الدكتور معروف البخيت هداك الله

الدكتور معروف البخيت هداك الله

07-06-2015 10:53 AM

في محاضرة ألقاها الدكتور البخيت في مركز المجتمعي المسكوني"الخيمة" التابع لكنيسة الراعي الصالح الانجيلية اللوثرية بعنوان"الأردن التحديات ومواجهتها" حيث طرح فيها فكرة تشكيل لجنة من كبار العلماء المسلمين للنظر في موروثنا الديني لغربلته والبحث في كل المنقول كأحاديث نبوية لحذف الأساطير والخرافات وحتى الإسرائيليات، وكل ما لا يتفق مع ما ورد في القرآن الكريم.


فدعوة البخيت أرها كلام حق يراد به باطل بحيث لم يطرحها على علماء الدين وإنما دعى لذلك في محاضرة ترعاها كنيسة مع كل الإحترام لها ولإخوتنا المسيحيين فهم ليسوا طرفاً بهذا الموضوع، فقد كان البخيت رئيساً للوزراء بعد أن كان عضواً في مفاوضات الاستسلام مع الإحتلال الصهيوني، وكان بإمكانه أن يوجه بسلطته أنذاك إلى لجنة علماء للقيام بما يدعو إليه، بل ومن موقعه الحالي كعين في مجلس الملك كنت أتمنى أن يطرح فكرة مراجعة الدستور الأردني برمته دون قيد أو شرط وأن يطرح خطة بجدول زمني لمراجعة ما أمكن من القوانين الأردنية الوضعية التي تخالف الشريعة الإسلامية.


وهنا نجد محاولة البخيت ليست الدعوة إلى المراجعة العلمية وخاصة بغمزه بالموروث وإشارته للأساطير والخرافات و الإسرائيليات في الأحاديث النبوية فالمقصد واضح بالطعن في صحيحي البخاري ومسلم وهما أصح كتب السنة النبوية وهذه الأفكار المسمومة كنا سنستسيغها جدلاً لو طرحت من عامة الناس وليس من دكتور و مسؤول من العيار الثقيل حتى تكون باب للمفسدة والتضليل لعامة المسلمين للتشكيك في صحيح الأحادث النبوية من قبل غير المتخصصين بل وتفتح باب لأناس لا يعرفون أساسيات الدين الإسلامي ولا يدركون أن الخمر محرم مثلا ليختلط عليهم الحق بالباطل بكلام منمق، وهي شبهة قديمة متجددة وقد سبقتنا الشقيقة أم العروبة مصر بذلك في ظل الإنقلابيين لا أقول على الإخوان فأنا لا أحبهم ولا أسبهم ولكن أقول على كل الإسلام وحتى على كل من له مظهر إسلامي فظهر المــُسيؤون للسنة النبوية والصحابة الكرام وأمهات المؤمنين وعلى الفضائيات وفي المحافل العامة وحكومتهم لا تحرك ساكناً، فهل ننقل الحالة إلينا في الأردن، وهل يعلم الدكتور معروف بأن التطرف والغلو في الدين خرج من مثل هكذا أفكار فأصبح الناس بذلك هائمين على وجوههم يفتون لأنفسهم أو يتبعوا (شيخهم) الجهول ليحلل ويحرم ما يريد بأحاديث ضعيفة بل وأخرى موضوعة وينتقي من الصحاح ما يخدم هواه فأوجدت نواة قذرة للفكر التكفيري والتطرف والإرهاب لكن الدين الإسلامي السمح براء منها، فهلا شرحت لنا كيف لك أو لغيرك أن يقنع شخص متحمس لداعش التكفيرية مثلا دون أن تستشهد بالقرآن الكريم ثم بصحيحي مسلم والبخاري.


وقد ذكر الدكتور معروف شيئاً وفاتته أشياءُ فلم يعلم أن هنالك مئات العلماء الذين راجعوا ومحصوا في صحيحي البخاري ومسلم وغيره ومنهم معاصرون وهنالك 370 كتاب يراجع صحيح البخاري وأتكلم عن الذين راجعوه وحتى نقدوه بأسلوب علمي شرعي بفروع علم الحديث وهو ما عرف بعلم العلل والمختص بقبول الأحاديث أو ردها فأشكل عليهم 120 حديث في البخاري من أصل 3000 حديث غير مكرر وفي مسلم أشكل عليهم 200 حديث من أصل 4000 حديث غير مكرر، كما لا يعلم البخيت أن الإسرائيليات منها ما هو مرفوض ومنها ما هو مقبول في الإسلام فجزء أقره النبي صلى الله عليه وسلم ومنها ما لم يتطرق إليه النبي عليه السلام لكنه وافق ثوابتنا وفق كبار علمائنا.

قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ....}النساء 59 لقد حفظ الله جل وعلا القرآن الكريم من التحريف والتزييف وهي من ثوابت إيمانياتنا وقد نص على ذلك في القرآن العظيم والإعجاز فيه خير دليل على ذلك ولكن لم ينص صراحةً على حفظ اللغة العربية ولكن حفظ القرآن يستوجب لزوماً حفظ اللغة العربية ومن الآية السابقة يظهر وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم وقد صرح بها القرآن منفردة ومقرونة مع طاعة الله عز وجل مما يعني لزوماً حفظ الله للسنة النبوية على أيدي كراماً برره لنطيع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي ذهب إلى جوار ربه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد