أخلاق وتصرفات الطالب في بيته ستتكرر لا محالة في المدرسة ؛ فالأسر المفككة والمفتقدة للقائد وللموجه والمرشد ، ستقدم جيل الضياع والإنحراف والهمجية والعشوائية ، ومن اهم أسباب تفكك الأسر إنحسار دور الأباء نتيجة غيابهم عن أسرهم لظروف معينة ومنها : الطلاق أو الوفاة أو غيابهم للبحث عن العيش الكربم ... الخ ؛ وعندها سيكون الأبناء عرضة” للإنحرافات وللضياع ...
الحياة تقسو على المجتمعات بمرور الأيام وبتوالي الأزمان ، ومتطلبات الحياة في ازدياد مستمر يوما” بعد يوم ، ورغيف الخبز سرق أوقات الكثيرين منا ، وغيب أكثر الناس عن أسرهم وعن أبناءهم نتيجة الإغتراب أو ما شابه ، وإضطر البعض منا لترك مهمة توجيه الأسرة للأم المنقادة للعاطفة دائما” ؛ وترك البعض مهمة تربية وتوجيهه الإبناء للطرقات وللنت وللتلفاز دون أدنى مبالاة ...
وهذا الحال المزري والذي حل بالمجتمعات العربية ومجتمعنا الأردني ، نتك عنه تلاشي الأخلاق وأدى الى الأطاحة بمكانة وبهيبة المعلم ؛ ثم تلاه الطبيب ، فرجل الأمن ورجل الدين وغيرهم ... ؛ وكل هذا الضياع المجتمعي والأخلاقي كان نتيجة حتمية لتراجع ولتآكل دور الآباء ولفقدانهم مكانتهم وهيبتهم في أسرهم .... ولا يمكننا التدخل لأجل بناء هيبة الرجل ولإستعادة وترميم مكانته الضائعة والمفقودة بين أفراد أسرته ؛ فالقيادة لا توهب والرجولة لا تباع في الأسواق ؛ وتوفير الحياة الكريمة للأسر ليست بالمهمة السهلة ... ولكن يمكننا التقليل من هذه المشكلة ؛ إذا قمنا بتكثيف البرامج الإرشادية والتثقيفية في وسائل إعلامنا المختلفة ، وإذا عرضنا على الأسر وعلى الأبناء ، الدروس الدينية والتي توضح للأبناء بأن رضا الله لن يكون بغير طاعة ورضا الوالدين ...
وليس بإمكاننا وضع الحلول الناجعة لمشكلة تراجع دور الأباء في البيوت ، ولمشكلة تقاعس بعض الأسر عن مهمتها المقدسة في اعداد وتربية الأجيال وبتاة الأوطان بلمسة سحرية ... ولكن من الأفضل أن نتعامل مع الواقع التربوي والأسري كما هو ؛ ولذلك فإنني أقترح على وزارة التربية والتعليم بأن تتولى هي بنفسها جزء” من مهمة تربية وتوجيه الطلاب المنحرفين والمشاغبين منهم على أقل تقدير ، من خلال إقامة المخيمات التوعوية والارشادية والتوجيهية في ساحات المدارس يوميا” واسبوعيا” بهدف : الإرتقاء بأخلاق وبسلوكيات فئات كثيرة من الطلاب لديها الإستعداد والقابلية والجاهزية لأن تكون عناصر هدامة وموذية للمجتمعات ؛ ومحاولة إستصلاح ما يمكن من كل هؤلاء قبل فوات الأوان ...
ويتم في هذه المخيمات توجيه وتثقيف الطلاب لكل ما يصلحهم ؛ كما يمكن معالجة السلوكيات المنحرفة لبعض منهم ، وبمكن غرس مفهوم احترام النظام وبيان أهمية الإنضباط المدرسي والحياتي في عقولهم ؛ ويمكن توجيههم لإحترام وتقدير الآخرين ولا سيما آباءهم ومعلميهم ؛ واحترام من هم أكبر منهم سنا” ...
ويمكن أن تقام مثل هذه المخيمات التوجيهية في ساحات وملاعب المدرسة كما أسلفت ، وتقام لساعتين بعد نهاية كل يوم دراسي أو ليوم خلال عطلة نهاية الأسبوع ، ويجب أن تخضع لاشراف شيوخ مساجد معروفون ، ومعلمون أكفاء ومعروفين بإخلاثهم وبغيرتهم الشديدة على مستقبل الأجيال ؛ بعيدا” عن الشكليات والمحسوبيات والمظاهر والتي دمرت الأخلاق ، وهدمت المبادي وفتتت المجتمعات وجرت لنا الويل والهلاك
لماذا لم يقصف الاحتلال قصر الشعب ويغتال الشرع
أكثر من نصف الأردنيين يتابعون ما تقوم به الحكومة
غارات أميركية على مدينتي صنعاء وصعدة
تقتل أختها خنقاً اثناء نومها بسبب ريموت التلفزيون
هل سيتم تقليص قرارات الحبس .. توضيح حكومي
استدعاء ضخم للجنود الإسرائيليين لغزة: سنمحو حماس
أهالي بلدة العراق في الكرك يناشدون الحكومة بسبب السيول .. فيديو
أنشطة وبرامج متنوعة في مختلف المحافظات
نجاح بني حمد .. ورواية لينا عن سنوات المعاناة
الملك يستجيب لنداء الشاعر براش .. توجيه ملكي
بينهم 33 موظفا بالتربية .. إحالة موظفين حكوميين للتقاعد .. أسماء
المستحقون لقرض الإسكان العسكري .. أسماء
استقبال هستيري لراغب علامة في الأردن .. فيديو
إغلاق "خمارة" بعد احتفال افتتاحها بزفة وأهازيج
معدل الرواتب الشهري للعاملين في الأردن
انقطاع الكهرباء غداً من 8.30 صباحاً وحتى 4 عصراً بهذه المناطق
بيان من عشيرة الشماسين بعد كشف جريمة قتل ابنها
أمانة عمان تحيل مدراء ورؤساء أقسام وموظفين للتقاعد .. أسماء
خبر سار لمتقاعدي الضمان بشأن تأجيل اقتطاع أقساط السلف
الحكومة تخفض بنزين 90 - 95 15 فلساً .. و10 دول تتمتع بأرخص أسعار البنزين
أمطار غزيرة مصحوبة بالبرق والرعد في هذه المناطق .. فيديو